المتغيرات في التحالفات الاقليميه هل تنعكس إيجابا على إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنيه فلسطينيه

بقلم: علي ابوحبله

هل البدء بالمشاورات بين الفصائل الفلسطينية المنضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتلك التي ما زالت خارج إطار منظمة التحرير حماس والجهاد لتشكيل حكومة وحدة وطنيه فلسطينيه تتم بغطاء إقليمي وتحديدا من قبل التحالف الذي تقوده السعودية لتشكيل حكومة وحدة وطنيه فلسطينيه يرفع الفيتو عن مشاركة حماس والجهاد الإسلامي بهذه الحكومة المنوي تشكيلها ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني الدكتور احمد مجدلاني أشار في تصريحات له أن حماس ستشارك بشكل مباشر في حكومة الوحدة وحماس معنية بحسب تصريحاته بان تتخلص من حكومة الظل التي تدار في غزه وحماس معنية بان تتوفر كل الممكنات لحكومة الوحدة بدءا من المعابر وتسليم الوزارات وعودة الموظفين القدامى وحل مشكلة الموظفين الحاليين والأمن ،مصادر حركة حماس تؤكد رفضها لتدخل اللجنة التنفيذية في مسألة تشكيل الحكومة وتعتبر أن الإطار القيادي هو الجهة المخولة بذلك باعتبار انه ممثل لجميع الفصائل وبحسب تلك التصريحات أن حركة حماس تؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنيه ولكن في سياق حوار يضمن التوافق على كل النقاط المتعلقة بالحكومة ويعالج الأزمات التي نشأت عن الحكومة الحالية ، عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية في حركة فتح مكلف من قبل اللجنة التنفيذية للتشاور مع الفصائل الفلسطينية حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وان الأحمد بانتظار موافقة حركة حماس للاجابه على ما تم طرحه على الحركة لزيارة قطاع غزه ، فيما أكدت مصادر أن الأحمد سبق له أن اتصل مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي وموسى ابومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لعرض مقترحات لاستئناف المفاوضات بين حماس وفتح وإعادة تشكيل الحكومة الفلسطينية وكذلك العمل على دمج موظفي غزه وحل الإشكاليات العالقة الناجمة عن الانقسام وان عزام الأحمد ووفد منظمة التحرير بانتظار إجابات بما يخص تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، هناك تحركات دوليه وإقليميه لتفعيل مسار التسوية بين الاسرائليين والفلسطينيين وهناك تحرك فرنسي عبر مبادرة تتبناها فرنسا وان زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى رام الله كانت بمثابة استكشاف للخطة الفرنسية التي قد تكون مدعومة أوروبيا وأمريكيا ، تشكيل حكومة وحدة وطنيه فلسطينيه لا يمكن فصله عن تلك التحركات الاقليميه والدولية ، خاصة وان السعودية ترعى اتفاق يتم بلورته بين حماس ومصر وان السعوديه تسعى لاحداث مثلث جديد يهدف لابعاد ايران عن فلسطين نهائيا والتوصل لهدنه طويلة الامد مع اسرائيل ، وبراي الخبراء والمستشرقين ومراكز الابحاث في اسرائيل فان شهر الانفراج بين حماس ومصر يتم باشراف سعودي وبحسب محلل شؤون الشرق الاوسط في صحيفة هارتس تسفي بارئيل فان اللقاء الذي جمع وزير الخارجيه السعودي عادل الجبير مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري شدد الرئيس المصري على ان امن مصر مصر اهم من حركة حماس التي اعتبرها فرعا لحركة الاخوان المسلمين وانه لا مجال للمصالحة معها ولفت محلل شؤون الشرق الاوسط في صحيفة هارتس تسفي بارئيل الى ان رد الرياض على التشدد المصري تثل في دعوة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل لزيارة المملكه التي وصلها وحصل على دعم سعودي بقيمة عشرة ملايين دولار ، بعد مرور اسبوع من زيارة مشعل حصل تغير في الموقف المصري من حركة حماس حيث تم التراجع من قبل القضاء المصري عن الصاق صفة الارهاب عن حماس وفتح معبر رفح للاشخاص والمواد ايضا ، مقابل تعهد حماس بعدم استخدام الانفاق وبالامتناع عن مهاجمة مصر في الاعلام كما قال مسؤول رفيع في حركة حماس لصحيفة الحياة السعوديه ، يعد اللقاء الذي عقد في الدوحه وجمع مدير المخابرات المصري خالد فوزي مع قادة حركة حماس هو فاتحه لانهاء القطيعه مع حماس وان هناك مسار سياسي بين القاهره وغزه ، التقارب مع حركة حماس تبعه في المقابل تقارب مصري مع اسرائيل حيث تم اعادة السفير المصري الى تل ابيب بعد ثلاث سنوات ، وبحسب المحلل الاسرائيلي بارئيل للصحيفة الاسرائيليه ان مصر تتبنى سياسه متزنه وهي لا ترغب ان يفسر تحسن علاقاتها مع حماس جاء على حساب التعاون والتنسيق مع اسرائيل ، ولفت الى ان اعادة السفير المصري الى تل ابيب هو خطوة مهمه للغاية للتدليل على ان القاهره بصدد فتح صفحه جديده في علاقاتها مع حماس بشكل خاص ومع السلطه الفلسطينيه عامة على حد تعبيره ، براي المحللين الاسرائليين ان المبادره لفتح صفحه جديده بين حماس والقاهره هي ليست مصريه مشيرا في الوقت عينه إلى أن حركة حماس المقاومة الاسلاميه تحولت أداة استراتجيه مهمة في مساعي المملكة العربية السعودية لتشكيل حلف يكون بمثابة سور واقي ضد استمرار التأثير الإيراني في المنطقة وتحديدا بسبب اقتراب موعد التوقيع على الاتفاق النووي مع أمريكا والدول الكبرى ، إن الصراع الإقليمي في المنطقة ادخل القضية الفلسطينية لمحور الصراع وان ائتلاف السعودية وتركيا هو الذي دفع لتحسين موقع حماس الإقليمي بعد سقوط مرسي ، وان الملك سلمان يقود تغيير استراتيجي في سياسة المملكة السعودية في مواجهة إيران ،ان الصراع القائم بين طهران والرياض فان قطع حماس علاقاتها مع طهران سيسجل انتصار سعودي كبير ، اذ ان السعوديه تسعى الى ابعاد ايران عن أي تحالف يربطها بالقضيه الفلسطينيه وهذا ما دفع مصر لتغيير سياستها وموقفها من حماس استجابة للطلب السعودي ، اسرائيل ليست بعيده عن هذا التغير وهذا المثلث الذي يجمع السعوديه ومصر وحماس ، وان اسرائيل عليها ان لا تهاجم قطاع غزه حتى لا تفشل الجهود السعوديه ، وبحسب مصادر سياسيه في تل ابيب فان مسؤولون من الاتحاد الاوروبي شرعوا بعقد لقاءات سريه مع مسؤولين قطريين بهدف التوصل لتهدئة بين اسرائيل وحماس يكون طويل الامد ، والسؤال هل الاتفاق المتبلور بين حماس ومصر والسعوديه مرتبط بالعملية السلميه بين اسرائيل والفلسطينيين ، وهل يعد اتفاق اقليمي يؤدي الى التوصل الى اتفاق ما باتجاه حل القضيه الفلسطينيه وهل التحرك الفرنسي يسير بهذا الاتجاه ضمن المتغير الاقليمي ، لكن يبقى السؤال هل تدخل حماس كطرف مباشر مستقل بالتفاوض مع اسرائيل واستبعاد السلطه الوطنيه ، وهل تاتي خطوة منظمة التحرير الفلسطينيه لتشكيل حكومة وحدة وطنيه فلسطينيه لتلافي اية مخططات تستهدف الانتقاص من الحقوق والثوابت الوطنيه ضمن محاولات التحالف مع حماس على حساب الحقوق الوطنيه الفلسطينيه ، وضمن محاولة فصل غزه عن الضفة الغربيه ، حماس في موقف لا تحسد عليه لانها ان قبلت بالتفاوض مع اسرائيل والتوصل لاتفاق تهدئه طويل الامد مع اسرائيل فان هذا الاتفاق يشكل انتحار سياسي لحركة حماس وانهاء لدورها المقاوم وانقضاض على مواقفها السياسيه ، ان تشكيل حكومة وحدة وطنيه فلسطينيه في ظل المتغير الاقليمي ببرنامج وطني متوافق عليه فلسطينيا قد يكون الاسلم لحماس للخروج من دائرة الضغوطات الممارسة عليها ، لان حماس في مشاركتها في حكومة وحدة وطنيه ليست ملزمه للاعتراف في اسرائيل ، وان في تشكل حكومة وحدة وطنيه في ظل المتغيرات في التحالفات الاقليميه تجعل من حماس جزء لا يتجزأ من التكوين السياسي الفلسطيني ويرفع فيتو اسرائيل وامريكا والغرب عن مشاركة حماس في الحياة السياسيه الفلسطينيه ، ان حركة حماس عليها عبئ مسؤولية تدارك شق وحدة الصف الفلسطيني ضمن سياسة حرق الاوراق التي تمارس ضد الفلسطينيين في اللعبه الاقليميه وان المصلحة الفلسطينيه العمل على التوازن في العلاقات الدوليه والاقليميه بما يخدم القضيه الفلسطينيه ويحافظ على الثوابت والحقوق الوطنيه الفلسطينيه ، جميع القوى والفصائل الفلسطينيه ىامام مسؤوليتها الوطنيه واعادة اهمتها الفاعله على الساحه الفلسطينيه وبضرورة اتخاذ موقف وطني فلسطيني ورؤيا فلسطينيه تقود لبلورة استراتجيه فلسطينيه بعد ان ادرك الجميع ان القضيه الفلسطينيه هي مفتاح الامن والسلام في المنطقه.

بقلم/ علي ابوحبله