قيصر روسيا قرر توظيف إستراتجية القوه في الصراع على سوريا ، إذ أن سوريا تشكل منفذ روسيا على البحر الأبيض المتوسط وان موقع سوريا الجيوسياسي فهي منطقة جذب الصراعات في المنطقة خاصة وان سوريا تعد بوابة آسيا الغربية ، لم يفرط الروس في سوريا ولم يمكنوا أمريكا والغرب وحلفائهم من تمرير مخططهم التآمري لإسقاط سوريا ، يبدو أن روسيا قد استنفذت كل الوسائل الديبلوماسيه لحل ألازمه السورية ، وأدركت روسيا أن أمريكا والغرب وحلفائهم من النظام العربي غير معنيين بحل سياسي للازمه السورية ، هناك مطامع حقيقية للمخطط الذي يستهدف سوريا والمنطقة وان في المحصلة المستهدف روسيا وإضعاف قدراتها والحد من جموحها وطموحها لتعود كلاعب دولي أساسي في المنطقة يقتسم مناطق النفوذ، كانت البدايه من اوكرانيا والحسم الروسي بضم جزيرة القرم وما زال الصراع على اوكرانيا بين روسيا والغرب ، محاولات روسيا لترويض دول عربيه وثنيها عن السير بفلك السياسه الامريكيه يبدوا انها باءت بالفشل ، وان المحادثات الروسيه السعوديه وكانها وصلت لطريق مسدود وان السعوديه لا يمكن لها ان تفك تحالفها مع الولايات المتحده الامريكيه ، وان هناك اختراق لروسيا في مناطق في الشرق الاوسط وخاصة لجهة تطور علاقات روسيا في مصر ، التوقيع على الاتفاق النووي الايراني مع الدول الست عزز العلاقات الروسيه الايرانيه ودفع الى ان ترتقي العلاقه الايرانيه الروسيه لمرتبة العلاقات الاستراتجيه ضمن استراتجيه قادت الى التدخل المباشر في الازمه السوريه لمواجهة امريكا وحلفائها في الصراع على المنطقه والشعار محاربة الارهاب ، ان التدخل الامريكي والغرب عبر التحالف الذي يجمع امريكا وحلفائها هو محاربة الارهاب ، وان الذي يدفع روسيا وايران تدخلهما في الازمه السوريه محاربة الارهاب ومواجهة داعش ، من الواضح ان التحركات العسكريه في سوريا تكثفت مؤخرا وان جسر جوي روسي الى سوريا لتزويد سوريا باحدث انواع الترسانه الحربيه الروسيه وذلك لاجل تدعيم صمود سوريا وتمكينها من امتلاك اسلحة ردع يكون بمقدورها سرعة الحسم العسكري ، التدخل الروسي المباشر على خط الازمه السوريه دفع وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى مهاتفة نظيره الروسي سيرغي لافروف للاعراب عن قلق واشنطن من التدخل الروسي ، ان حقيقة ما يحدث حاليا بين سوريه وروسيا هو في سياق التعاون بين البلدين اللتان تربطهما اتفاقات استراتجيه منذ الثمانيات من القرن الماضي وان لروسيا قاعدة ثابتة في اللاذقية ، ان التطور الاستراتيجي بين سوريه وروسيا ليس وليد الاسابيع الاخيره وانما يعود الى اوائل ربيع هذا العام حيث اعلن الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد في لقاء مع وسائل الاعلام الروسيه ، انه يؤيد اقامة قاعده عسكريه روسيه جديده على السواحل السوريه ، وكان للرئيس السوري ان سبق واوضح في حينه ان تعزيز الوجود العسكري الروسي في العالم ضروري جدا لخلق نوع من التوازن المفقود منذ تفكك الاتحاد السوفيتي (.) وبالنسبة إلينا، نحن نرحب بأي توسع للوجود الروسي في شرق المتوسط، وتحديداً على الشواطئ وفي المرافئ السورية».حين ذاك، كانت على مائدة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تقارير ميدانية لخبراء من الجيش الأحمر، بعضها تم اقراره، بصورة علنية، ويتعلق بتوسيع وتحديث القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، بحيث تكون أكبر محطة بحرية للاتحاد الروسي في الخارج، أما القسم الآخر من تلك التقارير، فقد كان يتعلق بالاستجابة لعرض الأسد إقامة قاعدة عسكرية قتالية جديدة في سوريا.تكشف هذه الخلفية عن تطور العلاقات الدفاعية، الروسية ــــ السورية أن ارتفاع وتيرة النشاط العسكري الروسي في سوريا ليس وليد ساعته، مما يدحض التحليلات التي ربطت بينه وبين مخاوف من تراجع الجيش السوري ونشوء جيب «داعشي» بالقرب من دمشق...الخ. ففي الوقائع، ما يثبت أن كل خطوة عسكرية روسية تأتي في مسار استراتيجي، لا كردة فعل ميدانية. وهكذا، فإن هذا المسار سيظل يتصاعد حتى قيام تحالف عسكري شامل بين روسيا وسوريا من شأنه أن يقلب معادلات القوة في الشرق الأوسط، بصورة جذرية.ورغم أن العلاقات الدفاعية بين موسكو ودمشق، تمتد إلى ستة عقود؛ فإن اللحظة الفارقة التي تقرر فيها المسار النوعي الجديد، هي تفاهم العاصمتين على سحب ذريعة الكيماوي من أيدي دعاة الحرب الأميركية على سوريا، العام 2013؛ في تلك اللحظة، تم وضع سوريا تحت المظلة النووية الروسية، في سياق استغنائها عن السلاح الكيماوي. وسنلاحظ أن صفقة الكيماوي السوري بين الدولتين الأعظم، هي التي فتحت الطريق أمام تنامي الحضور السياسي الروسي في الإقليم، واعتراف الولايات المتحدة، المتزايد، بذلك الحضور، سواء بالنسبة للملف السوري أم الملف النووي الإيراني.وعلى عكس التوقعات، كان ابرام الاتفاق النووي، بين طهران والقوى الدولية، إطاراً وحافزا لتعزيز التحالف بين روسيا والجمهورية الإسلامية في كل المجالات، وفي مقدمها، المجال الدفاعي، والتعاون الثنائي في حل المشكلات الإقليمية. وبالنسبة لسوريا، فإن الإيرانيين والروس، يسيرون على الخط نفسه في دعم الدولة السورية في حربها على الإرهاب، على أن المسار السياسي قد يكون مختلفاً. نسّقت موسكو، تزايد وجودها العسكري في سوريا، مع الإيرانيين، في سياق تفاهم كامل بين الحليفين. ورغم أن انتقال الموقع الأول في دعم الجهد العسكري والقتالي السوري، بدأ ينتقل من إيران إلى روسيا، فإن الإيرانيين، في المحصلة، يجدون أن هذا التطور ملائم لمصالحهم التي باتت أكثر تعقيدا، جراء الاتفاق النووي والتهيؤ لتطورات سياسية واقتصادية في علاقات إيران بالغرب، من جهة، وتزايد المهمات الملقاة على عاتق ايران في محاربة الإرهاب في العراق.
المشاركة الروسية في القتال في سوريا، سيكون لها أثر ميداني متصاعد، إلا أن الأهم يكمن في ما تحدثه من متغيرات إستراتيجية وسياسية؛ على المستوى الاستراتيجي تُحسَب هذه الخطوة تلويحا بالقوة نحو إسرائيل وتركيا، وإنذارا لهما بالانكفاء عن التدخل في الشؤون السورية. بالنسبة لإسرائيل التي فهمت الرسالة، حتى قبل أن تتسلمها رسمياً، أدركت أن السماء السورية ستغدو مقفلة إزاء الطيران الإسرائيلي، لكن تركيا أردوغان، ربما تعاند قليلا، قبل الرضوخ للمعادلة الإقليمية الجديدة التي يرسيها الروس، وستؤدي إلى:
(1) انكفاء أنقرة خلف حدودها لتواجه مأزق الانتفاضة الكردية،
(2) وضع الإسرائيليين أمام مأزق قيام منطقة مقاومة في جنوب سوريا، بغطاء روسي، مما يفرض قضية الجولان المحتل على جدول الأعمال الدولي.
سياسياً، يترافق المسار العسكري الروسي في سوريا، مع المسار السياسي. فموسكو تبعث برسالة صارمة إلى كل الأطراف، مفادها أنه آن الأوان للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وهو حل يستحضر المصريين إلى رعايته، مدعوماً بقرار روسي بالانخراط في الحرب ضد المسلحين والإرهابيين في سوريا، حتى النهاية. أعطت إيران موافقتها على الرعاية المصرية. وهو ما يفتح الطريق إلى عزل تركيا، ويطرح على السعودية، خياراً وحيداً بين السلام (في سوريا واليمن معاً) أو العزلة والانهيار.روسيا ترسخ وجودها في المنطقه ومن الصعب اقصاؤها ، ومن غير المحتمل ان تتصدى الولايات المتحده للتمدد الروسي في المنطقه ، اذ اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسيه ايغور كوناشينكوف ان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والامريكي اشتون كارتر اشارا الى تقارب او تطابق وجهات النظر بين البلدين بشان الوضع في الشرق الاوسط واضاف كوناشنكوف ان مجرى الحديث اظهر ان وجهات نظر الطرفين متقاربه او متطابقه في غالبية القضايا التي قيد النظر من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن كارتر وشويغو بحثا "آليات تخفيف حدة النزاع في سورية"، حسب ما نقلته وكالة "رويترز". وفق ذلك ان هناك تفاهم روسي امريكي حول التمدد الروسي في المنطقه وان امريكا تتفهم دواعي الوجود الروسي في سوريا التي كما يبدوا ان روسيا توظف استراتجية القوه ضمن عملية تغير موازين القوى ضمن اعادة النفوذ في المنطقه ، فموسكو تبعث برسالة صارمة إلى كل الأطراف، مفادها أنه آن الأوان للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. تستند خطوات روسيا في سوريا على ما يبدو، على استراتيجية جيوسياسية أكبر شأناً تعول على القليل من التدخل من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا. ويبدو أن التدخل الروسي هو بمثابة جهود استراتيجية مدروسة لدعم النظام السوري من خلال قوات عسكرية مباشرة ، وبسط سيطرة موسكو على الوضع بشكل عام. وعلى نطاق أوسع، يبدو أن روسيا ملتزمة بممارسة نفوذها في الشرق الأوسط، حيث توفر لها سوريا فرصة لتحقيق هدفها.هناك تداعيات كبيره للتدخل الروسي ، الأمر الذي سيؤثر على الوضع العسكري في سوريا. وقد تتعاون القوات القتالية الروسية مع قوات الجيش العربي السوري ، معززة بالتالي القوة النارية والدعم الجوي والفاعلية القتالية لصالح ألدوله السورية وإذا تضمنت المهمة الروسية توفير التدريبات والأدوار الاستشارية، فقد يساهم ذلك في تعزيز المهارات العسكرية للوحدات السورية. كما يمكن للقوات الروسية أن تقوم بمهام قتالية مستقلة ضد أهداف مهمة.بإمكان القوات الروسية الكبيرة منح النظام السوري ميزة حاسمة في ميادين القتال التي تعمل فيها قواته، متيحة بالتالي للنظام السوري السيطرة على مراكز حيوية و بسط نفوذه عليها واستنزاف موارد المجموعات المسلحة البشرية والعسكرية استنزافاً مضاعفاً. ويبث الذعر في الوقت نفسه في نفوس قوات المجموعات المسلحة . كذلك، من شأن العمليات العسكرية الروسية عرقلة الخطط الأمريكية الرامية إلى دعم العمليات البرية في سوريا. وبالرغم من أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يشكل الهدف الأساسي لأي حملة عسكرية تدعمها الولايات المتحدة، إلا أن ميادين القتال المتشابكة في سوريا غالباً ما تجمع المجموعات المسلحة وعناصر تنظيم «داعش» في مواجهة قوات الجيش العربي السوري في ساحة واحدة، بحيث يقومون بتنفيذ عملياتهم بالقرب من بعضهم البعض أو ينخرطون فعلياً مع بعضهم البعض. وفي ظل الظروف الراهنة، قد تسبب العمليات الروسية الداعمة لقوات الجيش العربي السوري بشن هجوم على القوات التي تدعمها الولايات المتحدة، سواء عن قصد أو دون قصد. وقد تشكل محافظتا درعا وحلب منطقتين رئيسيتين لمثل هذه الاشتباكات. خاصة وان أمريكا تدفع بحلفائها للتدخل البري في سوريا وان تصريحات اوباما تصب في هذا الاتجاه حيث يدفع السعودية ودولا عربيه للتدخل العسكري المباشر كما يحصل الآن في اليمن ، التدخل الروسي ضمن إستراتجية موسكو الدفاعية وإستراتجيتها الهادفة لإفشال المخطط الأمريكي وحلفائها في التدخل العسكري البري المباشر ، تدرك امريكا واسرائيل وحلفائهم ان أي تدخل في سوريا سيشكل نقطة احتكاك قد تؤدي لحرب عالميه ثالثه مدمره ، وان هناك تقديرات عسكريه اسرائيليه امريكيه بتغير ميزان القوى ومجريات القتال في سوريا بعد قرار استراتيجي اتخذته القيادتان الايرانيه والروسيه بدعم اكبر لدمشق وهذا من شانه تغيير في موازين القوى حيث قررت روسيا توظيف استراتجيتها في المنطقه لتغيير موازين القوى واعادة اقتسام مناطق النفوذ فهل التغيير في موازين القوى سيحقق هدف الفلسطينيين بتحررهم من الاحتلال الصهيوني ويقود لاجبار اسرائيل للقبول برؤيا الدولتين وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لكل المناطق المحتله بعد الرابع من حزيران 67.
بقلم/ علي ابوحبله