.... مع إقتراب موعد الإنتخابات الإسرائيلية تتبارى وتتسابق وتتصارع الأحزاب "الإسرائيلية"،وتستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة،لكي تصل الى البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" ومن اجل الحصول على ثقة المواطن والناخب الإسرائيلي،ويتم نشر كل الغسيل الوسخ والكشف عن كل أشكال وانواع الفساد والرشاوي وهدر المال العام والفضائح الجنسية والشخصية لقادة الأحزاب الإسرائيلية أو الكادرات والموظفين المحسوبة عليها،ويتم توظيف ذلك في المعركة الإنتخابية،ولكن ليست هذه بالعوامل الحاسمة لنيل ثقة الناخب والجمهور الإسرائيلي،فكل الأحزاب الإسرائيلية مثقلة بالفساد والرشاوي والفضائح الجنسية والشخصية،بل ما يلعب الدور الحاسم في كسب ثقة الناخب والجمهور الإسرائيلي،هما قضيتنا تكثيف وتشجيع الإستيطان والمواقف المتطرفة والمتشددة من العرب الفلسطينيين،فمن يدعم الإستطيان أكثر ويبني اكثر،بالذات في القدس،ومن "يوغل" في الدم الفلسطيني أكثر،فطريقه الى البرلمان "الإسرائيلي" الكنيست أضمن وأسرع.
وليبرمان واحد من كبار بلطجية المافيا الروسية،الذي جاء الى اسرائيل ،وأصبح وزيرا لخارجيتها،لم يترك شكلاً من أشكال الفساد والرشاوي والإستيلاء على الأموال بطرق غير مشروعة إلا ومارسه وسلكه،ولكن هذا لم يكن عائقاً امامه للفوز بالإنتخابات الإسرائيلية.واليوم في حمى الصراع الإنتخابي الإسرائيلي،فهو يعرف جيداً من أين تؤكل الكتف،وكيف يلعب على مشاعر وعواطف الإسرائيليين،لكي يوظف ذلك في خدمة مشروعه الإنتخابي،حيث أنه أطلق العنان لجموحه وأنفلت من عقاله،ليقول رداً على توحد اغلب مركبات ومكونات الطيف السياسي الفلسطيني في الداخل الفلسطيني،في قائمة عربية واحدة لخوض الإنتخابات "الإسرائيلية" وكذلك تصدي العرب للأحزاب الصهيونية المتطرفة التي جاءت لتمارس دعايتها في الوسط العربي،بأنه يجب العمل على التخلص من المثلث وتبادل أرضه وسكانه مع السلطة الفلسطينية،في إطار مشروعه العنصري (تبادل الأراضي)،مشروع التطهير العرقي للتخلص من سكان المثلث العرب،والذين يرى فيهم بمثابة السرطان الذي يتهدد يهودية الدولة، وكذلك من يتصدون لغلاة المستوطنين والمتطرفين الصهاينة من عرب الداخل يجب قتلهم بالفؤوس،تعبيراً عن نهج وفكر يتطابق مع الداعشية في الوطن العربي،ولم يكتفي ليبرمان من هذا النضح بالعنصرية والتطرف وبث السموم،بل انه قال في حالة فوزه في الإنتخابات الإسرائيلية،فإنه سيعمل على سن قانون يتيح إعدام الأسرى الفلسطينيين الأمنيين،وهذا ليس بالمستغرب عن ليبرمان،فهناك الكثير من الأحزاب الصهيونية المتطرفة تشاركه أراؤه وأفكاره،وهو جزء من المعسكر او التيار الصهيوني الحاكم،الذي يعتقد بأن الظروف مؤاتية له لتنفيذ برامجه بمواصلة الإستيطان وعدم الإعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة وتأبيد وشرعنة الإحتلال،والأمن لم يعد المحرك الأساسي للسياسة الإسرائيلية،بل أصبح واحد من تلك العناصر،والمحرك الأساسي،هو الإستيطان،حيث أصحاب هذه النظرية يقولون انه الفرصة الان متاحة للإحتفاظ بالإستيطان والأمن والسلام معاً.
ليبرمان أجرى اتصالات ولقاءات مع العديد من قادة الدول العربية وغيرها،في إطار مشروع يصفي القضية الفلسطينية،ويمهد لإقامة اسرائيل الكبرى،مشروع حل للقضية الفلسطينية وفق مشروع إقليمي،مستغلاً التطورات الحاصلة في العالم العربي،وما قد يتمخض عنها نتيجة الصراعات والحروب المذهبية والطائفية والأثنية من كيانات إجتماعية هشة،تكون تحت المظلة والسيطرة الإسرائيلية.
ما قاله ليبرمان بحق شعبنا الفلسطيني وأسرانا في سجون الإحتلال،هو نتاج لسياسة عنصرية مغرقة ومشبعة بالتطرف،فها هي شرطة الإحتلال،وبالتحديد من بعد خطف وتعذيب وحرق الشهيد الفتى ابا خضير حياً في 3/تموز/2014،تعد قوائم سوداء للمعتقلين والنشطاء المقدسيين،وتسلمها لبلدية الإحتلال،لكي يتم اتخاذ عقوبات إضافية على المقدسيين المعتقلين وعائلاتهم وأسرهم،عدا العقوبة المتخذه بحقهم على خلفية نشاطهم الجماهيري والسياسي والكفاحي،مثل جباية ديون ضريبة "أرنونا" مسقفات،مخالفات بناء،ديون مستحقة لشركة المياه "جيحون"، هدم منازل وغيرها،سياسة العقوبات الجماعية بحق القدس والمقدسيين.
نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي المقدسيين الثمانية،جرى اعتقالهم وتجري الان محاكمتهم،لكونهم عبروا عن أرائهم ووجهات نظرهم ضد سياسات واجراءات وممارسات الإحتلال القمعية،وليبرمان يدعو إلى القتل بالفؤوس والإعدامات،يجري إمتداحه وتشجيعه على هذه السياسة،فأي عنصرية هذه يا دولة الإحتلال..؟؟؟
بقلم :- راسم عبيدات
القدس المحتلة – فلسطين
11/3/2014
0524533879
[email protected]