القلق ينتاب العرب

بقلم: كرم الشبطي

كلما تابعنا الأخبار نشعر بما يقلق بحق وكل الفوضي العارمة تجتاح بلادنا من مشرقها لمغربها ولا مكان آمن فيها وبالطبع هذا الحال لا يتمتع به الغرب ولا الكيان المسرطن بداخلنا وهذا ما يجعل الكثير منا يتسائل ويشعر بالغضب وكلما مررنا بتجربة تنعكس علينا بعكس ما نتمني ..بحلمنا كأي بشر من هذا العالم المدجج بالمؤسسات العالمية وحقوق الإنسان وهوا من يغزيها ويدفع لها من الخزينة الأرقام المخيفة في عالمنا العربي ومع ذلك لا نشعر بتقدم لأي حقوق ومساواة كما يدعي لنا الغرب بشكله العام والخفي منه هوا التوغل ودراسة العقل العربي بما يفكر ويشعر بكل وقت ..وكل مرحلة يعيشها في ظل المخططات المرسومة لدينا بدون أدني شك ..هذا بالطبع علي الصعيد العام لشعوبنا العربية وكل انسان يراقب الحالة من هذه الجذور الأصيلة لنا.. وإن كان مكانه في الغرب فلابد من أن يصيبه هذا الشعور بالقلق علي أمته وتاريخه ومستقبل وطنه بالأمن والإستقرار وهذا ما لم ننعم به حتي الآن ..وأحياناً يٌدفع بنا نحو الأحلام والتخيل بأي شخص يروج الشعار للوطن والدين والسعادة والحرية للإنسان بحضور الديمقراطية المطبقة في بلادنا العربية وهي ما زالت بعيدة كل البعد عن جوهرها الحقيقي لأنها تحتاج بالفعل لثقافة ووعي عند الجميع حتي يتسني لنا الإنتخاب للرجل المناسب في المكان المناسب ..وبكل المقاييس غير جاهزة لهذا التطبيق بصدق ..لأن المعاناة تتجسد من التاريخ ومن التخلف المٌتبع من الأنظمة والنظم بعالمنا العربي وهذا ما يفقدنا من الأساسيات لعِلمنا وآدابنا بثقافتنا وحضورنا كما نشتهي ونحاول أن نطبقه علي القوانين المفتعلة حسب ما يخدم الحكام علي حد سواه ..السبب في ذلك هوا الخضوع للغرب بدون المعرفة الحقيقية للإرادة والتحدي من أجل المصلحة العامة لأن كل طرف يلعب لوحده وبملعبه الخاص وبعيداً عن الوحدة العربية الحقيقية لنا بالتأكيد ..وهذا ما يجعل الأمر سهل جداً لمن يخطط ويدير المنطقة العربية بخفاء ..

لنأتي علي المرحلة الأخري من عقلنا وتركيبتنا جميعاً بأصولنا وحضورنا مع بعض كشعوب عربية ومثقفين علي النحو التالي ممن لا يقدمون الحقيقة ويمعنون بالتخلف بطريقتهم وهي حب الذات المتبع بطمس كل من يحاول الإبداع والتخاطب بحرفية وصدقية علي وضعنا العام ..لنغرق أكثر بالأوهام كما يحصل بوقتنا الحاضر من المسميات الدخيلة علينا من السياسة والأحزاب والحركات الكثيرة من الأسماء بلا فائدة تذكر ..بل العكس ما يخرج منها هوا تعزيز العنصرية والفئوية وكأننا في عصر القبائل حتي اليوم ولا نريد الخروج من هذا التكريس المتبع .. وإفرازاته أشد خطورة علي الجميع من هذا الغزو القبلي والدموي والإقصائي برفض الآخر وعدم تقبل الحياه بمنهجها الجديد والإنفتاح علي الشعوب بكافة جنسياتها لتصبح الحرب الدائرة ليس فقط علي التراب وما فوق منه بتوزيع المحاصصات والثروات علي من يحكم ويتصدر المشهد طالما جالس علي الكرسي ..

بل الصراعات الفكرية والمذهبية ما تؤرق بحق وتزيد التشتت لنا علي جميع المفترقات بتخبط وعدم مسؤولية وإدراك لهذه الأفكار والأقلام والمنابر الإعلامية ببث الفرقة بأخبار مفبركة وتصريحات مبرمجة كيف ما يريده حاكم المنطقة من الموساد وعن بعد يري ويتحكم ويصور المشاهد لنا يالحياة كما يريدون ويتبعون هذا النظام العالمي بالإستيلاء علي مقومات الروح والفكر بكل إنسان لتنسلب منا الحرية بحيث لا ندري ولا نتهم الغرب كيف تدار سياسة الحكم بالإستعمار الحديث من التاريخ لتبقي الفوضي الخلاقة كما آسموها بالرأس وبكل مكان ..

===

بقلم/ كرم الشبطي