هل تصل رسائل الملك سلمان؟؟؟

بقلم: نبيل عبد الرؤوف البطراوي

منذ زمن والعمل العربي المشترك الذي تطمح أليه جماهير أمتنا العربية وهو حبيس أدراج بيت العرب ورهينة الخلافات والتباينات بين القادة العرب , في هذه الايام الذكرى السبعين لمولد جامعة العرب والتي كان مرجو منها أن تجمع الشمل وتوحد الكلمة وتكون وأجهزتها وأدواتها وسيلة الدفاع عن القضايا والمصالح العربية ولكن لم يكون هذا ألا في القليل من بعض القضايا والمواقف وجل ما حصل عليه الانسان العربي خلال تلك الفترة هو تذكير هؤلاء الزعماء بأنهم يقودون شعوب تنتمي الى أمة واخدة بتاريخ وماضي وخاضر ومستقبل واحد وكانت أيضا تذكرهم بحالة الفشل والضعف والهوان التي أوصلوا أليها أمة العرب على الرغم من المقدرات العظيمة التي تمتلكها أمتنا والتي تخولها بأن تكون رقما بين الامم لما تمتلكه من أرث حضاري ومقدرات مادية فوق الأرض وفي باطنها .

أن حالة الضعف العربي كانت تذكر زعماء العرب غياب وحدتهم وتلاعب وتطاول بعض القوى الاقليمية في مصير شعوبهم ودولهم من خلال النفاذ الى هذه الدول أما من خلال مساندة قضايا تحرر أو من خلال نشر المذهب الشيعي المغلف ببعض الفتات الذي تحتاجه بعض القوى والفصائل والتنظيمات والاحزاب والحركات ,او من خلال رغبة بعض أشباه الدول وأشباه الانظمة بالظهور بمظهر المؤثر على الساحة الاقليمية والدولية .

جميعنا عايش (الربيع العربي )كما أسماه البعض والفوضى الخلاقة كما أراده البعض الآخر ,وقد أستشعر الكثير من حكماء الامة وقادتها الاهداف الخبيثة التي أرادوها من خلال تلك الشعارات التي روج لها من خلال حركة الجماهير التي كانت تطمح لتخلص من تلك الانظمة التر تعفنت وباتت تشكل عبأ على كاهل مستقبل أمتنا العربية والتي حولت الدول عبارة عن أملاك خاصة للحكام وحاشيتهم ولكن من أنقذوا على السلطة بعد فناء الحكام وغيابهم لم يكونوا سوى أدوات تفتيت وتشتيت وتدمير لمقدرات الامة ولك أن تشاهد –العراق ,ليبيا , سوريا ,اليمن ,وفلسطين – وهنا نجد أن نتيجة التمرد على الحكم كان تقسيم المقسم والصراعات الداخلية وتدمير المقدرات من أجل العودة للاستعمار القديم صاحب الحكمة والمشورة وسداد الرأي .

دائما لكل أمة قادة يولدون في الزمان المناسب فكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بداية الصحوة العربية والذي أنقذ مصر وجيشها من التقسيم والتشتيت على غرار الجيشين العراقي والسوري وأعاد مصر لتلعب دورها الريادي في حل قضايا أمتنا العربية ,ومن ثم جاء الملك سلمان العرب والذي من اللحظة الاولى لتوليه قيادة المملكة خاطب الجماهير العربية والانظمة بضرورة رص الصفوف والتعافي من الشوائب والتعافي من حالة الوهن والضعف والعمل على وضع حد حازم وجازم لكل محاولات القوى الإقليمية والدولية في التلاعب بمصير أمتنا وقضايانا المصيرية .

وقد كان الاختبار للملك سلمان في اليمن حيث الرغبة الايرانية في التلاعب بمصير قطر عربي توافق على رؤية عربية لحل مشاكله الداخلية ولكن أذناب ايران لم يلتزمون بمقررات الحوار فكانت السيطرة على كل اليمن وطرد الشرعية الوطنية منها والسيطرة على كل أنحاء اليمن من قبل فئة قليلة بفضل الدعم والسلاح الإيراني .

وهنا كما يقول المثل العربي في الليلة الظلماء يفتقد القمر وفعلا لم يطول انتظار قمر أمتنا وفعلا كان في الزمان والمكان المناسب .

فكانت الرسالة الواضحة المعالم لكل من يجيد قراءة تاريخ الامم فهي رسالة الصحوة والبعث الجديد لهذه الامة التي طال سباتها واشتد التكالب عليها من القاصي والداني وقد حملت هذه الرسالة عدة عناوين.

الأول : الى النظام الايراني والذي عمل منذ وصول الخمينية الى الحكم على تصدير المذهب الشيعي الى عالمنا العربي بهدف ايجاد فناء لصراع مذهبي وجعل قضايانا العربي جزءا من أوراق الاعتماد لهذا النظام في حل مشاكله وقضاياه الداخلية مع العالم.

الثاني :الكيان الصهيوني والذي طال صبر أمتنا العربية على غطرسته وتجاهله لكل محاولات أمتنا العربية مد يد السلام من أجل حل القضية التي تشغل بال وضمير كل عربي دون جدوى .

الثالث :الى القوى الكبرى في العالم والمتمثلة في كل من أمريكيا وروسيا والاتحاد الاوربي .

وقد كانت فحوى ومضمون تلك الرسائل واضحة ,بأن أمة العرب اليوم ليست أمة العرب بالأمس ,فهي اليوم قادرة على أن تزيل كل الاشواك والشوائب العالقة بجسدها بيدها ودون أخذ أذن من أي كان ودون أستجاء موقف من أحد في العالم ومن هنا يجب على النظام العالمي الجديد تهيئة نفسه لكيفية التعامل مع هذا المارد العربي الذي فاق من سباته وعازم الامر على أخذ مكانه الذي يحق له بين الامم والشعوب في الكون .

فهل تفهم تلك الرسائل؟؟؟

بقلم/ نبيل عبد الرؤوف البطراوي