دار البر تُكرم الشيخ محمد رشاد الشريف مقرئ الأقصى

نظمت جمعية دار البر للأعمال الخيرية حفل تكريم لفضيلة الشيخ/محمد رشاد الشريف – حفظه الله – مقرئ المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي، وذلك في فندق آدم بمدينة غزة ، حيث تم توزيع كتاب ( قراء من أرض الإسراء -2- فضيلة الشيخ/ محمد رشاد الشريف ) من إعداد الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك ووزير الأوقاف والشئون الدينية سابقًا ، وتسجيل كامل للقرآن الكريم بصوته على الحضور.

وحضر الحفل العشرات من العلماء وأساتذة الجامعات ومدرسي القرآن الكريم .

واستهل عريف الحفل الدكتور/ ماجد الزيان حديثه بالإشادة بالشيخ الشريف– حفظه الله- ومكانته العلمية والدينية، ورحب بالحضور الكرام من علماء وأساتذة جامعات وأهل القرآن لأن حضورهم يدل على مدى حبهم لكتاب الله الكريم وأهله، كما وأشاد بهذه اللفتة الكريمة من الجمعية والتي تشكل خدمة للقرآن الكريم وأهله.

وبدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم رتلها الشيخ المُحتفى به فضيلة الشيخ/ محمد رشاد الشريف ، من خلال قراءة مسجلة لفضيلته.

ثم تحدث الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك وزير الأوقاف الأسبق رئيس مجلس إدارة الجمعية، مبينًا مكانة العلماء وفضلهم، وأن وجودهم في الأمة حفظ لدينها وَصَوْنٌ لعزتها وكرامتها، فهم ورثة الأنبياء في أممهم.

وأضاف الشيخ سلامة : إن كثيراً من هؤلاء العلماء والقرّاء الأفذاذ لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من علم إلا بالجدّ والاجتهاد والكدّ والتعب، ومن الواجب علينا أن نقدم لأجيالنا المتعلمة سِيَرَ هؤلاء العلماء ليطّلعوا على تراث أمتهم وإرثها العلمي والحضاري من جانب، وليقفوا على الجهود الهائلة التي بذلها علماء الأمة في تحصيله ونقله من جانب آخر، فيكون لهم من ذلك كله حافز على تقدير هؤلاء العلماء حق التقدير، ووجوب الاقتداء بهم والسير على خطاهم.

وقال سلامة : إن بلادنا فلسطين قد أنجبت عدداً كبيراً من العلماء في شتى العلوم الشرعية، ومن المعلوم أن فضيلة الشيخ/ محمد رشاد الشريف يُعَدُّ من القرَّاء الأفذاذ، الذين أسهموا في نشر العلم والنور وتعليم كتاب الله عزّ وَجلّ وتلاوته في بلادنا الحبيبة فلسطين، فقد آتاه الله – سبحانه وتعالى- مواهب متعددة، منها: أنه كان صاحب حنجرة ذهبية وأداء مميز في تجويد القرآن الكريم، وصاحب تلاوة تفسيرية، ومن الجدير بالذكر أن الشيخ / محمد رشاد الشريف هو أول فلسطيني يسجل القرآن الكريم كاملاً منذ عقود عديدة، حيث سَجّل مصحف بيت المقدس المرتل كاملاً بصوته النَّدِيّ، بعد تكليفه بذلك من منظمة المؤتمر الإسلامي بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية سنة 1980م؛ ليوزع على العالم الإسلامي، وانتهى من تسجيله بعد أربع سنوات وذلك عام 1984م.

واستعرض الشيخ سلامة السيرة الذاتية للشيخ / محمد رشاد الشريف ابن مدينة الخليل، الذي حفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، وحصل على  إجازة بالقراءة والإقراء برواتي حفص عن عاصم وورش عن نافع من أحد كبار علماء القراءات في العالم الإسلامي، وهو فضيلة الشيخ/ حسين أبو سنينة – رحمه الله -، كما قرأ شيخنا في الإذاعة الفلسطينية بالقدس سنة 1941م،  وعُيّن قارئاً للمسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي بالخليل سنة 1966م، وتم تعيينه – حفظه الله –  مديرًا لدائرة القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشئون الدينية- في المحافظات الشمالية- وذلك سنة 1998م، وقد كرمته وزارة الأوقاف سنة 1999م في احتفال برابطة الجامعيين بالخليل. 

وبين سلامة أن  الشيخ الشريف لم يلتق بالشيخ/ محمد رفعت – رحمه الله -، ولكن فضيلة  الشيخ/ محمد رفعت – رحمه الله – عندما استمع لصوت الشيخ/ محمد رشاد الشريف- حفظه الله- عبر أثير إذاعة القدس، شَهِدَ له بدقة تلاوته وجمال صوته، وذلك من خلال الرسالة التي أرسلها إليه سنة 1944م، والتي يقول فيها (إنني استمع إلى محمد رفعت الثاني من فلسطين)، ومن الجدير بالذكر أن فضيلة الشيخ محمد رفعت -رحمه الله – قد تمتع بميزة عن بقية القراء في عصره، فقد سُئل فضيلة الشيخ/ محمد متولي الشعراوي – رحمه الله-  يوماً عن رأيه في كل من القرّاء الشيوخ، فأجاب قائلاً: "إذا أردنا أحكام التلاوة فهو الشيخ / الحصري، وإذا أردنا حلاوة الصوت فهو الشيخ /عبد الباسط عبد الصمد، وإذا أردنا النَّفَسَ الطويلَ مع العذوبة فهو  الشيخ /مصطفى إسماعيل، وإذا أردنا هؤلاء جميعاً فهو الشيخ محمد رفعت" - رحمهم الله جميعاً-.

وختم سلامة حديثه قائلاً: نسأل الله عز وجل أن يجزي الشيخ الشريف خيراً على ما قدمه للأمة ، وأن يبارك في عمره ، وأن يُديم عليه الصحة والعافية، وأن يُكْرمه بحسن الخاتمة وصالح العمل.

ثم ألقى فضيلة الشيخ/ إبراهيم أبو جلمبو أستاذ القرآن الكريم والتجويد في جامعة الأزهر بغزة كلمة أهل القرآن، حيث بين فيها أن فضيلة الشيخ / محمد رشاد الشريف تميز عن غيره من القرّاء المعروفين في العالمين العربي والإسلامي بثلاثة أمور وهي: أنه أول قارئ فلسطيني قام بتسجيل المصحف كاملاً في وقت عزَّ فيه من فعل ذلك، وثانيها: تلاوة الشيخ الشريف وكيفية أدائها لم يأتِ بها أحد من قبل، وثالثها: صوت الشيخ الشريف قريب جداً من صوت الشيخ/ محمد رفعت صاحب الصوت الملائكي، وشكر الشيخ سلامة على تأليفه لكتاب (قراء من أرض الإسراء) ، كما شكر جمعية دار البر على إقامتها لهذا الحفل الكريم.

ثم تحدث فضيلة الشيخ / محمد رشاد الشريف - المُحتفى به- في كلمة مسجلة، مبيناً ما أكرمه الله به من حفظ للقرآن الكريم وإتقان له، وأثنى على شيوخه وخاصة فضيلة الشيخ/ حسين أبو سنينه، ودعا أهل القرآن للاستفادة من خبرات علماء التلاوة والتجويد والإقراء، كما شكر الدكتور/ يوسف جمعة سلامة على تأليفه لهذا الكتاب وعلى اهتمامه بالعلماء والقراء وخدمته للقرآن الكريم وأهله خلال رحلته الطويلة.

وخُتم الاحتفال بتوزيع كتاب ( قراء من أرض الإسراء -2- فضيلة الشيخ/ محمد رشاد الشريف) من إعداد الشيخ الدكتور/ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك ووزير الأوقاف والشئون الدينية سابقًا ، وكذلك توزيع تسجيل القرآن الكريم كاملاً بصوت الشيخ / محمد رشاد الشريف على الحضور .

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -