تصريحات نتنياهو بتبرئة هتلر: كما يقول المثل( إجا يكحلها أعماها)!!!

أكد الحكومة الألمانية عبر متحدث باسم انجيلا ميركل ، اليوم الأربعاء، أن مسؤولية ارتكاب "الهولوكوست" تقع على عاتق الألمان، وذلك في إشارة الى التصريحات الخطيرة التي أدلى بها رئيس الحكومة اليمينية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام حضور كبير في مؤتمر الصهيونية في مدينة القدس المحتلة، والتي إتهم فيها المفتي الحاج امين الحسيني بالتسبب في محرقة اليهود في ألمانيا، وانه من نصح أدولف هتلر بحرق اليهود، في تحريف واضح وخطير للتاريخ.

وجاءت ردود الأفعال حول تصريحات نتنياهو من داخل المستوى السياسي والحكومي في إسرائيل، حيث طالبه العديد من المسؤولين الكبار في حكومته بالعدول عن تصريحاته والتراجع عنها، كونها "خاطئة" معتبرين نتنياهو لم يقرأ لوالده " المؤرخ" بمسؤولية هتلر عن حرق اليهود أبان حكمه لألمانيا.

وفي الرد الفلسطيني الرسمي، دان الرئيس محمود عباس(أبو مازن) اتهام بنيامين نتنياهو للفلسطينيين بالمسؤولية عن محرقة اليهود في المانيا، متهما إياه بإحتضان مجموعات "داعش وجبهة النصرة" في رده على اتهام نتنياهو لأبو مازن بالتحالف مع وحماس.

وصف أبو مازن مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بتحمل مفتي فلسطيني مسؤولية المحرقة اليهودية "الهولوكست"، بـ"الحقيرة والدنيئة".

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم، في رام الله، إن "نتنياهو يريد تغيير التاريخ، والجرائم التي ارتكبت بحقهم، ليقول إن الحاج أمين الحسيني هو المسؤول الأول عن المحرقة، وليس هتلر".

وأضاف الرئيس الفلسطيني أن "نتنياهو برأ هتلر واتهم الحسيني بالمسؤولية عن الجريمة التي وقعت بحق اليهود"، مشيرا الى أن نتنياهو يسعى لضرب المواقف الفلسطينية بتغيير الحقائق التاريخية.

 يبدو ان نتنياهو الذي يزور برلين حاليا، حاول تجميل والتقرب من ألمانيا بإطلاق تصريحات متناغمة لتبرئة الساحة الألمانية من المسؤولية عن المحرقة اليهودية، لكن الرد الألماني لم يكن إعتياديا، حيث جدد الألمان تأكيدهم على المسؤولية عن محرقة اليهود.

شعبياً، لقيت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو " سخرية الشارع الفلسطيني الذي أكد أن نتنياهو يمر بحالة من " الهستيريا" المزمنة في ظل التصريحات الخطيرة والمستغربة في الوقت الراهن، فيما إنطلقت التعليقات الساخرة من تصريحاته بالقول " ان هذه التصريحات لا تأتي في سياق صب الزيت على النار في ظل المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين."

فيما ذهب ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الى القول" ان هذه التصريحات تأتي من أجل إعطاء الضوء الأخضر لمجموعات المستوطنين المتطرفين لتنفيذ محرقة بحق الفلسطينيين".

وصرح سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس عن رفض الحركة وإدانتها للاتهام الإسرائيلي للحاج أمين الحسيني"، معتبر أن "هذا التناقض في الرواية الإسرائيلية بشأن محرقة النازية يشكك في حقيقة الادعاءات الإسرائيلية بشأن المحرقة."

وكان نتنياهو زعم أمام المؤتمر الـ73 للصهيونية في القدس المحتلة أن "هتلر لم يرد إبادة اليهود في ذلك الوقت، لقد أراد أن يطردهم، إلا أن مفتي القدس (آنذاك) الحاج أمين الحسيني ذهب إلى هتلر وقال له: إذا طردتهم فإنهم سيأتون إلى هنا (فلسطين)، فتساءل: إذن ماذا أفعل بهم، فقال الحسيني "أحرقهم"، وفق ادعاءات نتنياهو.

 وشغل الشيخ أمين الحسيني منصب مُفتي القدس عام 1921م، وكان أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في ذلك الوقت، وتوفي في القاهرة عام 1974.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -