لا أعود اليوم الى خطاب بنيامين نتانياهو في تلك الجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس، فالخطاب لم يفارقني لحظة من الأسابيع التي سبقته، وأمس واليوم، وربما غداً وبعده. في مكتبي الآن حوالى ألف موضوع عن الإرهابي الإسرائيلي وخطابه (يستطيع كل قارئ يزورني أن يقرأها أو يحصل على نسخ عنها)، بعد أن رحمني مركز الأبحاث في "الحياة"واختار أهم الأخبار، وأهمل أضعاف ما اختار لي وللزملاء في الجريدة.
الاهتمام الهائل هذا ذكّرني بالمَثل "الجنازة حامية والميت كلب"أو "كلب حرب»، والخطاب كان حقيراً وكاذباً مثل الارهابي الذي ألقاه، وأقرأ:
- إيران تصف الخطاب بأنه ممل ومكرر.
- يجب على أوباما أن يقدم أجوبة حقيقية عن حجج نتانياهو (عنوان إفتتاحية لمجلس تحرير "واشنطن بوست"الليكودي).
- خطاب مستر نتانياهو غير المقنِع في الكونغرس (عنوان إفتتاحية لمجلس تحرير "نيويورك تايمز"الليكودي أيضاً).
- سبعة وخمسون عضواً ديموقراطياً غابوا عن خطاب نتانياهو، وبينهم السيناتور بربارة بوكسر من كاليفورنيا وهي يهودية تؤيد اسرائيل عادة.
- هيئة الاذاعة البريطانية وزعت مقالاً كتبه جوناثان ماركوس عنوانه إن خطاب نتانياهو "ربح - ربح لإيران"اي أنه خلا من شيء حقيقي ضد السياسة الإيرانية.
- نتانياهو يمثل أمام الكونغرس بفضل أموال كبار المتبرعين، والكاتب مارك جوف يشير الى شيلدون ادلسون، وهو بليونير ليكودي له كازينوات قمار.
- غولامالي خورشو في "نيويورك تايمز"ومرتضى حسين في موقع "ذي انترسبت"الالكتروني الواسع الانتشار يسجلان كذب نتانياهو في أعوام سابقة عن إنتاج إيران قنبلة نووية السنة القادمة، أو بين ثلاث سنوات وخمس، وهذا كله ورد في مقالي المنشور في الثالث من هذا الشهر.
- ديوين ويكام، عميد كلية الصحافة والاتصال في جامعة مورغان، قال إن خطاب نتانياهو إهانة لكل السود لا أوباما وحده رغم أن رئيس وزراء اسرائيل أنكر ذلك.
- "بيبي"(نتانياهو) يريد الحرب»، كان عنوان في موقع الكتروني معادٍ للحرب كتبه جستن رايموندو.
- دعوات بيبي للحرب لا تجد آذاناً صاغية في الكونغرس.
- الكونغرس يعلن الحرب (على إيران) بطلب من نتانياهو، والكاتب دانا ميليباند يصف غضب السيناتور نانسي بيلوسي وهي تسمع كذب الارهابي الاسرائيلي.
- ايباك (لوبي اسرائيل) يشن هجوماً مثلثاً: إيران، إيران، إيران. والمقال يتحدث عن مشاريع قوانين كثيرة في الكونغرس تستهدف برنامج إيران النووي وتناقض موقف أوباما منها.
- مع إقتراب الانتخابات نتانياهو يثير قضية معروفة، أو مستهلَكة، هي مسعى إيران النووي.
أتوقف هنا لأقول إن إرهاب نتانياهو وحكومته لا يجعلني أطلب موت اليهود أو الاسرائيليين أو أدعو الى حرب أخرى. كل ما أريد كمواطن عربي هو قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس في 22 في المئة من أرض فلسطين التاريخية.
أجد هذا الطلب المتواضع جداً مستحيلاً مع حكومة نتانياهو، ففي كل يوم جريمة من قتل الأطفال الى المعاناة اليومية.
أنقل للقراء عن "هاآرتز"أن شابة فلسطينية من غزة طلبت الذهاب الى تركيا للزواج فرفض المستشار القانوني الاسرائيلي، وقال إنها رتبت الزواج قبل أن تحصل على إذن وزارة الدفاع وجيش الدفاع (الاحتلال) الاسرائيلي. ياهوه: إذن من الاحتلال لتتزوج؟ في خبر آخر، الارهابي عضو الكنيست السابق مايكل بن اري وزع فيديو عن جندي اسرائيلي يطلق كلباً على مراهق فلسطيني وامتدح عمله ضد "الارهابي». هو وحكومة اسرائيل وثلاثة أرباع أعضاء الكنيست إرهابيون، وحذاء المراهق الفلسطيني أشرف منهم جميعاً.
جهاد الخازن