منذ زمن وشعبنا يعيش حالة تغييب أو غياب بفعل الخوف من المجهول الذي أوصل بعض شعوبنا العربية الى حالة من التفتيت والضياع والتيه في المحيطات والبحار وفقدان بوصلة الابحار وكثرة السماسرة والتجار باللحم العربي والطفولة في حسب الأسماك دون ورع أو إنسانية.
منذ زمن وقضيتنا تمر بوضعية يرثى لها سواء على الصعيد الداخلي او على صعيد الصراع مع العدو الصهيوني الذي بات في الدرجة الثانية أو الثالثة في سلم الاعداء نتيجة محاولات التواصل والدردشة والتوافق وحماية المصالح وكسر كل المحرمات الماضية التي كان على أساسها يدخلون البعض دار الاسلام ودار الكفر ولكن يبدو ان التغيير يطال كل شيء الا سعادة القادة العظماء .
المصالحة والمقاومة والمفاوضات ,مصطلحات بات التندر بها حال الشعب والكل يسأل الكل هل مرة المصالحة من هنا ,والبعض يسأل هل حلال المقاومة هناك وحرام هنا وآخر يسأل هل مسموح دردشات ومحرم مفاوضات ,فهل يعقل أن يعمل مدرس وطبيب وسائق اسعاف وحارس ليلي بدون أن يتقاض راتب ’وهل يعقل أن يمنع موظف من ممارسة عمله تحت يافطة أنه يتقاضى راتب من الجهة الفلانية ,وهل يعقل أن يكون الجهاز الحكومي بلون حزبي واحد وكأنها حكومة وبلد ودولة اللون الواحد ,هل يعقل أن يستمر شعبنا في حالة اعتقال جماعي هذا الزمن الاسود من كل النواحي الحياتية ,هل يعقل هذا الصمت الذي نعيشه وكل التقارير الاممية والمحلية تقول بأن سبل الحياة الآدمية على غزة ستكون صعبة بعد عدة سنوات ,هل يعقل ان يبقى الصمت سيد الموقف في ظل فقدان الماء والكهرباء والوظائف وزيادة العنوسة بين الشباب والبنات ,هل يعقل ان تبقى حالة الصمت بين جماهير شعب أستطاع ان يغير مجريات أمور كثيرة كادت تذهب قضيته الى أدراج النسيان من خلال منعطفات مرة بها منطقتنا العربية وحينها أنطق شعبنا الحجر ليصرخ في وجه الكون مذكرا اياه بأنه مازال هناك شعب لم يتحرر في الانتفاضة الاولى وفي الثانية صرخ في وجه اعدائه والعالم ليقول نحن نقف خلف قيادة متمسكة بالثوابت الوطنية لشعبنا ,وبعد الانقسام الاسود والذي قبل الرئيس محمود عباس ان يظهر بمظهر الضعيف ولا يظهر بمظهر القاتل مشعل الحرب الاهلية وترك المراهقين يمارسون غيهم في العبث بقضيتنا وشعبنا وها هي الصورة واضحة كل الوضوح وبعد حروب ثلاث فرضت علينا وكل القتل والدمار الذي يمارس على شعبنا سواء في غزة والقدس ومدن الضفة المحتلة ,وكل التهويد والسلب والنهب والتضييق على شعبنا في كل مواقع تواجده دون صحوة ضمير من قبل البعض .
وبعد أن ضاق الحال بالرئيس محمود عباس وانسداد الافاق من كل النواحي اراد ان يقذف حجر في هذا الوضع الراكد من خلال الدعوة الى المجلس الوطني من أجل تجديد كل قديم وترميم ما هو بحاجة الى ترميم وايقاظ من هم نيام وكبح جناح اصحاب الاجندات والاحلام .
وهنا كان للحجر صدى فالكل زعم بعدم الجهوزية والاستعداد وعدم التحضر فطلب مزيدا من الوقت .
ولكن لابد من ان يكون لرئيس محمود عباس القول الفصل في ان لا يكون هذا الوقت لمزيد من العبث ولكن يكون لتشكيل حكومة وحدة وطنية تبسط سيطرتها على كل اراضي السلطة وتتولى كل المهام وتحل كل المشاكل بحسب المتاح وتجهز للانتخابات لكل الشرعيات الفلسطينية ,المجلس الوطني والتشريعي واللجنة التنفيذية وكل يكون له حضوره بحس حضوره الجماهيري في الداخل والشتات ,لتكون لدى شعبنا حكومة ادارية وهي حكومة السلطة تعتمد على قاعدة جماهيرية حقيقية وموافق عليها من قبل مجلس تشريعي يمثل الشعب وحكومة الشعب وهي اللجنة التنفيذية تكون مستمدة قوتها من شعب مجلس وطني ديمقراطي ,وانتخاب رئيس يخرج من خلال انتخابات ديمقراطية يكون لشعب القول الفصل فيه لا من خلال توافق قوى إقليمية ودولية لتحدد له ولنا مسارات تذهب بنا الى مزيد من الظلام.
بقلم/ نبيل عبد الرؤوف البطراوي