البحث العلمي بين الموضوعية.. والانتهازية

بقلم: احمد الدراجي

قراءة في فكر المرجع الصرخي.

الحوار والبرهان والاستدلال والبحث العلمي هو لغة القرآن، وثقافة الإسلام، ومنطق العقل والفكر، ونور القلب، ومرآة تعكس وعي المجتمعات وحضارتها، ويكشف عن قدرة المُحاوِر والمُستَدِل، وقوة ومتانة فكره ودليله، وبه تُحَلُّ المشاكل التي تمر به البشرية، وقد شاء الله ( جل وعلا) ان تكون علاقته مع مخلوقاته، واثبات وجوده وصفاته، قائمة على أساس الحوار والمنهج العلمي البرهاني الاستدلالي، وليس على أساس الجبر والإكراه والقهر والقسر، هذا المنهج هو منهج القرآن الكريم ، منهجٌ يفتح آفاق واسعة للحوار والتفكير والبرهان، ويعطي حرية التعبير والاستدلال، منهجٌ يهدف إلى إبراز الحقيقة، وليس لمجرد الحوار والجدال والاستدلال، منهجٌ يعمل على تأكيد وتركيز الحقيقة، وليس لتأكيد الذات والأنا، منهجٌ ينتصر للحقيقة، وليس للذات والأنا، منهجٌ يفتح القلوب، ويشرح الصدور للطرف المُحاوِر، منهجٌ لا يلغي الآخر، وإنْ اختلف معه في الرأي والفكر والموقف، منهجٌ لا يتأثر بالقوى الضاغطة على أسلوب الحوار والبرهان، كالموروثات الفكرية والأجواء ( الاجتماعية، السياسية، الثقافية، الطائفية،الإعلامية وغيرها)، التي تؤثر في الوعي والفكر والنفس، منهجٌ لا يحرق ولا ينسف العوامل والقواسم المشتركة الموحِدة ، منهجٌ ينطلق من دائرة العقل، والروح الموضوعية، والدوافع النزيهة، خاليا من التسييس والتمذهب والشخصنة والنفعية والانتهازية ، بعيد عن لغة التطرف والتكفير والتسقيط والتشهير،هذا المنهج سار عليه وتمسك به المرجع الصرخي الحسني وأكد عليه ودعا اليه مرارا وتكرارا في خطابات وبياناته ومحاضراته وكان آخرها ما ذكره في المحاضرة التاريخية الثالثة والثلاثين التي ألقاها عبر بث مباشر بالصوت والصورة على الانترنت بتاريخ 12 شباط 2015 الموافق 22 ربيع الثاني 1436.

حيث قال سماحته (( نحن في مقام البحث العلمي لا نخرج عن الجانب العلمي ، ليس لنا جانب الطائفية والتمذهب والسياسية والميل السياسي والمكاسب السياسية هذا ليس من منهجنا هذا ليس في فكرنا هذا ليس في درسنا وليس في بحثنا وليس من رسالتنا " مؤكدا سماحته " لا يوجد انتهازية في البحث العلمي "))

وأضاف أيضا انه يبحث عن الدليل وعن البرهان وذلك بقوله: ((نبحث عن حق نبحث عن دليل نبحث عن برهان نتمسك به من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، كل انسان الله سبحانه وتعالى منحه العقل ونحن نعطي الدليل والغير يعطي الدليل ، فمن تمسك وكان متمسكا بدليلنا وقبل التمسك يكون الدليل حجة عليه فيجب عليه ان يتمسك بنا ويتبع ما ذكرنا ، وأيضا غيرنا يعطي الدليل فلينتخب ما يريد أن ينتخب فيكون سنيا ، يكون شيعيا هذا بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، نحن مع الدليل نحن أصحاب دليل نطرح الدليل)).

بقلم/ احمد الدراجي