تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لصحيفة معاريف الاسرائيليه تدلل على أن ما يجري في سوريه واليمن هي ضمن مخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتحريف لأولوية الصراع مع إسرائيل ضمن مخطط يهدف لتحقيق امن إسرائيل .
وزير الخارجية السعودي يؤكد لصحيفة معاريف أن الأمير سلطان بن سلمان يؤكد أن الأحداث بسوريه واليمن أهم من فلسطين .
رسالة السلام التي وجهها وزير الخارجية السعودي إلى إسرائيل عبر مراسلة صحيفة معاريف في الرياض يدعوها إلى استغلال ألفرصه لتبني مبادرة السلام السعودية لعام 2002.مشددًا على أنّ هذه المبادرة لا تزال مطروحة على الطاولة، رغم كل التطورات. رسالة الجبير جاءت عبر تصريح خاص لموفد صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة إلى السعودية، جدعون كوتس، الذي التقى معه في الرياض، لتنقل الصحيفة الإسرائيلية أجواء المملكة وهواجس مسؤوليها، وعرضهم السلام مع تل أبيب، وتأكيدهم على أنّ أن ما يحدث في سوريّة واليمن أهم من القضية الفلسطينية. لكن الجبير، في موازاة ذلك، أقرّ للصحيفة بأنّ السعودية ترى ملف الأزمة في سوريّة أكثر إلحاحًا من القضية الفلسطينية، وهو بذلك، كما أّكّدت “معاريف”، يتماشى مع توجهات ابن الملك السعودي سلمان، الأمير سلطان بن سلمان.
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ الوضع في اليمن وخطر الإرهاب على سلّم أولويات السعودية. ووفقاً لمعلومات دولية، فقد تلقّت السعودية من إسرائيل مساعدات في عملياتها الجارية هناك، عل حدّ تعبيرها. وقال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي للصحيفة الإسرائيليّة إنّه في الوضع الصعب القائم حاليًا (في فلسطين)، من المهم المبادرة إلى خطوات للحدّ من التوتر. مُشدّدًا على أنّ بلاده ستستمر في العمل من أجل السلام، لكن يجب، قبل كل شيء، معالجة الأزمة في سوريّة وإرهاب تنظيم “الدولة الإسلاميّة، على حدّ تعبيره ولفتت الصحيفة إلى أنّ مصادر سعودية لم تنفِ للصحيفة الكلام الصادر مؤخرًا عن وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، الذي يفيد بأنّ دول مجلس التعاون الخليجي تدرس شراء منظومة «القبة الحديدية» التي تُنتجها إسرائيل، عبر طرف ثالث، وذلك لمواجهة التهديدات الإيرانية.
هذه المواقف والتصريحات لمسئولين سعوديين ومن بينهم اللواء السعودي أنور عشقي ، تؤكد على أن هناك تطابق في المصالح مع إسرائيل في ما يتعلق بموضوع ما تعتبره السعودية وإسرائيل الخطر الإيراني ،
الولايات المتحدة رغم طمأنتها للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي إلا إن هناك استشعار بالخطر الذي يتهدد امن السعودية بفشل مخطط التآمر الذي يستهدف سوريا ودخول روسيا على خط ألازمه السورية ومشاركة الطيران الروسي ودعم روسيا لدمشق اخل بتوازنات القوى في الساحة السورية ، كما أن فشل الحرب على اليمن أوقع السعودية في مأزق وتتخوف من خطر حرب استنزاف طويلة الأمد .
التعاون الاستراتيجي السعودي الإسرائيلي والذي تثبت الأيام حدوثه وان هناك تقارب في وجهات النظر بين السعودية وإسرائيل بموضوع إيران وسوريه واليمن ، وان التعاون والتطابق في المواقف ألاستراتجيه تدفع دول الخليج للتعاون العسكري مع إسرائيل وشراء منظومة القبة الحديدية وهي في اهتمام الاسرائليين لمحاولة إقناع دول مجلس التعاون الخليجي في ذلك. فقد أشارت صحيفة “إسرائيل اليوم” إلى أن عددًا من دول الخليج معني بشراء المنظومة المذكورة، تخوّفًا من إيران وقدراتها الصاروخية المتنامية، مؤكدة في الوقت نفسه على أنّ واشنطن تعمل على إدارة المفاوضات بين الجانبين. وقدّرت الصحيفة أن قيمة الصفقة، في حال خروجها إلى حيّز التنفيذ، تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.
ليست المرة الأولى التي يدلي فيها مسئول سعودي بتصريحات صحفيه لمراسلين إسرائيليين وهناك العديد من المسئولين السعوديين في الفترة الاخيره أدلوا بتصريحات لمراسلين إسرائيليين ، وهي ليست المرة الأولى ، التي يقوم فيها صحافيّ إسرائيليّ زيارة المملكة السعودية، فقد تفاخرت صحيفة (يديعوت احرونوت) الإسرائيليّة سابقًا بأنّها تمكّنت من إدخال صحافية إسرائيلية إلى المملكة لتغطية زيارة الرئيس الأمريكيّ السابق، جورج بوش إلى الرياض. وقالت إنّ مراسلتها اورلي ازولاي، دخلت إلى المملكة ضمن حاشية الرئيس الأمريكي. وتحت عنوان (إسرائيلية في ارض الإسلام) ، نشرت الصحيفة صورة لمراسلتها في السعودية وقد كتب علي اليافطة القريبة منها صحيفة (يديعوت احرونوت).
وقالت الصحافية الإسرائيلية إنّه بعد وصول الطائرة إلى مطار الرياض الدولي، قام ممثل وزارة الإعلام السعودية بمنحها بطاقة الصحافة السعودية الرسمية، لافتة إلى أنّها افتتحت مكتبًا مؤقتًا للصحيفة الإسرائيلية في العاصمة السعودية.ولفتت الصحافية أيضًا في تقريرها الذي وصل مباشرة من الرياض، إلى أنّها فوجئت عندما وصلت إلى غرفة الصحافة وشاهدت لافتة وقد كتب عليها باللغة الانكليزية صحيفة (يديعوت احرونوت)، مؤكّدةً على أنّ جميع هذه الإجراءات تمّت بعلم وبموافقة من السلطات الرسمية في المملكة . . وزادت أنّ النبأ عن وصول صحافية إسرائيلية إلى الرياض، ، وبعد مرور فترة قصيرة من الزمن وصل إلى المكان ثلاثة مندوبين من التلفزيون السعودي الرسمي وطلبوا منها أنْ توافق علي المشاركة في برنامج سياسي وببث حي ومباشر في التلفزيون ووافقت علي ذلك، وقد تمّ تقديم الحلقة بمشاركة الصحافية الإسرائيليّة. فيما أكدت الصحافية الإسرائيلية على أنّها زارت السعودية قبل حوالي عشرة أشهر برفقة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وخلافًا للمرة السابقة، قالت إنّ الأمور جرت هذه المرة بشكلٍ عاديّ وأنّ الحديث مع المسئولين السعوديين تم علي مرآي ومسمع جميع من تواجد في بهو الفندق وفي مكتب الصحافة، وتابعت أنها تلقت تعليمات من المسئولين مفادها أنّه يتحتم عليها اعتمار غطاء للرأس فيما إذا أرادت الخروج، وفعلاً خرجت لنزهة في العاصمة وكتبت عن انطباعاتها، موضحةً أنّ السعوديين كانوا علي درجة عالية من الغضب، بسبب الحراسة الأمنية المشددة من قبل قوات الأمن بسبب زيارة الرئيس بوش.كما عبّرت عن استيائها من أنّ المطاعم السعودية لا تسمح للمرأة وللرجل الغريب أنْ يجلسا سوية، وأشارت إلى أنّها اضطرت لترك مطعم (ماكدونالدز) في العاصمة لأنّها، علي حد تعبيرها، رفضت أنْ تراقب مشهد قيام امرأتين محليتين بأكل الساندويتشات بصعوبة، بسبب الحجاب.
ونحن نستعرض مدى العلاقة التي تربط السعودية بإسرائيل ما يدلل على أن إسرائيل حليف موثوق وهي جزء من التحالف الإقليمي الذي يضم السعودية وبعض من دول مجلس التعاون الخليجي وان الإعلان عن هذه العلاقة وظهورها للعلن هو بسبب القلق الذي ينتاب السعودية ومجلس التعاون الخليجي من نتائج الصراع على سوريا والتدخل الروسي الذي اخل بعملية التوازن للقوى في المنطقة .
تخطئ السعودية في إمعانها بالسير في ركاب المخطط الذي استهدف سوريا وفي حربها على اليمن وان تحالفها مع إسرائيل لن يحقق لها الهدف المنشود في إعادة توازن القوى أو تغيير في موازين القوى لمواجهة إيران ومحورها ، وان أية مواجهة إيرانيه سعوديه سيتهدد امن المنطقه وسيعم الخطر جميع دول المنطقة .
إن فلسطين هي أولوية الصراع في المنطقة وان الخطأ في تصريحات وزير الخارجية السعودي أن أحداث سوريه واليمن أهم من فلسطين وهي تصريحات ضمن مصالح انيه لا تخدم مصالح المملكة العربية بل العكس من ذلك هو خطأ استراتيجي في سياسات المملكة العربية السعودية.
لقد شغلت القضية الفلسطينية اهتمام المغفور له الملك فيصل ، فقد دأبت المملكة في عهد الملك فيصل على دعم حق الشعب الفلسطيني رحمه الله - ، فضلا عن دورها التقليدي في حماية المقدسات الإسلامية والدفاع عن الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء العالم وجمع كلمتهم وتحقيق التضامن بينهم. وشغلت قضية فلسطين، كإحدى المشكلات التي عانى ويعاني منها العالم العربي والإسلامي، حيزا كبيرا من اهتمام الملك فيصل خلال حياته، فقد عايش القضية الفلسطينية منذ بداياتها، عندما زحفت العصابات اليهودية إلى هذه البقعة من الأرض العربية والمسلمة وبمساندة ومساعدة بعض القوى الاستعمارية الغربية. ويقول وزير الخارجيه الأمريكي السابق هنري كيسنجر في مذكراته أنه عندما التقى الملك فيصل في جدّه , عام 1973 م , في محاوله لإثنائه عن وقف ضخ البترول , رآه متجهما ً , فأراد أن يستفتح الحديث معه بمداعبه , فقال ” إن طائرتي تقف هامدة في المطار , بسبب نفاد الوقود , فهل تأمرون جلالتكم بتموينها , وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة ؟ ! .
يقول كيسنجر : ” فلم يبتسم الملك , بل رفع رأسه نحوي , وقال : وأنا رجل طاعن في السن , وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت , فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية .
كانت فلسطين والقدس أولوية الملك فيصل وكانت تحرير القدس احد أهم اهتمامات الملك فيصل وان حقيقة ما نشهده اليوم من مواقف تباعد السعودية عن قضية فلسطين أمر مستهجن ومستغرب خاصة وان القدس جزء من العقيدة الاسلاميه وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين ، وان تمسك السعودية بمبادرة السلام وهي سعوديه مع أن إسرائيل ألقت بالمبادرة السعودية إلى سلة المهملات ومع ذلك تسعى السعودية ومجلس التعاون الخليجي لتوثيق علاقتهم بإسرائيل وهو أمر مخجل حقا
السعودية ترتكب خطأ جسيم في حال استمر تقاربها وتوثيق علاقاتها مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية وضمن عملية المقايضة التي يشهد العالم العربي فصولها وحقيقة التآمر على سوريا وحرب اليمن وهو خطأ استراتيجي ارتكبته السعودية وما لم تبادر المملكة السعودية بمراجعة إستراتجيتها وتحالفها الإقليمي والدولي وتصحيح المسار في علاقاتها الاقليميه والدولية فان هناك مخاطر تتهدد المنطقة لان فلسطين تبقى مفتاح الأمن والسلام ولا يمكن مقايضة فلسطين بأمن دول الخليج أو بإحداث توازن للقوى تكون إسرائيل احد أعضائه وهو إخلال فاضح في نظرية الأمن القومي العربي وضرب للتحالف الذي تقوده السعودية وتحلل دول عربيه من تشكيل قوة عربيه مشتركه بعد أن تكشفت حقيقة وجوهر المؤامرة التي تتعرض له ألامه العربية بدءا من احتلال العراق والصراع على سوريا وحرب اليمن والتي أصبحت تعد اولويه على فلسطين ضمن مخطط التصفية للقضية الفلسطينية.
بقلم/ علي ابوحبله