اهنأ رفيقي بالمقام

بقلم: توفيق الحاج

(مرثية في اربعين رفيق الدرب محمد ايوب)

* مني السلام....

ولك السلام

اهنأ رفيقي بالمقام........

ها أنت قد سبقتني..كما وعدت

فارقتني حد الحضور ... وفيت...

اااخر ما احتضنتك...قلت لي ...ما لا يقال

شحوب وجهك..اصفرار عينيك...ثلج يديك

اذهلني ....

ارتجفت....

بكيت

قرات عليك من صلوت امي....

دعوت ربي..

ان يريحك من عجزي ...

بكيت ..

كطفل يا محمد.... تتاوه..تتقلب.. تتعذب...تتكوم

قلها لربك...واسترح...

الله ..ارحم

يامحمد...

ليس في الخاطر اصعب من فراقك

وانشطار الروح من بدني...

لا تفارقني.....

بكيت ....

يا الهي...

غفوة للطفل تدرك وقتها ......

ما ارحمك ...

ما اكرمك..

ما اعدلك...

سحبت نهنهتي برفق... ومسحت على جبينك مرتين

قبلت راسك واليدين....

وخرجت كى لا ازعج الاهداب فيك

عرفت ان هذا اخر العهد بقربك ..يا رفيقي

نعيت نفسي.....

ماعاد يسعفني البكاء

حزني بحجم الكون..

غصة في الحلق تخنقني..... بكيت

لم يروا دمعي... ولكن انت وحدك يالظى قلبي

رايت.....!!

يا الهي ....

لا اعترا ض....

لك ما اردت....

لك ما قضيت ...

* * *

ابا نضال

هكذا انت...كما عودتنا

سخرت .. .

قاومت...واستبسلت

انهزمنا... امام موت شف وجهك

ما انهزمت..

ناضلت افضل ما يكون لك النضال ...

لكنها سنة الموت.... ان تسعى الى خلد..

هزمت الخوف فينا....

ابتسمت ...

استرحت ...

كما الرجال

لم تمت.... همو ماتوا ..

من انتصروا بموتك..

من احتفلوا بانياب العضال..!!

* * *

ابا نضال

الموت اهون ... من ان اراك معذبا بين اليدين

الموت ارحم ... من صورة ذبلت وسالت في الحنايا دمعتين

لو كان في قدرة هذا الحزن في.... ان افيك

لقسمت عمري لقمتين ....!!

كما كنا ... رحيق الذكريات....

نتقاسم الضحكات والاحزان والالوان والانسان فينا مرة او مرتين

يا الهي ...

ابكيتني .. والموت حق...

اخذت مني نصف الاخر....

على مهل عذبته ..عذبتني... والامر لك

الملك لك...

هذي امانتك الغريبة...عادت اليك...

يالهي ....هذا الحبيب .. ..الان بين يديك

اشهد انه اعطى واوفى...

اشهد انه في الحق ما اخفى

كنا صعاليك القبيلة ...

كفرونا... طاردونا

وزماننا لم يك ابن الورد فيه

ولا كان السليك....!!

* * *

أبا نضال.....

ابكيك لا ابكيك

ارثيك لا ارثيك...

كيف ابكي ..كيف اارثي ... و خلود هذا العمر فيك....

يارفيقي... انظر الى الوحش الذي قاومت فينا

انظر الى كف.. قلبت موازين البداهة ..ناطحت في الليل مخرز

انظر الى كوابيس تجلت في حزيران ...

يارفيقي..اين انت الان ......؟!!

خبرني عن علي..عن ابي ذر....عن الحلاج ..عن غسان

قل لي كيف حال جمال ؟

هل لقيت حيدر في ذات المكان....؟!!

هل شربت القهوة مع المسلمي الذي احببت.؟

هل دندنت كما كنا ندندن مع الشيخ ......... ؟!!

(اذا الشمس غرقت في الغمام ...

ومدت على الدنيا موجة ظلام ..

ومات البصر في العيون والبصاير.

وغاب الطريق في الخطوط والدواير

يا ساير يا دايــر يا ابــو المفهومــــية

ما فيش لك دليـل غير عيون الكلام")

قل لي هل رايت الخال... واوصلت السلام ...؟!!

قل لي بربك...

لماذا تركتني الهث خلفك ..وانا من كنت في الدنيا معك..؟!!

خمسون عاما ..

.تبادلنا الهموم .. لم ار اهة منك ولم تك ادمعك

قتلتني قبل الفراق.. ببحة

تحشرج الفلك النبيل

و بكاء يافا... ودعك

ياصديقي..

يارفيقي..

ياحبيبي..من بها قد يجمعك؟!!

الا مليك قادر..

خط البلاد واودعك...!!

* * *

يا صديقي....

انت المسجى بيننا...

الان صلينا عليك.... وقرانا ماتيسر

الامام يزهو بموتك....

والرواية تتعسر...

غربتي بعدك فوق الوصف....

هاهم يبيعون فضاءك للثعالب اوسمة...!!

هاهم يعدون المقاصل لخطاك القادمة

استتابوك ميتا....؟!!

لاباس....

اعرف..انك تسمعنا....وتسخر..

ياصديقي... يارفيقي....!!

اعرف انك اقربنا الى المولى

لم تكن لصا... ولا قاتلت من اجل الغنيمة

لم تكن لونا تغير لضرورات الهزيمة

ياصديقي...

لم تكن الا شجاعا..

والرأي في كمد ....جريمة...!!

..........

الان صلينا عليك..وقرانا ماتيسر

اتذكر...

كيف كنا نذرع الحارات بحثا عن رصاصة

كيف كنا نرصد الشارع للرفاق

كان قلبي...يستحي عشقا

وقلبك كان في الظلمات يهتف

الله اكبر

اتذكر ...

كم تنادينا لوقف النزف...

كانت لعنة الامراء اكبر من قدرتنا ..بكينا

اتذكر...

وهذي الجموع تمشي خلف موكبك المهيب

كيف اعتقلت..؟ كيف ضربت ...؟ كيف فصلت ...؟

كيف كنت ترسم الوطن الحبيب بشطرة

لاشطرتين؟!!

كيف كنت تنبه الغافين من فتن تنادي

الله اكبر

اتذكر

اتذكر ...

اننا كنا ولا زلنا رفاقا

انت ملهمنا .. معلمنا

وانت حياتنا انسكبت...على اوجاع دفتر..!!

اتذكر

حتى فنجان قهوتك.... ابتساماتك ..همسك

ويدي مشدوهة...

بين ملعقة وسكر...

اتذكر

اتذكر

اتذكر

* * *

ابا نضال.....

غادرتنا....كما غادر العظماء والمثل..

غادرتنا كما الشهداء والخلان والاهل

غادرتنا ..

وعزاؤنا.. انك باق في ماقينا...

في دفاتر عمرنا المغموس حزنا وضياعا وحنينا

تركت فينا...

وحدةالاطياف ..لو اختلفنا على جرح

الف مظلمة تجمعنا...!!

وطن تعلقنا به...

الله.. يالله

كل البلاد تحررت الاه..

علمتنا ....

ان نشحذ الحرف..نضيء الروح.. نحلم

ذات يوم سوف يندحر الظلام

ذات يوم سوف يغمرنا السلام

وفي الختام

مني السلام ..ولك السلام

اهنا صديقي بالمقام

اهنأ رفيقي بالمقام

بقلم/ توفيق الحاج