السياسة الإسرائيلية وسيناريو الإنفجار

بقلم: مازن صافي

تتسارع الأحداث وتتناقل أخبار وخاصة من الصحف "العبرية" عن "احتمالية" اندلاع أعمال عنف في ابريل القادم، وعزت ذلك إلى سوء الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية الناجمة عن "القرصنة والحصار الاقتصادي" الذي يفرضه الاحتلال على الدولة الفلسطينية، وكما حذرت الصحف الإسرائيلية أن هناك مؤشرات "جدية وساخنة" لاحتمال "اشتعال الوضع" في الخليل، وربما في الضفة الغربية أيضا، بسبب اقتحام نتنياهو للحرم الإبراهيمي، حيث يعتزم رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، اقتحام الحرم الإبراهيمي، وزيارة "مغارة المكفيلا" التي أقام فيها الاحتلال كنيسا يعتبر معقلا لغلاة المستوطنين واليمين المتطرف.

هذا السيناريو يعيدنا إلى أكثر من عشرين عاماً حين صاغ اليمين الإسرائيلي خلال فترة حكمه (نتنياهو 96-1999، وشارون 2001) سياسة تنطلق من رفضهم لاتفاقيات أوسلو، وشن هجوم شرس على الرئيس الشهيد ياسر عرفات وعلى القيادة الفلسطينية، واستخدام عبارة " لا يوجد شريك فلسطيني "وهذا الرفض وهذه السياسة أدت إلى قرار نتنياهو كرئيس للحكومة في العام 1996 بفتح نفق تحت الحرم القدسي أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن استشهاد قرابة 60 فلسطينيا و17مقتل جنديا إسرائيليا، وبعد ذلك وفي شهر تموز من العام 2000م أعلن موفاز أن الجيش الإسرائيلي بات مستعداً لأيه مواجهة مع الفلسطينيين وقال أيضا أن جيش الاحتلال قد أنهى الاستعدادات وأن هناك وسائل جديدة سوف تستخدم في حال اندلاع مواجهات ومنها الطائرات والصواريخ والقصف واقتحام المدن " وهذا ما حدث بعد ذلك"، وبعد شهرين ولاستكمال السيناريو الإسرائيلي، قيام أريئيل شارون باقتحام الحرم القدسي في العام 2000  تحت حماية الشرطة والجيش الإسرائيلي "لإعطاء صبغة سياسية ورسمية" لعملية اقتحامه، وكان هذا كله من أجل التنافس على الانتخابات الإسرائيلية والفوز بأصوات الإسرائيليين والنتيجة كانت واضحة في ظل تعميق هوة الصراع ونزع فتيل الانفجار الذي عُرف بــ"الانتفاضة الثانية- الأقصى" .

اليوم يعاد الهجوم الشرس على القيادة الفلسطينية، وعلى الرئيس محمود عباس، الذي قال : "رسالتي واضحة، نحن في لحظة الحقيقة ولن نوقف مساعينا السلمية والمشروعة"، وهذه الرسالة الفلسطينية الواضحة هي الرد على ما تجهزه (إسرائيل) إعلامياً وتحريض الرأي العام الدولي للقبول بشن عدوان احتلالي جديد على قطاع غزة، وهذا يقود لغرض إشعال فتيل الغضب الفلسطيني وما يرافق ذلك من  الانتهاكات اليومية في مدينة القدس وفي المسجد الأقصى وتسريع وتيرة الاستيطان .

وواضح للجميع أن ما يقوم به نتنياهو من توتير عام في الحالة اليومية، وإحداث شلل واضح في كافة المؤسسات الفلسطينية وإضعاف الاقتصاد الفلسطيني، من أجل "حصد نتائج" الانتخابات والتأثير في الرأي العام الإسرائيلي، وفي نفس الوقت خلط الأوراق جميعها في المنطقة العربية والإقليمية، وإنهاك القيادة الفلسطينية، وخلق فوضى عامة في المناطق الفلسطينية، وهذا ما تحذر منه القيادة الفلسطينية وتنشط الدبلوماسية الفلسطينية عبر العالم وفي الأمم المتحدة لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، والقبول بوجهة النظر الفلسطينية بإنهاء الاحتلال وفق مدة زمنية متفق عليها مع حماية دولية حتى جلاء كامل الاحتلال عن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

إن ما يتم اليوم ضد الشعب الفلسطيني، وافتعال الأزمات، وتفجير الأوضاع، يؤكد مسؤولية (إسرائيل) الكاملة عن كل ما يجري على الأرض، ومشروعية استمرار النضال الفلسطيني المشروع والتسلح بالمرجعيات الدولية والقرارات كافة ذات الصلة، من أجل حماية شعبنا وقيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال، وتحميله المسؤولية الكاملة (إسرائيل)عن كل ما أصاب الشعب الفلسطيني من ويلات ونكبات ودمار وتشريد وخسائر شتى، و مستمرة حتى اليوم.

ملاحظة: أكثر من 700 مثقف بريطاني يوقّعون عريضة لمقاطعة الاحتلال الصهيوني حتى "انتهاء الاضطهاد الاستعماري للفلسطينيين.

بقلم/ مازن صافي