بسم الله الرحمن الرحيم
لانهم الغلابة المغلوب علي امرهم ، دوما يدفعون الثمن من الامهم ومعاناتهم وراحتهم كي يحصلوا علي لقمة العيش البسيطة ، لانهم الغلابة القابضين علي جمرة الحرمان والاحتياج لأبسط مقومات الحياة ، لانهم الغلابة لا يملكون أي واسطة ليجد عمل يعتاش منه ويفتقد ليد رحيمة تساعده ، لانهم الغلابة فهم وقود مرحلة الثراء للشبيحة وبلطجية الحكام ، والفساد والسرقة والغناء الفاحش للقادة وازلامهم ،
رحم الله الشيخ الشعراوي قال : " إذا رأيت فقيرا في بلاد المسلمين فاعلم أن هناك غنيا سرق ماله" نعم الفقراء يدفعون الثمن ألما ومعاناة وقهرا بسبب حيتان الفساد والثراء والسرقة ، فهل الالم والمعاناة قدر كُتب علينا ؟؟؟
فغزة المقهورة المحاصرة المضطهدة التي يعاني شبابها من الفقر والبطالة والمستقبل المظلم المجهول ، يبحثون عن لقمة عيش يحصلون عليها بالكد وبالألم والمعاناة مكتوب عليها ان تبقي ضحية للظلم والاضطهاد والاهمال ؟؟؟
فما الذي اضطر الشاب محمد أبو عاصي ان يقف علي بسطة علي الرصيف غير ضنك الحياة والحاجة ورغبته بتوفير لقمة عيش من عرق جبينه حتي لا يمد يده لاحد ويهان ،
فهذا المواطن الغلبان البسيط لم يقف علي قارعة الطريق ليبيع الذرة ليس من وسع ولا بذخ ولا برستيج انها لقمة العيش المغموسة بالألم والقهر يا سادة ،
فهل يعقل ان يلاحق المواطن بقوت ابناءه وبلقمة عيشه ويمنع من تحصيلها بشرف ، الي أي متاهة تزجون بالمواطن يا ولاة الامر ؟؟؟ الي أي طريق من اليأس والاحباط وكره الحياة تريدون ان توصلوا المواطن يا سادة ؟؟؟
ما الذي دفع المواطن محمد أبو عاصي الي الانتحار وشرب السم ؟؟؟ هل هانت عليه حياته ام انكم اكرهتموه الحياة في ذل فاختار الموت علي ان يحيا في غابتكم ،
حين تغلقون أبواب الرزق في وجهه وتمنعونه من الوقوف علي قارعة الطريق علي شاطئ بحر غزة ليبحث عن رزقه وتصادرون منه الكراسي والبسطة ، وتمنعونه من استلامها ومنعه من العودة الي العمل ليوفر قوته التي بالكاد يستطيع ان يوفره ، لم يجد أمامه أمل في الحياة فضاقت به الدنيا واختار أن يترك لكم عالمكم الظالم ويرحل يشكو الي الله هذا الظلم التي عم وانتشر ، يشكو الي الله آلام الفقر والقهر وصعوبة الحصول علي رغيف الخبز في زمن فساد حيتان المال والتجارة والسمسرة ،
لا تلوموه بل لوموا انفسكم واسالوا ضمائركم ما الذي اضطره ليختار الموت بالسم عن الحياة في ذل ظلمكم وحرمانه من لقمة عيشه ،
يا بلدية غزة ، يا كل ولاة الامر ، يا كل المسئولين ، ان الانسان اغلي من كل شيء ، فحافظوا علي الانسانية واحموا ابناء شعبكم من القهر والانهيار ، فهم لا يطمعون في العيش مثلكم في أبراج عاجية ومواكب وبرستيج وامتيازات وفلل ، كل ما يريدونه ويطمحون له لقمة عيش بسيطة كريمة ، فخذوا كل شيء واتركوهم يعيشوا حياة بسيطة تمنعهم من الانهيار وكره العيش في الوطن ، واتقوا الله في أبناء شعبكم ، فإنكم مسئولون أمام الله عن هذا رعيتكم ،
المواطن الغلبان محمد ابو عاصي ليس مجرد شخص انها قضية آلاف الشباب المحبط المقهور ، فاتقوا الله يا ولاة أمر هذا الشعب ، فإنها أمانة في أعناقكم فاتقوا الله ... اتقوا الله ،
وحسبنا الله ونعم الوكيل
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]