في إطار أسبوع رفض جدار الفصل وسياسة التمييز العنصري الإسرائيلية الذي بدأ في الأول من مارس/ آذار وانتهى امس الأحد، عرضت الحملة النمساوية المستقلة لرفض الجدار وسياسة التمييز العنصري الإسرائيلي (تشكلت عام 2005 وتضم منظمات نمساوية وعربية وفلسطينية) مساء السبت بفيينا، الفيلم الوثائقي "آلية برتقال يافا" للمخرج الإسرائيلي إيال سيفان، حضره عدد كبير من النشطاء اليهود والنمساويين والفلسطينيين والعرب.
وحسب مراسل وكالة "الأناضول" التركية، يمزج الفيلم الذي استغرق إعداده وتصويره 5 سنوات في ثمانينيات القرن العشرين، بين برتقال يافا (شمال إسرائيل حاليا) الشهير، والسياسة، حيث يعكس فكرة إمكانية إعادة كتابة التاريخ الرسمي لإسرائيل من خلال زراعة البرتقال التي ترجع في الأصل إلى العرب الفلسطينيين.
وأبرز الفيلم قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بداية الألفية الثالثة باقتلاع أشجار البرتقال من غزة بحجة عدم اتخاذها كغطاء من أفراد "المقاومة الفلسطينية"، فيما سمح للغزيين بزراعة الفراولة لأن أشجارها صغير ولا تسمح بالاختباء حولها بالإضافة إلى موالح أخرى كاليوسفي، بحسب المخرج خلال مناقشات الفيلم.
وخلال المناقشات التي أعقبت الفيلم الذي تجاوزت مدته الساعتين ونصف الساعة، وأدارتها الناشطة الألمانية العضوة بالحملة فرينا هيننبرج، حدثت مشادات بين بعض الفلسطينيين واليهود الرافضين للحق الفلسطيني، حيث قال الفلسطينيون إنهم أول من زرعوا البرتقال في الأراضي المحتلة، فيما قال اليهود إن الأرض أصبحت إسرائيلية بعد إعلان الدولة عام 1948 ولم يعد للفلسطينيين حق فيها.
وحالت المشادات دون إتمام المناقشات حول الفيلم، وبحسب مراسل "الأناضول"، كان اليهود الذين أثاروا المشكلة تعمدوا إنهاء النقاش والجدل حول الحق التاريخي للفلسطينيين في الأرض التي تقوم عليها دولة إسرائيل.
ومن جانبه قال بيشوي ساويرس (ناشط مصري مؤيد للقضية الفلسطينية)، إن "الفيلم وثق أحقية الفلسطينيين في زراعة البرتقال قبل مئات السنين من وجود دولة إسرائيل حيث كانوا يزرعونه على شواطئ فلسطين".
وأضاف في حديثه لـ"لأناضول": "يجب مقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي تزرع في أرض المستوطنات غير الشرعية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة حسب قرارات الاتحاد الأوروبي".
وكان الاتحاد الأوروبي قد نفذ مطلع العام الماضي رسميا، حملة مقاطعة اقتصادية وتجارية وثقافية وأكاديمية لأية شركات أو مؤسسات إسرائيلية، ضليعة بأية نشاطات في مستوطنات الضفة الغربية، اعتماداً على الأحكام الصادرة عن المحكمة الدولية في لاهاي عام 2004، القاضية بضرورة اتخاذ موقف من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية، وأنها تخرق البند 49 من ميثاق جنيف، الذي يحظر على دولة محتلة أن توطن سكانها إلى المناطق التي احتلتها.
وأشار الفيلم إلى أحقية الفلسطينيين في الأرض التي قامت عليها دولة إسرائيل من خلال توثيق أن الفلسطينيين زرعوا برتقال يافا الشهير في الأرض الفلسطينية قبل مئات السنين، مما يعني أن الشعب الفلسطيني كان يعيش على هذه الأرض قبل الإسرائيليين بمئات السنين.
واسم يافا ارتبط أصلا بالبرتقال الذي يزرع فيها فلسطينيا منذ قديم الزمان، فيما أصبح هذا البرتقال حاليا واحدا من أهم الصادرات الإسرائيلية، وله علامة تجارية تستخدم في الدعاية للسياحة الإسرائيلية. ويتميز برتقال يافا بالقشرة السميكة التي تحافظ على الثمرة مدة أطول، كما يتميز بعصارة كبيرة وطعم حلو سكري.
جدير بالذكر أن أسبوع مقاومة الفصل العنصري الإسرائيلي بدأ في فبراير/ شباط 2005 في جامعة تورنيتو بكندا بمجموعة طلابية ناشطة وعبر التنسيق مع المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في المدينة.
وبعد أن حقق الأسبوع نجاحاً كبيراً جذب اهتمام الصحافة المحلية والعالمية بدأت تنتشر الفعاليات في مختلف دول العالم حتى بلغ عدد المدن التي تشهد هذا الأسبوع أكثر من 250 مدينة في مختلف القارات.
وبدأت إسرائيل بناء جدار فاصل بين الضفة الغربية وإسرائيل في العام 2002، بحجة منع تنفيذ هجمات فلسطينية في إسرائيل، خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت في العام 2000.
واعتبرت محكمة العدل الدولية في قرار تاريخي صدر عام 2005 هذا الجدار "عملا غير مشروع".
وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يحرم الجدار العازل أكثر من 50 ألفًا من حملة الهوية المقدسية من الإقامة في مدينة القدس عبر عزلهم في الضفة الغربية على الجانب الآخر من الجدار.