الهجرة هي الانتقال من البلد الأم للاستقرار في بلد آخر ويمكن أن نقول بأنها تلك الحركة السكانية التي يتم فيها انتقال الأفراد والجماعات من موطنهم الأصلي إلى وطن جديد يختارونه وذلك نتيجة لعدة أسباب عديدة بما تسمح به ظروف الدول المستقبلة، وبما يخدم الأوضاع الاقتصادية لكل من دول المهجر ودول المنشأ، ومن خلال آليات تعاون فني وأمنى وقضائي وتشريعي، وفي إطار الاحترام الكامل لحقوق المهاجرين.
والهجرة تعني ان يختار الفرد او الجماعة مكانا اخر غير موطنه للسكن والهجرة اليه اما للدراسة او العمل او للهرب من تهديد، وبالعادة يتم الانتقال من بلد ذات اوضاع اقتصادية وسياسية اسوء الى بلد اخر يتميز بمستوى اقتصادي وسياسي افضل للاستقرار به وانشاء حياة جديدة في البلد الجديد، وقد تكون الهجرة بسبب الكوارث المفاجئة كالزلازل والبراكين ولكن ليس شرطاً ان تكون الهجرة لخارج البلد بل يمكن ان تكون داخل نفس الدولة من مدينة الى اخرى وقد يواجه المهاجر تحديات اخرى مثل عدم اتقانه للغة الدولة التي هاجر اليها او الاكتظاظ السكاني في الدولة المستقبلة.
· أسباب الهجرة:
1- العلم.
2- البحث عن عمل أفضل.
3- البحث عن ظروف معيشية أفضل.
4- اكتساب الخبرات والتعرف على الشعوب الأخرى.
5- النجاة من الكوارث الطبيعية.
6- الحروب والنجاة من الموت أو الحرب أو الاعتقال.
· أصناف الهجرة:-
1- الهجرة الدائمة: وهي التي يهاجر الفرد أو الجماعات على الوطن الجديد دون عودة وهي الهجرة الأكثر خطورة.
2- الهجرة المؤقتة: حيث يهاجر الفرد أو الجماعة إلى وطن جديد بشكل مؤقت بغية التحصيل العلمي، أو تحسين الوضع المعيشي أو لأسباب سياسية ولكن يعود إلى وطنه الأصلي في نهاية المطاف، وهذا النمط من الهجرة لا يشكل خطورة كبيرة على المجتمع وله بعض الفوائد.
وفي الاونة الاخيرة ظهرت الهجرة غير الشرعية كنوع جديدة لهجرة الفلسطينيين، انتجت مئات الغرقى والمفقودين وآخرين من الجرحى قبالة السواحل الايطالية، ورجح المعظم ان تكون اسبابها عائدة لشعور العام لدى الفلسطينيين وبخاصةً الشباب منهم، بأن منطقة قطاع غزة لم تُعد مستقرة، ولم تعُد صالحة لمواصلة العيش، بسبب أن الحياة لديهم لا تتوقف لمجرد الحياة فقط، بل لشعورهم بأنهم محاصرون من قِبل الاحتلال في أجسادهم وأفكارهم وكرامتهم. اضافة للحصار الذي تفرضه إسرائيل ضد القطاع حيث انتشرت البطالة وتجمدت مشاريع التنمية، وساد الفقر، في مقابل زيادة متواترة في الكثافة السكانية وزيادة المتطلبات الحياتية والمعيشية. وقرر آخرون بأن العدوان الإسرائيلي الأخير كان السبب الحقيقي لبروز الظاهرة، لما أحدثه من قتل وتخريب ونشاطات تدميريّة أخرى لم تعُد مُحتملة لديهم بالمطلق.
وتتميز ظاهرة الهجرة السرية أو غير الشرعية، امتدادها على طول السنة أي إنها مستمرة في الزمن ومنتشرة في المكان، بعدما كانت منتشرة بكثرة في غرب البلاد، امتدت بصورة فائقة إلى وسط وشرق البلاد . ويعود وقت ظهورها مباشرة بعد تشديد وغلق الحدود الإسبانية التي تعتبر بوابة دول الاتحاد الأوروبي مع المغرب.
*اسباب الهجرة غير الشرعية:-
· الأسباب الاقتصادية
حيث يعتبر الكثير من الباحثين أن السبب الرئيسي للهجرة السرية يكمن في غياب التوازن الاقتصادي على المستوى الدولي، والذي يساهم في توسيع الهوة بين البلدان المتقدمة والبلدان المتخلفة أو التي تسمى سائرة في طريق النمو. وبالتالي تصبح المناطق الغنية من العالم أقطابا هامة لجلب الأعداد الهائلة من المهاجرين السريين الراغبين في الاستفادة من الرفاهية والتطور.
تمارس شبكات الهجرة السرية دورا هاما في انتشار الظاهرة، وهي شبكات متعددة الجنسيات تستغل الظروف الصعبة التي يعيشها الأفراد، وتجمع من ورائهم مبالغ مالية طائلة بعد إغرائهم في ترحيلهم إلى دول استقبال الهجرة السرية.
· الاضطرابات السياسية
الشعور بالاضطهاد والخوف من المصير وعدم توفر الحريات كلها أمور تدفع بالكثير من الأفراد والجماعات إلى الهجرة السرية بحيث يعد عدم الاستقرار الناجم عن الحروب الأهلية والدولية سبب رئيسي للظاهرة حيث يقصد المهاجرون السريون المناطق الأكثر أمانا ومن بعد ذلك يطلبون ما يعرف باللجوء السياسي ولعل من الأمثلة في ذلك ما يحدث خاصة في دول القرن الإفريقي من حروب ونزاعات.
· سياسات الهجرة المعتمدة
في سبيل وضع منهج واضح ينظم حركة المهاجرين أصدرت بعض الأقطار سياسة خاصة بذلك، بغرض تشديد قوانين الهجرة ووضع عوائق أمام الذين يريدون الهجرة بصورة شرعية، ولعل مضمون السياسة الأوربية للهجرة هو أبرز مثال لتباين هذه العوائق، حيث تهدف السياسة الأوربية للهجرة إلى تحقيق ثلاث أهداف رئيسية وهي :
1-تنظيم حركات دخول وخروج وإقامة المهاجرين حسب الحاجة للهجرة.
2-تنظيم عملية استقبال اللاجئين والعمل على إقامة نظام أوربي موحد للجوء.
3-التعاون في مجال محاربة الهجرة السرية والإقامة غير الشرعية لرعايا الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوربي.
· الأسباب النفسية والاجتماعية
الأسباب النفسية والاجتماعية لها دور هام في تحفيز الفرد على الإقدام على الهجرة السرية والتمسك بها انطلاقا من الوسط الذي يعيش فيه، حيث تتكون لديه رغبات وطموحات يحاول تحقيقها في دول الاستقبال بعد إقباله على هذه الظاهرة.
· وسائل الإعلام
وخاصة منها المرئية حيث يشهد العالم ثورة إعلامية جعلت حتى الفقراء يستطيعون اقتناء الهوائيات هذه الأخيرة التي تمكنهم من العيش عبر مختلف القنوات في عالم أحلامهم التي يسعون يوما بعد يوم إلى تحقيقها، حيث يقدم لهم الإعلام الصورة المثالية للعيش الكريم والرفاهية وكل حقوق الإنسان وهذا ما يرفع رغبتهم في الهجرة بأي طريقة كانت.
· العامل التاريخي
تيارات الهجرة السرية أغلبيتها تكون من الدول الأصلية للمهاجرين السريين إلى الدول المستقبلة وهي غالبا الدول الـمُسْتَعْمِرَة لتلك الدول الأصلية، والعامل التاريخي هنا يبين تلك العلاقة التي تربط الدول الأصلية للمهاجرين السريين إلى الدول المستقبلة، هذه العلاقة مبنية على عدم التكافؤ وعلى واقع استعماري خلف شعورا بمسؤولية دول الاستقبال في نهب خيرات وكل ثروات البلدان الأصلية للمهاجرين السريين.
· العامل الجغرافي
يساهم عامل القرب الجغرافي بصورة مباشرة في انتشار هذه الظاهرة ويتضح هذا بصورة جيدة في الحدود البرية، حيث تبقى المسافة القصيرة بين إفريقيا وأوربا مثلا تقدر بأربعة عشر كيلومترا فقط، وتسهل عملية الهجرة السرية إلى الضفة الشمالية للمتوسط.
· انتشار شبكات الهجرة السرية
تمارس هذه الشبكات دورا هاما في انتشار الهجرة السرية وهي شبكات متعددة الجنسيات تستغل الظروف الصعبة التي يعيشها الأفراد، وتجمع من ورائهم مبالغ مالية طائلة بعد إغرائهم في ترحيلهم إلى دول استقبال الهجرة السرية.