المشروع للشرق الأوسط الجديد يترنح أمام صمود سوريا و يهوي بانتكاسة حزب العدالة والتنمية بانتخابات التشريعي

بقلم: علي ابوحبله

المشروع الأمريكي الصهيوني للشرق الأوسط الجديد يفشل في تحقيق أهدافه ويعود أسباب ذلك إلى صمود سوريا في وجه الهجمات الارهابيه وفشل محاولات تركيا والسعودية وقطر لإنشاء منطقة عازله في الشمال السوري والجنوب السوري ، فشلت تركيا والسعودية وقطر بتحقيق هدفها في ادلب وجسر الشغور التي راهن اردغان لتحسين موقعه وتعزيز مكانة حزب العدالة والتنمية في الفوز في الانتخابات التشريعية ضمن سعي اردغان لتغيير الدستور وتحويل تركيا إلى النظام الجمهوري ، لعنة سوريا تلاحق اردغان في عقر داره وان هزيمته في الانتخابات تعد مميزه ، تركيا اردغان تتصدر الدول المتآمرة على سوريا وهي الحاضنة للمجموعات الارهابيه ضد سوريا وان اردغان زعيم حزب العدالة والتنمية مصاب بهلوسة السلطنة العثمانية وأمجادها وحول تركيا إلى مكمن للشر ضد سوريا ، تركيا اردغان صاحبة ألصفقه الشهيرة مع الأمريكيين أعطونا مصر وتونس وخذوا منا سوريا ، صمدت سوريا وفشلت جميع الرهانات لإسقاط ألدوله السورية ، وها هي الرهانات تتحول إلى أحلام وكوابيس بهزيمة المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يترنح بفشل المخطط بتحقيق أهدافه حيث الهزيمة السعودية في اليمن وانتصارات سوريا والمقاومة في القلمون ، انتكاسة حزب العدالة والتنمية بانتخابات التشريعي تجعل اردغان في وضع سياسي داخلي يعجزه عن تحقيق أهدافه لتمرير مخطط تعديل الدستور وتحويل تركيا إلى جمهوريه بحيث افقده انتكاسة الحزب بتحقيق أهدافه للامساك في الحكم في تركيا وتمرير مخططه التآمري ضد ألدوله السورية ، أظهرت نتائج الانتخابات النيابية التركية تراجعا لحزب العدالة والتنمية الذي حصل على 41.4 % من أصوات الناخبين وينال بموجبها على 258 مقعدا في البرلمان تلاه في المرتبة الثانية حزب الشعب الجمهوري وحصل على 132 مقعدا وحزب الحركة القومية على 81 مقعدا فيما حصل حزب الشعوب الديموقراطيه على 79 مقعدا ليدخل البرلمان لأول مره ، رئيس الوزراء التركي احمد داوود أوغلوا وفي معرض تعليقه على النتائج قال إن حزب العدالة والتنمية هو الفائز الواضح في أي انتخابات برلمانيه وتعهد في اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع أي ضرر يلحق بالاستقرار السياسي للبلاد وأضاف أوغلوا انه يجب الا يحاول احد بناء انتصار من انتخابات خسرها لان حزب العداله والتنميه هو زعيم هذه الانتخابات ، احمد داوود اوغلوا بتصريحاته يحاول تخطي ما حل في حزب العداله والتنميه من خساره لم تمكنه من تشكيل حكومه بمفرده وان الحزب قد يطيح في داوواوغلوا ويعيد لعبد الله غول اهميته في حزب العداله والتنميه بعد ان تم استبعاده لعبة صراع القوى تعيد نفسها وتستنسخ تجربة انقضاض رجب طيب اردغان على زعيم حزب السعاده اربكان وها هم قادة حزب العداله والتنميه يتصارعون فيما بينهم وهذا مؤشر يقود الى امكانية تفكك الحزب ، خاصة وان لنتائج الانتخابات دلالاتها وانعكاساتها على المشهد السياسي التركي عامة وعلى حزب العداله والتنمية بوجه خاص ، الشعب التركي قيد احلام العثمانيين الجدد وحجم من دورهم في تركيا وعلى الصعيد الاقليمي ، لقد نجح الاكراد في تكريس وجودهم عبر النجاح الذي تحقق لحزب الشعوب الديموقراطيه وهو الحزب ذو الغالبيه الكرديه الذي خاض الانتخابات للمرة الاولى ليكون بمثابة ميزان القبان في هذه الانتخابات ان حصول المعارضه على الاكثريه حرم حزب العداله والتنميه لتمرير مخططه في تحويل حكم البلاد من برلماني الى رئاسي كما كان يطمح الى ذلك رجب طيب اردغان ، حزب العداله والتنميه لم يحقق نسبة النصف زائد واحد وهو ما اعتاد عليه منذ ان فاز في الانتخابات عام 2002 ، حزب العداله والتنميه نكث بوعوده للاتراك بصفر مشاكل وورط تركيا بالصراع على سوريا مما فاقم في الازمه الاقتصاديه رغم الاغراءات التي حصل عليها من روسيا وايران كاغراءات هدف منها ان يغير اردغان سياسة حكومته من الازمه السوريه لكنه لم يفعل ذلك ، اردغان بخسارة حزبه للفوز المنتصر في هذه الانتخابات قد يجعله فريسة لحلفائه مما يضعف مكانة تركيا الاقليميه ويجعل الدول المتحالفة مع تركيا ان تعيد حساباتها ، ان خلافات حزب العداله والتنميه مع معارضيه كبيره . ملفات داخليه واقليميه يختلفون عليها وان هناك اختلاف حول عملية السلام مع الاكراد وكذلك علاقة الدوله بالجيش مرورا بتقاليد الديموقراطيه التركيه وعلاقاتها بالعلمانيه وصولا الى الخلافات حول دعم اردغان للمجموعات الارهابيه المسلحه التي تعبث بامن سوريا والمنطقة بشكل عام ، بالتحليل المنطقي جاءت نتائج الانتخابات البرلمانيه التركيه نكسة للرئيس رجب طيب اردغان قبل ان تكون نكسة لحزبه العداله والتنميه اذ بعد اكثر من 13 عاما من السيطرة المطلقه على كل مؤسسات الدوله ممثله بالتشريعي والتنفيذي والرئاسه والقضائية الدستوريه ، بخسارة حزب العداله والتنميه لهذه السيطرة المطلقه واضطرارة لتشكيل حكومة ائتلافيه تحطم حلم اردغان في ااعادة احياء العثمانيه من جديد وكذلك اخفاقه في تغيير نظام الحكم من برلماني الى نظام جمهوري على الطريقتين الامريكيه والفرنسيه يعطيه صلاحيات تنفيذيه مطلقه كرئيس دوله ، بات من الصعب جدا على اردغان ان يغير الدستور لان هذا التغيير يتطلب موافقة الثلثين من مجلس النواب ، او الذهاب الى استفتاء شعبي يؤيد نتائجه غالبية البرلمان في حال جاء لصالح التغيير الدستوري ، تركيا تقف الآن على حافة مرحلة من عدم الاستقرار السياسي، وربما الامني ايضا، وبات امام البلاد خيارات ثلاثة، الاول تشكيل حكومة انتقالية بين حزب العدالة والتنمية والحزب الكردي الجديد، او اي حزب آخر، او تشكيل حكومة اقلية، او الذهاب الى الانتخابات البرلمانية مجددا الخريف المقبل، والخيار الاخير هو الاكثر ترجيحا.النجاح الكبير الذي حققته “التجربة الاردوغانية” في ميادين السياسة والاقتصاد، ومعدلات النمو الضخمة التي تحققت في السنوات العشر الماضية، وهو نجاح زواج بين الاسلام السياسي والديمقراطية الغربية، كان موضع قلق للكثير من الدول الغربية، والدول الاقليمية ايضا، عندما بدأ الرئيس اردوغان يحاول ترجمته، اي النجاح، الى دور سياسي اقليمي فاعل.الفتور الغربي تجاه النموذج التركي بدأ عندما اصطدم السيد اردوغان باسرائيل، وعمل على كسر حصارها على قطاع غزة، وارسل قافلة سفن مرمرة، وبدأ الاعجاب بهذا النموذج ينكمش ويتحول الى عداء ومؤامرات بعضها علني، والآخر خفي، وافضل من عبر عن هذا التحول الصحافي الامريكي توماس فريدمان الذي جسد هذا العداء في مقالة له في صحيفة “نيويورك تايمز″ التي يكتب فيها، هاجم فها اردوغان وحزبه بشدة، وانقلب عليه مئة وثمانين درجة، بعد ان كان يتغنى بمثل هذا النموذج ويحث العالم الاسلامي على اتباعه ، فسياسة رجب طيب اردوغان الاقليمية، وتورطه بشكل مباشر في سورية، ساهمت بشكل كبير في تسريع انهيار حكمه وانفضاض بعض الناخبين من حوله. ان محاولة تصدير “النموذج الاردوغاني” الى دول الجوار العربي كانت خطوة محفوفة بالمخاطر، وجاءت نتائجها عكسية تماما، فقد جرى التصدي لها بشراسة من خلال انقلاب عسكري في مصر، وقوة انتخابية ناعمة في تونس (النساء لعبن دورا كبيرا الى جانب اخطاء الحكم الاسلامي)، واخيرا تراجع اقتصادي في تركيا نفسها (انخفضت نسبة النمو من 7 بالمئة الى 3 بالمئة وارتفعت معدلات التضخم، وخسرت الليرة حوالي 30 بالمئة من قيمتها).داخليا ارتكب الرئيس اردوغان العديد من الاخطاء من بينها التصرف بغطرسة، والتصادم مع حلفائه (فتح الله غولن)، وتضييق الخناق على الحريات التعبيرية مثل اغلاق وسائط التواصل الاجتماعي وفرض رقابة عليها لاحقا، وانتشار الفساد في اوساط الدائرة الضيقة المحيطة به، وتصاعد الطموحات السلطانية ونزعة الاستئثار بالحكم، واخيرا بناء قصر كبير (1150 غرفة) هربا من الصراصير، ان اكبر خطر يواجه تركيا هو الفوضى السياسية على غرار ما حدث في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وهي فوضى استغلها الجيش للسيطرة على الحكم في انقلابات متلاحقة. ان هذه النكسة التي مني بها الرئيس اردوغان تنعكس على الدول المتحالفة مع تركيا، وهما المملكة العربية السعودية وقطر، خسارة اردغان قد تعجل بسقوط المشروع الامريكي الصهيوني المرسوم للمنطقه هذا المشروع الذي يترنح اما صمود سوريا والدول المتحالفة معها حيث تتساقط كل القوى المتحالفة والمنخرطة بالمشروع الصهيوني الذي هدفه تقسيم المنطقه وتصفية القضيه الفلسطينيه

المحامي علي ابوحبله