اليمن في قلب المعادلة الامنيه الخليجية.. فهل يدرك مجلس التعاون الخليجي لحقيقة وجوهر التغيرات في اليمن

بقلم: علي ابوحبله

هل خرج اليمن من المظلة الخليجية الامريكيه لتصبح المبادرة الخليجية من الماضي وكذلك المبادرات الامريكيه الغربية ، وهل أصبح اليمن على أبواب وأعتاب مرحله جديدة تقود لتغيير حقيقي في كافة المكونات السياسية اليمنية ، الإعلان الدستوري الذي أعلنته اللجان الثورية لسد الفراغ الرئاسي والدستوري أرسى قواعد المرحلة الجديدة لليمن وأرسى معها قواعد ومبادئ الشرعية الثورية لمعنى الثورة التي تقود للهدم والبناء ، هدم الماضي والبناء للحاضر والمستقل ، وان حقيقة ما يحصل في اليمن هو ثوره حقيقية أطاحت بالنظام الحاكم في اليمن وهي ثورة تقود للتغيير ، الإعلان الدستوري بحسب غالبية الآراء لليمنيين يعد ابرز خطوة عمليه يلمسها المواطن اليمني بعد مرور ما يقارب عام على انتهاء مؤتمر الحوار الوطني ، ورغم النقاط والقرارات المتعددة التي خرج بها المؤتمر إلا أن المواطن اليمني لم يلمس تغير جدي في ما يتطلع اليمنيون إلى تحقيقه ، وقد اعتبر البعض الإعلان الدستوري بداية مسار العقد الاجتماعي والسياسي في اليمن الذي سينقل اليمن إلى رحاب دوله ناضل من اجلها خيرة شباب اليمن وان الإعلان الدستوري كان ضرورة لا بد منها لملئ الفراغ الدستوري الذي تمر به اليمن وهو إنقاذ لليمن من حالة الفراغ التي ستقود اليمن إلى حاله من الفوضى ، الإعلان الدستوري قلب كافة الموازين الاقليميه وأرسى دعائم إعادة بناء دوله متحررة من القيود الامريكيه والخليجية وان اليمن قد شق طريق يقود لمرحله انتقاليه نحو إعادة بناء ألدوله خلافا للمبادرة الخليجية ووصاية الدول العشرة على اليمن ،اللجان الشعبية بزعامة أنصار الله وحلفائهم ساروا بدرب المخاطر ضمن مجهود يقود لبناء يمن حقيقي بعيد عن النفوذ والهيمنة الامريكيه الغربية والخليجية ، بخطوة اللجان الثورية في الإعلان الدستوري الذي يخرج اليمن من دائرة النفوذ والمصالح الخاصة التي استثمرها البعض لتحقيق مصالح خاصة وتثبيت أشخاص مشمولين بالنفوذ ومحسوبين على هذه الفئة وتلك من أصحاب النفوذ ، فشل الرئيس منصور هادي في مسعى الجمع بين الوصاية واتفاقية السلم والشراكة التي وقعها مع أنصار حزب الله وهو ما أوصله إلى وضع نهاية لحكمه ووصوله إلى طريق مسدود بفعل الضغوط التي مورست على الرئيس والحكومة لرفض اتفاقية السلم والشراكة وهذا ما دفع اللجان الثورية لهذا المنحنى الذي قاد لثوره حقيقية ، حيث تتفق معظم القوى السياسية والاجتماعية على على ضرورة ملء الفراغ السياسي في مجلس رئاسي تحت رئاسة شخصيه من اليمن الجنوبي من اجل طمأنة جنوب اليمن ، ان خطورة ما يواجهه اليمن بالدعوه لاجل انفصال الجنوب وفك الارتباط مع الشمال ، هذا الطرح حفزته الوصاية الدولية والمبادرة الخليجية حيث يخشى من احتراب يميني . الإعلان الدستوري يتوافق ودعوة الرئيس اليمني الجنوبي السابق على ناصر محمد لطي صفحه تجاوزتها الأحداث والتأسيس لمرحلة جديدة ناصعة البياض تقود لبناء يمن جديد بعيد عن الهيمنه والاستحواذ ،ان قواعد اللعبه قد تغيرت وان معادله جديده تبرز في مستجدات احداث اليمن وان المشهد الاكثر فاعليه هم الحوثيون الذين يفرضون شروطهم عن طريق الشرعية الثورية التي يسعون لتكريسها كأمر واقع ، لعل الطريق الذي سلكته اللجان الثورية بالإعلان الدستوري هو طريق صعب وباهظ الثمن وان هناك احزاب وقوى يمنيه ترفض الاعلان الدستوري وتهدد بالوقوف في وجه اللجان الثوريه وان هذا التخوف هو دخول اليمن إلى المجهول خاصة وان هناك قوى اقليميه ودوليه ترفض التغيير في اليمن وترفض الاستحواذ على اليمن من قبل الحوثيين ، امام الدول العابثه بامن اليمن خياران امام الاستحقاق الذي تحقق للجان الثوريه بالاعلان الدستوري اما اشعال اليمن بحرب طائفيه يمتد لهيب حريقه الى قلب الدول الخليجية خاصة وان اليمن في قلب المعادلة الامنيه الخليجيه وان كافة الخيارات ستترك انعكاساتها على دول الخليج ، او الرضوخ للاراده اليمنيه الحقيقيه للقبول بحقيقة التغيير ، اليمن امام تحرر حقيقي من الهيمنه والوصايه الخليجيه وان خروج اليمن معافى مما هو فيه هو بوحدة اليمنيين جميعا نحو بناء اليمن الجديد وتطبيق مخرجات لحوار وطني يقود لتحرر اليمن من كافة الضغوطات والهيمنه والوصايه ، الخارجيه الامريكيه اعلنت رفضها لحل مجلس النواب اليمني وكذلك فعلت العديد من الدول ، لكن اللجان الثوريه ما ضيه في خطواتها نحو تكريس الشرعيه الثوريه حيث كلفت اللواء محمد الصبيحي بالقيام باعمال وزير الدفاع واللواء جلال الرويشان باعمال وزير الداخليه ، وان الاعلان الدستوري تتضمن تاليف مجلس رئاسي من خمسة اشخاص ومجلس وطني يحل محل مجلس النواب ، ووفق الاعلان الدستوري تلتزم سلطات الدوله الانتقاليه العمل على انجاز استحقاقات المرحله الانتقاليه وفق مرجعتي مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل واتفاق السلم والشراكه ومنها سن القوانين التي تتطلبها المرحلة التاسيسيه والاستفتاء على الدستور على ان يستمر العمل باحكام الدستور ما لم تتعارض مع الاعلان الجديد ، اليمن بحسب رؤيا التغيير هو امام فاتحة عهد جديد ينتقل الوطن من خلالها لبر الامان بمساهمة الجميع ببنائه لان الوطن على ما يقولون يتسع لابنائه جميعا ، اليمنيون في هذه اللحظه امام عدد من التحديات ، تحد امام انفسهم ، وتحد امام الاقاليم ، .. وتحد أمام المجتمع الدولي فهل باستطاعتهم ان ينفضوا بسرعة من انقساماتهم التي اخذت تترسخ على حساب أمنهم واستقرارهم؟وهل باستطاعتهم أن يوحدوا كلمتهم ويغلبوا مصلحة وطنهم ويلتفتوا الى معاناة أبناء شعبهم؟وهل باستطاعتهم ان يتقدموا خطوة واحدة او خطوتين اثنتين الى الأمام.. تتمثل أولاهما بأن يقبل كل طرف الطرف الآخر بكل ما يعتقده هذا خطيئة ويعتبره ذاك خروجاً عن المألوف وتتضمن ثانيتهما باعتراف الجميع ان اليمن لا يمكن له ان يطير بجناح واحد ولا يمكن ان يحتكر ارادته أي طرف من الأطراف، بل إن اليمن يجب أن يظل لكل اليمنيين الذين ينبغي عليهم جميعاً تحقيق مصالحه الإستراتيجية بعيداً عن أية حسابات مبيتة أو أية مشروعات أحادية حتى لا يغدو اليمن صورة أخرى من الصومال أو سورية أو العراق ، وليبقى اليمن حرا بعيدا عن كل محاولات الاستحواذ والهيمنه