اشغلونا بالإرهاب ليتناسى العرب أولوية صراعهم مع إسرائيل والتغاضي عن المشروع الصهيوني في فلسطين

بقلم: علي ابوحبله

منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والشرق الأوسط يعيش الإرهاب بفعل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وشعوب دول المنطقة جميعها تدفع ضريبة ما يسمى محاربة الإرهاب الذي اصطنعته أمريكا والغرب والصهيونية العالمية عبر محاولات تمرير المشروع الأمريكي الصهيوني الذي تتعرض له المنطقة

، احتلال أمريكا وتحالفها للعراق وأفغانستان كانت ردات فعل أحداث الحادي عشر من سبتمبر ضمن شعار رفعته ادارة جورج بوش الابن لمحاربته ما سمته الارهاب حيث اطلقت يد حكومة الاحتلال الصهيوني لمحاربة الشعب الفلسطيني واستغلال شعار محاربة الارهاب لمحاربة الشعب الفلسطيني وتمرير مخطط اسرائيل التهويدي ضد القدس والاقصى واستكمال المشروع الاستيطاني ضمن مفهوم يهودية الدوله

كوندليزا رايس شرعت للإرهاب والفوضى ألخلاقه في الشرق الأوسط ضمن مفهوم الفوضى ألخلاقه التي استهدفت دول بعينها في الشرق الأوسط شملتها ثورات الربيع العربي ، وإذا ما عدنا إلى خطاب الرئيس الأمريكي اوباما ومقولته ودعمه الإسلام السياسي المعتدل وشرع له بخطابه من جامعة اسطنبول في تركيا وبخطابه من جامعة القاهرة

الصراع على سوريا وخلق بؤر للإرهاب والتوتر في سوريا والعراق ولبنان وليبيا ومصر وحرب اليمن هو ضمن مجهود ومخطط أمريكي صهيوني عبر تحالفات عربيه يهدف إلى دعم المجموعات الارهابيه وتسليحها ودعمها وهو بمثابة خلق للأوراق هدفه تناسي الأساسي تناسي العرب أولوية صراعهم مع إسرائيل والتغاضي عن المشروع الصهيوني في فلسطين

ما نشهده من خطابات لرؤساء وممثلي الدول في افتتاح الجمعية ألعامه للأمم المتحدة في دورتها السبعين وهي جميعها شعارات تنصب حول كيفية محاربة الارهاب ومواجهة الدوله الاسلاميه داعش ، وهي حقيقة تحريف لمسار الصراع في المنطقه وتحريفه عن اولوية الصراع مع اسرائيل التي تمارس الارهاب بحق الفلسطينيين وتستمر في مشروعها العدواني واحتلالها لدولة فلسطين ومخططها لتقسيم المسجد الاقصى الزماني والمكاني في ظل غياب مشروع عربي متكامل لكيفية مواجهة اسرائيل وكشف عدوانيتها ومخططها في المنطقه

خطاب الرؤساء والملوك والقاده العرب جميعهم تساوق وتقاطع مع فرضته امريكا وحلفائها على المنطقه وما رفعته من شعار لمحاربة الارهاب ، النظام العربي وغيره من القوى الفاعله العربيه تناست ان حالة الارهاب التي تعصف في المنطقه هي صناعه امريكيه صهيونيه غربيه بامتياز وان النظام العربي المعتدل هو احد ادوات التنفيذ للمخطط الامريكي الصهيوني الغربي الذي يستهدف امن واستقرار سوريا والعراق ولبنان ومصر بهدف تمرير المشروع الامريكي الصهيوني لتحقيق حلم اقامة يهودية الدوله واعتراف النظام العربي بذلك ضمن محاولات تنسيق الجهود بين النظام العربي واسرائيل تحت شعار مكافحة الارهاب ،

هناك خطأ فاحش في عدم فهم معنى مفهوم الارهاب الذي تقصده امريكا والصهيونيه عبر مشروعها للشرق الاوسط الجديد وان حقيقة الصراع على سوريا هو ان موقع سوريا الجيوسياسي جعلها منطقة صراع دولي واقليمي وان كافة الاطراف تسعى لتحقيق اهدافها على حساب امن سوريا القومي ووحدة اراضيها وعلى حساب امن السوريين وان اصحاب المصالح هم من يتاجرون بقضية اللاجئين السوريين وان ما يجري في سوريا بعيد حقيقة عن ما تسميه امريكا والغرب بثورة لان حقيقة ما تواجهه سوريا ارهاب منظم تقوده امريكا عبر حلفائها وهو كذلك الذي يجري في اليمن والعراق وليبيا ومصر ،

الخطابات التي تشهدها منبر الجمعيه العامه للامم المتحده تعبر عن تقاطع المصالح بين الدول الكبرى وعن تغيرات دوليه واقليميه ضمن عملية اقتسام المصالح والنفوذ وهي جميعها ضد مصالح العربي ولا تتوافق ومسعى المخلصين من الامه العربيه لتحقيق نظرية الامن القومي العربي واعتماد استراتجيه قوميه عربيه تحفظ للعرب حقوقهم ووجودهم على خارطة صراع المصالح

حقيقة الصراع المذهبي الطائفي لا يخدم نظرية الامن القومي العربي وان امريكا وحلفائها تسعى لتغذية الحرب المذهبيه الطائفيه وان محاولات ادخال ايران للعبة الصراع الذي تشهده المنطقه ضمن محاولات تغذية الصراعات واشعال الفتن التي هدفها استمرار الارهاب الذي تعيشه المنطقه .

إذا تمعنا حقيقة بجوهر وحقيقة ما يحصل في المنطقة وتوقفنا لتحليل خطابات رؤساء وممثلي الدول في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة في دورتها السبعين تستوقفنا حقيقة تقاطع المصالح وما يجمع الفرقاء حول القاسم المشترك لما يسموه الإرهاب وكيفية محاربة الإرهاب وتناسي العرب لأولوية صراعهم مع إسرائيل حيث تستفرد إسرائيل بالفلسطينيين وتحاول فرض مشروعها لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا واستكمال مشروعها الاستيطاني ، وذلك دون أي اهتمام عربي أو موقف عربي يشير إلى ذلك في خطابات الملوك والرؤساء العرب الذي تساوقوا مع شعار محاربة الإرهاب وتناسوا أن الإرهاب صنيعه امريكيه صهيونيه وان استمرار احتلال إسرائيل لفلسطين وأراضي دول عربيه هو الإرهاب بعينه وان الإرهاب الذي تشهده سوريا والعراق واليمن ومصر صناعته امريكيه غربيه صهيونيه بامتياز .

غرق العرب جميعهم بخلافات هدفت أمريكا لتحقيقها عبر مشروعها للشرق الأوسط الجديد وان المؤامرة التي استهدفت المنطقة العربية أصبحت واضحة المعالم وأصبح لا بد من صحوة عربيه والصحوة تبدأ حقيقة من إعادة تصويب أولوية الصراع مع إسرائيل وانهاء الصراعات ألقائمه والعمل ضمن استراتجيه عربيه تحفظ لسوريه والعراق واليمن وحدته وتقود لتحرير القدس وفلسطين من الاحتلال الصهيوني.

بقلم/ علي ابوحبله