صور.. "مرطبات كاظم" مقصد الغزيين طوال العام

لا يمكن أن تتواجد في حى الرمال، النبض التجاري الراقي، الواقع غرب مدينة غزة، لأي غرض كان، إلا وأن تكون الإستراحة في محطة باتت معلما اكتسبت شهرتها جيل وراء جيل ومع مضي السنوات لتكون حصاد اتقان وجهد (إنها مرطبات  كاظم)، التي تحضر طوال العام فضلا عن موجات الحر، بل أيضا إبان الحرب الأخيرة عبر منشور قام بكتابته الناطق باسم الجيش الإسرائيلى (أفخاى أدراعي)، عبر فيه عن أمنياته بتناولها.

في جولة داخل أرجاء مصنع ومحلات "كاظم"، التقينا بأحد أبنائه،"أبو إياد كاظم أبو شعبان" لتعريفنا بأصل حكايته والسر في الحفاظ على شهرته.

هنا كانت البداية

يروي لنا أبو إياد أصل حكاية مرطبات "كاظم" بقوله " والدي بدأ الصنعة في الخمسينات وتحديدا عام 1950، في محل بسيط بمنطقة السامر، كان يحضر المهلبية والبوظة".

ويضيف "بعد ذلك انتقل إلى سوريا حيث تعلم أصول عمل البوظة والبرد بمذاقهما المميز، وقام بتعليمنا أنا وإخوتي الأربعة الصنعة"

وبعد ذلك انتقل محل "كاظم" إلي حي الرمال، ووسط شارع عمر المختار، لتبدأ رحلة من النجاح، مع الإقبال المتزايد من الغزيين بمختلف شرائحهم الإجتماعية والإقتصادية عليه.

ويشير أبو إياد إلى أن المحل في البداية حتى قبل ثلاث سنوات اقتصر على المركز الرئيسي في الرمال المكون من طابقين، الأرضي بأسعار زهيدة لا تتجاوز الشيكل أو 2 شيكل (إسرائلي) أي ما يعادل (0.25أو 0.5) $، والآخر العلوي يلبي احتياجات الطبقات الأعلى اقتصاديا بإطلالة زجاجية علي حي الرمال.

التوسع ...هدف مستقبلي

مع العلامة التجارية المميزة التي يتمتع بها "كاظم"، أصبح ينشد التوسع بإفتتاح فروع مستقبلية، خاصة بعد أن ورث الأبناء الصنعة من الأب "كاظم" الذي توفي في ديسمبر 2010، واستكمل الأحفاد تعليمهم.

يقول أبو إياد أبو شعبان وهو يملك فرع كاظم البحر " تم افتتاح فرع كاظم البحر قبل 3 سنوات، وبفضل الله التوفيق كان حليفنا، وهذا شجعننا على افتتاح فروع أخرى".

ويشير أبو إياد الى أن" كافة فروعه تضم 60 عاملا، مما يعني أننا مسؤلون عن 60 عائلة  غزية".

ويشدد على أنهم يحرصون على حسن أخلاق العامل وعدم التدخين والمحافظة على الصلاة، ويتم معاملتهم كأبنائهم، مما ينعكس عى روح العمل كفريق فتزداد الإنتاجية رغم ساعات العمل الطويلة.

بدوره ينوه أمين شيخه، وهو عامل في "مرطبات كاظم" وهو يناول الزبائن البوظة " منذ 7 سنوات وأنا أعمل هنا بشكل متواصل صيف شتاء، وأعيل أسرتي ."

ويضيف "نعمل منذ ساعات الفجر الأولى، حتى نكون على أهبة الإستعداد لتغطية الحجم الكبير من الضغط علينا في أيام الحر الشديد، حتى آذان المغرب."ويؤكد شيخة أنهم في الصيف يركزون على صنع البرد والبوظة، وفي الشتاء المهلبيات والبفاريا."

أما محمود الحنجولي، الذي فيقول وهو يعكف على تحضير البوظة بصحبة خمسة من الزملاء " إنهم يعملون لما يقارب العشرة ساعات يتخللها ساعات راحة لتلبية احتياجات المحال".

وأضاف وهو يحمل كميات البوظة في طريقها إلي الثلاجة " نضع ما يتم صنعه من البوظة داخل الثلاجة التي تبلغ حرارتها 20 درجة تحت الصفر "،ويؤكد "أنهم في البداية كانوا يقومون بلبس ملابس خاصة لحماية أنفسهم من تبدل درجات الحرارة، لكن بمرور الوقت أصبحوا يدخلونها بدون أي حماية لتعود أجسامهم".

وبالعودة لحديث أبو إياد عن نيتهم ضمن تخطيط مستقبلي لإفتتاح فروع أخرى، في (الجنوب، وجباليا والشيخ رضوان) علاوة على فرع الرمال الرئيسء والبحر المفتتح حديثا .يقول "جاءت هذه الخطوة بعد أخذ محلات كاظم وكالة إيطالية من شركة، Mec3 التي صدرت لهم الأطعم الجديدة بمواصفات عالمية، تزيد على 30 طعم مثل "الكوكيز، والسنكرز، والرافاييلو، وكندر بونيو وغيرها من الأطعمة"، علاوة علي احتفاظهم بطعم البوظة العربية بالفانيلا التي لم يخرج سرها خارج جدران محلات "كاظم."

ويشار إلى أنه توجد العديد من المصانع في قطاع غزة لصنع البوظة، لكن يبقي "كاظم" هو الإصدار المحلي الأكثر شهرة، مع وجود الحصار الإسرائيلي وتضيقه على كافه الصناعات في القطاع بحيث بات مستهلكا، قلما تجد صناعة قائمة بذاتها لشح المواد الخام التي تجلب بموافقة الاحتلال.

وينوه أبو غياد الى أنه يزداد الضغط عليهم مع اختلال جدول توزيع الكهرباء خاصة مع جدول ال6 ساعات، مما يحملهم فوق طاقتهم.

يذكر أن قطاع غزة يعاني منذ 9 أعوام من أزمة كهرباء متفاقمة، جراء قصف الاحتلال لمحطة التوليد الرئيسية عام 2006.

مذاقه وأسعاره مميزه... ومكانه يتوسط البلد.

يكاد يجمع زبائن "كاظم" أن المذاق المميز، والأسعار المناسبة لهم، وتاجده وسط للبلد حيث أماكن العمل والجامعات والأسواق جعلته مقصدهم للترويح عن أنفسهم في أوقات الحر.

في طريق إيابه من عمله المصور الصحفي أحمد أبو ريالة يجد نفسه مع موجة الحر الحارقة، يذهب بلا تردد لتناول المرطبات من "كاظم."

ويقول أبو ريالة لنا عن سبب تفضيله لـ"كاظم " ان "هذه البوظة المفضلة لي، وأيضا أقرب مكان لعملي، وأسعاره تناسبني".

أما الطالبة الجامعية سوسن أبو ندى "19 عاما" فتؤكد أنه " ليس المهم يكون أحسن شيء بل المهم أسعاره والمكان المناسبين"

وتشاركها زميلتها مني أبو سمهدانه من جامعة الأزهر وهي تهم بالمغادرة بصحبتها  بعد الانتهاء من الإستمتاع بتناول المرطبات " من دوام الجامعة بنروح، بناكل البوظة، وبنروح وبنطلع المكان مناسب للكل ".

أما هلا مراد " 20 عاما " وهي من سكان حي الرمال تقول عن سر مواصلتها الذهاب لـ"كاظم"، رغم افتتاح محال أخرى "متعودين عليه وأسعاره مناسبة، وطعمه زاكي"وتضيف " حتى في أوقات الشتاء والصيف نقصده وفي الليل عند خروجنا للتنزه يكون محطتنا الأولى ".

جدير بالذكر أنه من طرائف الحرب  الاسرائيلية  الداميةعلى قطاع غزة عام 2014، وضمن المناكفات عبر مواقع التواصل الاجتماعي قام الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدراعي، بالنشر علي صفحته على "الفيس بوك" عن أمنياته بالتجول في شارع عمر المختار وتناول البوظة من "كاظم" والحلويات من" أبو سعود" اشهر محل لصناعة الكنافة بغزة.

 

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء/ مي أبو حسنين‎ -