من خلال سنوات الضياع التي بدأت قبل ثماني سنوات نتيجة الانقسام الأسود المرير الغريب العجيب علي شعبنا في وطنا الذي فرقته السياسة كما تفرق الذئاب قطعان الأغنام...بين الأحزاب المعتوهة تفترق وعلي الإيديولوجيات تجني تدعي الوطنية وهي منها براء ..وتلبس ثوب الإسلام وهو منها براء وتتبني اليسار ولهم منه جفاء.. قوميون متغطرسون إسلاميون ينافقون يساريون علمانيون متشددون فلا هم يتملكون عزة القومية وشهامتها ولا هم يثبتون إسلاميتهم وخصالها...ولا هم يساريون كادحون من أجل الإنسان المهمش المحروم.. أية أفكار هذه يا وطن ؟ في وطن تعلو فيه أنات المرضي الذين لا يجدوا حبة دواء تريحهم من عليل الألم ومعبر مغلق في وجههم إذا خرجوا لاستنشاق هواء وعلاج يأتون في توابيت الموت اللعين نهيك عن أصوات المهمشين والخراب الذي حل بهم من دمار وموت لعائلات كاملة في سجل الأحوال المدنية ومن يعيش تبكي فيه هذه الشرائح حقوقها الضائعة وبطالة متدحرجة ومستدامة من خرجين لم يفي الأب المسكين نصف ما علية من ديون صرفها علي ابنة لعلة ينفع الآخرين وتلك البطالة تلد أخري كما ولدت حواء من سيدنا آدم.. وعجز اقتصادي في مؤشر منحدر ، واستحداث ضرائب جديدة وارتفاع أسعار يعجز المواطن فيه عن خبزه يسكت بها صفيراً أمعائه، فلا الناس أطعمته ولا النخبة السياسية سألته عن قوته وتدعي له الفكر والقضية وتوزعه علية المبادئ والانتصار صباح مساء.. حتي يفكر الشباب بالهجرة وعقول وأدمغة بشرية هاجرت فعلاً وتهاجر من الوطن وبقت عقول التي تغتصب وطناً بأكمله وشعباً بأكمله واقتصاداً برمته ...أية بشر تهدم لتبني , وتبني لتهدم؟ كتلميذ تعلم تحت الثري لأنور يضيء كتاباته ولا شمعة تنير مستقبلة القاتم ،أما كان لكم أيها السادة جميعكم أن تعتذروا لهذا الشعب المسكين الأعزل اليتيم في تاريخه في مكانته ومن كل شيئ مبتور؟أم قدرنا أن نظل وطن له شعب وأرض وعلم ونشيد وشعب أعزل فمتي تنصفنا الأقدار وتهدي هؤلاء الوجوه الي سواء السبيل الذين نهبوا البلاد والعباد , ونهبوا فوق الأرض وتحت الأرض حتي نجوم سمائها بدئوا التفكير في نهبها. وتتاجر بهموم العباد وأحزان العباد وأفراح البلاد تنتصر بنفاقها , وتنهزم بمواقفها وأزمة تلو أزمة ومصيبة تلو مصيبة وفن الكذب ومناكفة بآخري وهذه النخبة لا تموت ولا تقضي نحبها وتنتقم من ما أنتقدها وبين عيباً من عوراتها... فمن انتقدها إما كافر أو ملعون أو فاسد أو مجنون فعشنا زمن المغول والتتار... وتمنينا زمن عروة ابن الورد والصعاليك .ولكن ربما يأتي يوم لنتذكر ونُدرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، ومرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.. نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه.. وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره ، رحم الله شهداء الانقسام وهدى الله عقول الذين لازالوا أحياء.
د.هشام صدقي ابويونس
كاتب ومحلل سياسي
نائب الأمين العامة لشبكة كتاب الرأي العرب
ممثل دولة فلسطين للمنتدى العالمي أكاديميون من اجل السلام وحقوق الإنسان