إلى روح الشيخ…الشهيد
*
الليل ينتحر
الفجر يعلن القدوم بلا انفعال
صوت المؤذن……
يغسل الطرقات بالحناء
عادية….هذي الخطى
عادية………….
تلك السماء..!!
*
لا حاجة للوقت….
أيقظته هزة الروح التي اعتاد…..
مذ كان يحلم للحياة…
وزهرة الرمان
قام…..
بسمل….
توضأ مرة بالماء
وأخرى بحب الهان
كان موضعه على الكرسي ذي العجلات
يؤذن بالمسير
هل كان يدري……
أن هذا آخر العهد
وأن آن الأوان…!!
*
هناك……
ترتعش السحابة
لسعة البرد الخفيفة لا تخبئ ريبها
ثمة من ينتظر
كل شئ كما رتبته هيئة الأركان..!!
الضيف……
مأدبة الشرف……
هاهو الحي المراد….
هاهو المسجد…….
هاهو الشيخ……
الهدف…!!
*
سلم الجميع….
ولما بعد ترويه الصلاة
اللحية البيضاء…..
ضوء الوجه……
رائحة المهابة…..
قدرة العينين…..
الوقت يبلغ منتهاه
أحد… يدفع الكرسي
وآخر………يلهج
الله……
يالله…….
*
*
وقع الخطو……
الصمت يوحي بالقلق
همهمة الرجال…..
تذوب في لون الشفق
لا أدري…..
هل تمعن الحضور ما يخبئ الجناة…؟!!
هل شعروا قبيل الموت
بخطى "نيرون " تفترس الحياة…..؟!!
*
فجأة…….
دوى صراخ القصف….
انصهر الزمان
فر المكان من المكان
إلى المكان
-الله أكبر
دوى صراخ القصف ثانية….وثالثة…..
-الله أكبر
انتهى المشهد
أتركوا للصمت آخر الكلمات
أفسحوا للدم…..
هيا…تقدم…….
يا سيد الألوان…!!
كل شئ كما رتبته هيئة الأركان
*
قطع من اللحم المتبل بالتراب
عظمة للفخذ
رئتان تختلجان
فم يتمتم بالشهادة
هذي بقايا الجمجمة..!!
لحية الشيخ……
كما ثلج تخلله الدماء
هاهو الأفق………
يستعير اللون والتاريخ من عطش الحسين
ومن نذير الأنبياء
هاهي اللحظة……..
يأخذها الذهول
ثم
ينفجر البكاء
………….
…………
يا الهي….
.لم يبق في البث المباشر
سوى فحيح القتل….
وشارع يكتظ بالأشلاء
*
السيف يسكر من ورود المذبحة
القهر ينهش في الصدور
والحزن……
بعض من دوار المسبحة
*
الآن يحصدناغباء الجند….
أصحاب السيادة…!!
لكنه نفس السؤال على جباه الفاتحين
من ينتصر
صلف الحديد…
أم
الإرادة….؟!!!
بقلم/ توفيق الحاج