معاريف ..محمد السنوار: صعود قائد الظل وإعادة تشكيل موازين المواجهة في غزة

محمد السنوار وشقيه الأكبر يحيى

غزة/القدس (معاريف) - تواجه إسرائيل تحديات جديدة في قطاع غزة مع صعود محمد السنوار، الأخ الأصغر ليحيى السنوار، إلى واجهة قيادة حركة حماس، بعد استشهاد شقيقه في عملية عسكرية إسرائيلية. وتعمل حماس تحت قيادته على استعادة قوتها العملياتية، مما يخلق واقعًا جديدًا من المواجهة مع إسرائيل.

إعادة تشكيل قيادة حماس

بحسب تقارير صحيفة واشنطن بوست، أثرت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهرًا على البنية التحتية لحماس، مما أدى إلى تدمير معاقل الحركة واستشهاد آلاف المقاتلين والقادة، ومنع إعادة التسلح عبر المعابر الحدودية. ومع ذلك، أفادت التقارير أن محمد السنوار يقود جهود تجنيد جيل جديد من المتطوعين، مستغلًا الدمار والذخائر غير المنفجرة في القطاع لصناعة العبوات الناسفة واستمرار الهجمات على الجيش الإسرائيلي.

تصعيد العمليات العسكرية

في الأسبوع الماضي، أدت هجمات حماس إلى مقتل عشرة جنود إسرائيليين في منطقة بيت حانون شمال غزة، وإطلاق حوالي عشرين صاروخًا على إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين. هذه التطورات تعكس قدرة حماس على مواصلة القتال رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها، مما يشكل تحديًا لإسرائيل.

محمد السنوار: "الظل" الذي أصبح في الواجهة

محمد السنوار، البالغ من العمر نحو 50 عامًا، يُوصف بأنه شخصية غامضة قادت العمليات من خلف الكواليس. وعلى عكس شقيقه، الذي قضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، لم يُسجن محمد لفترة طويلة، مما جعله أقل شهرة لدى النظام الأمني الإسرائيلي. ووفقًا لمصادر عربية، يتمتع محمد بلقب "الظل"، ويُعد الآن أحد أبرز قادة حماس إلى جانب محمد ضيف وعز الدين حداد.

استمرار المواجهة

بحسب مسؤول أمني إسرائيلي، فإن "معدل إعادة تأهيل حماس لقوتها يتجاوز المعدل الذي تدمره به إسرائيل". ويضيف: "محمد السنوار يقود كل شيء". ومع تواصل القتال، يُقدر أن محمد السنوار يلعب دورًا رئيسيًا في عمليات حماس، بما في ذلك التخطيط للهجمات وتنسيق الجهود العسكرية.

تعقيدات التفاوض واستمرار الحرب

في حين تجري محادثات وقف إطلاق النار بوساطة دولية، ذكرت تقارير أن قادة حماس في الدوحة يعملون على تشكيل قيادة جماعية، لكن المقاتلين في غزة يعملون بشكل مستقل تحت قيادة محمد السنوار. وتقول المصادر إن الحرب المستمرة تستنزف الجيش الإسرائيلي وتزيد من المخاطر الأمنية، بينما لا يزال الرهائن الإسرائيليون محتجزين في القطاع.

تاريخ من المواجهات

يشير ضباط إسرائيليون إلى أن محمد السنوار كان من بين المخططين لعملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006، التي أدت إلى إطلاق سراح شقيقه يحيى في صفقة تبادل أسرى. والآن، بعد اغتيال يحيى، تبرز قيادة محمد السنوار كجزء من التحولات الداخلية في حماس، مما يزيد من تعقيد المواجهة مع إسرائيل.

مع استمرار الجهود العسكرية الإسرائيلية لتحديد مكان محمد السنوار، يرى المعلقون أن الحرب ضد حماس تدخل مرحلة جديدة وأكثر تعقيدًا، حيث يُظهر القادة الجدد قدرة على استغلال الدمار في غزة لمواصلة العمليات ضد إسرائيل.

المصدر: ترجمة خاصة وكالة قدس نت - القدس المحتلة