يحكى ان ..... يحكى عنا........!!

بقلم: توفيق الحاج

يحكى أنّ الذئب اختلف مع الحمار ذات يوم على لون العشب!

قال الحمار: لون العشب أصفر

لكن الذئب قال: لون العشب أخضر

وإختلفا كثيراً، وتجادلا وتناكفا ولم يصلا إلى حل، وأخيراً قررّا أن يحتكما إلى ملك الغابة.

بدأت المحاكمة، وكلٌّ أدلى بحُجّته، وعند إصدار الحكم تلهّف الجميع لسماع كلمة العدالة ..

وإذا بالأسد يخيّب آمال الحاضرين لجلسة الحكم، فقد حكم على الذئب بالسجن لمدة شهر واحد، وببراءة الحمار!

استنكر الذئب، وقال: سيّدي أليس لون العشب أخضر؟

قال الأسد: بلى

قال الذئب: إذاً لماذا حكمت عليّ بالسجن وأنا لم أخطئ الرأي؟

قال الأسد: صحيح إنك لم تخطئ الرأي، لكنك أخطأتٓ عندما جادلت الحمارَ على مسألة كهذه، لذلك أمرتُ بسجنك لكي تعتبر ولا تجادل من لا يستوعب ولا يفهم وهو ليس أهل لذلك..!!

انتهت الحدوثة ...وبقيت الملتوتة

وكوننا ايها السيدات والسادة ..وفهمكم فوق العادة.. نكرع ونسكر..بين عشبين اصفر واخضر منذ عشرات السنوات فقد وجدت هذه الحدوثة ابلغ ماتكون.. عن حالنا المجنون ...فنحن مابين اغلبية من الحمير المستحمرة واقلية من الذئاب المستنفرة... ووهم سراب.. لطالما سيطر على خيالاتنا الكسيحة بمصالحة بين ضلف وناب...!!

لقد جربنا العشب الاصفر سنوات فاصفررنا فسادا...وخيبة ا!! وجربنا العشب الاخضر فاخضررنا عفنا وغمة..!!

ومايزيد الطين بلة ..ملك الرواية ..اسد قليل الدين...رمى الله من وراء ظهره ...وخان امانة الرقاب ورعى الظلم والظلام واستن لنفسه وحاشيته ومريديه قانون غاب..!!

واني وللحق وباسم جموع اهلى المستحمرين كافة .. اعتذر للنسخ الاصلية من الحمير على اتهامنا لها بما فينا من قلة الادراك..وفهم مايدور بيننا وحولنا من التململ والحراك... فهي لو كانت مكاننا ..وتخوزقت مثلما تخوزقنا ..لتعلمت وفهمت وحاولت الخروج من التيه منذ زمن و بشكل افضل .. لانها ليست غبية كغبائنا...وليست تقنع مثلنا بنصف العلف كما نقنع بنصف الراتب ... ولا تقبل كوبونات شعير كل ثلاثة شهور مرة كما نقبل نحن - ملعون ابونا- كوبونات العدس والرز و التونا

وهي ليس فيها مبدأ (الحياة مفاوضات ) بمنطق طيب الذكر صائب عريقات.. وليس فيها ايضا الحياة مغامرات ومناكفات باسلوب المقاوم الاكبر عنتر ابو النكبات..!!

كما انها - اي الحمير الاصيلة- عند زيادة الظلم تعض وترفس وتقتل.... ولاتخنع وتخضع كما نحن نفعل ...!!

صحيح ان بيننا.. احمر الساسة النابهين والمستوزرين الواصلين ...والاخيار البررة ..والنخب الصالحين ..!!

وصحيح ان فينا اعند المفكرين المعارضين المغضوب عليهم الى يوم الدين ..وفينا الرؤساء والامراء و الاولياء والفقهاء والاصفياء والشعراء والاذكياء والببغاء والاغبياء...و...و....

الا اننا فينا ماليس في الحمير الحمير...من بلادة وانتظار..وشرب الميرندا والنس كافيه تحت الحصار والاكتفاء بمصمصة الشلاطيف بعد سماع موجز الاخبار...واعتقد ان الحمير الاصيلة تموت قهرا لو عاشت عوالة شهرا اوشهرين من البطالة... فما ادراكم ونحن من بعد عشر سينين من تواري الاحتلال الاسرائيلي على تلكم الحالة؟!!

الحمير ياسادة ..لاتقبل مياه غزة.. ولا ست ساعات كهربا.. و لا ضريبة تكافل...!!

الحمير ياسادة... لاتكتفي بالزعيق والنهيق والزنجبيل ..اذا اهين قائد سربها....كما اهين الرفيق احمد سعدات..!!

الحمير ياسادة.. لاتقبل المتاجرة علنا بدم شهيد (دوما) الرضيع وبشكل وضيع من فصائل فاجرة..فقدت اعتبارها واحترامها ومصداقيتها..!!

نحن ياسادة..لم نعد نجيد الا تصفيط الكلام والاهتمام بالمحافظة على مستوى مرموق من البلاهة والبلاغة والاستنكار... ثم الاستسلام الهنيء لما هو ات على وسادة الاحلام .

لقد استمرأنا خوفا وذلا مانحن فيه وتعودنا على الكفاف والخبز الحاف..وقنعنا بتفسير لا يخر المية من باب طاعة اولي الامر.. املا في جنة عرضها الارض والسماوات...وهيهات ..هيهات!!

وهنا حتى الحمير لاتطيع حتى النهاية فقد تعلن التمرد والعصيان اذا مازاد الجوع والقهر والخذلان

تذكرت شاعرا منا..غاب عنا كتب ذات مرة وقبل ان نستحمر تماما

الصمت موت

أنت إن نطقت مت

وأنت إن سكت مت

فقلها ومت

وكتب ايضا مجاهرا بخيبته في امته

ماذا يكتب الشاعر في أرض الخراب

آه يا عصر الكلاب..

الجواسيس الكبار

سلمونا للجواسيس الصغار..!!

الله ياستار.... ارحمنا برحمتك ... واعف عنا..ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا....!!

بقلم/ توفيق الحاج