انتقادات لمؤسسات تنشر صور الفقراء وهم يتسلمون المساعدات

انتقد نشطاء فلسطينيين من قطاع غزة، نشر بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية المحلية، صوراً عبر وسائل الإعلام الاجتماعي لعائلات فلسطينية فقيرة وهي تحصل على مساعدات إنسانية، تقدمها جهات عربية ودولية كمنحة لهم خلال شهر رمضان المبارك.

ويرى النشطاء خلال أحاديث منفصلة مع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، أن نشر تلك الصور سلاح ذو حدين الأول يظهر حجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع، عقب الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل العام الماضي، بالتزامن مع استمرار الحصار الإسرائيلي، والثاني يظهر أن سكان القطاع متسولون أصبحت قضيتهم الأساسية "الكابونة". .

وتتسابق الجمعيات والمؤسسات الخيرية خلال شهر رمضان، في نشر صور العائلات الفلسطينية عبر مواقع الإعلام الاجتماعي، وهي تتسلم المساعدات. وتعتبر تلك الجمعيات أن نشر الصور جزء من نشاطها المتعلق بالتوثيق الإعلام.

واعتبر الشاب إيهاب أبو عرمانه، أن نشر صور تلك العائلات أسلوب سيء ولا يجوز. وقال لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، :" من وجهة نظري أن ذلك تسلق للأعلى على حساب الفقراء والمساكين"، مؤكداً أن هناك طرق أخرى لتوصيل الرسالة الإنسانية وتوثيقها للممولين الذين يقدمون الدعم.

وأشار أبو عرمانه إلى ضرورة تطوير فكرة توصيل الرسالة الإنسانية وتوثيقها بطرق أخرى بدلاً من عملية تصوير الفقراء، مبيناً أن هذا الأسلوب يسبب الحرج للفقراء ويدخلهم في حالة نفسية سيئة بالوسط الاجتماعي.

واقترح أبو عرمانه أن تستخدم تلك الجمعيات والمؤسسات التصوير من أجل التوثيق فقط للممولين الرسميين للتأكيد لهم مدى مصداقية العمل، ومطالباً تلك المؤسسات بعدم نشر أي صور عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.

ويتفق الناشط الشبابي طه الحرتاني مع أبو عرمانه بأن تستخدم الجمعيات التوثيق مع عدم النشر، قائلاً لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "بالنسبة لي أنا مع التوثيق بالتصوير، مع عدم نشر الصور حفاظا على ماء الوجه للعائلات الفقيرة".

وطالب الحرتاني في رسالة وجهها للمؤسسات والجمعيات الخيرية، بأن يعطوا المساعدات لمن يستحقها وألا يجعلوا هذا العمل جوً لالتقاط الصور والفيديوهات فقط.

وأشار إلى أنه من الضروري أن يقدروا حال المستفيد وهو يستلم مساعدته وأن لا يتسببوا له بالحرج ويحترموا رفضه لالتقاط الصور.

واعتبر أن العجيب في الأمر أن توزع تلك الجمعيات مساعدات لأسر مستورة وفقيرة، وتأتي تلك الجمعيات تكشف هذه الأسر عبر نشر صورهم على وسائل الإعلام الاجتماعي.

وقال :" أنا اعرف مواطنين لا يستلمون طرودهم الغذائية رغم الحاجة لها نظرا للتصوير"، أضاف: "إذا كان التصوير بغرض التوثيق فقط فيجب أن يعلم المستفيد بذلك مسبقاً".

ومن ناحيتها ترفض الشابة ولاء أبو شريفة بالمطلق نشر صوراً لأشخاص أو عائلة فلسطينية فقيرة من قطاع غزة، وهم يتسلمون مساعدات سواء كانت إغاثية أو مالية. معتبرة خلال حديثها مع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، أن ما تنشره المؤسسات الخيرية لتك الأسر أمر غير جيداً ويضر بتلك العائلة اجتماعياً.

وقالت أبو شريفة : من يريد أن يقدم مساعدة يرجوا منها الثواب عليه من الله فلا ضرورة لتصويرها"، ودعت أصحاب تلك المؤسسات الخيرية بوضع أنفسهم مكان هؤلاء الأشخاص الذين يصورهم وهم يسلمون المساعدات لكي يشعروا بما يشعرون".

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء | تقرير سلطان ناصر -