اتفقنا أو اختلفنا مع مصطفى البرغوثي هذا شيء وارسال رسالة عنيفة كادت تودي بحياة هذا القائد فهذا شيء آخر يحتاج الوقوف مليا حولها رغم اشارة مصطفى البرغوثي إلى الاحتلال وعملائه تلك الاجابة الواعية المسئولة وطنيا رغم مرارتها وهي في حد ذاتها أكبر من توجيه الاتهام لجهة ما لأن مضمون الاعتداء في حد ذاته هو خدمة حقيقية للاحتلال فماذا يفعل مصطفى البرغوثي ؟
مصطفى البرغوثي قائد وطني لحركة المبادرة الوطنية التي تسعى مع كل الأحزاب والفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني للخلاص من الاحتلال وهي تتبنى منذ انطلاقتها في 17/6/ 2002 المقاومة الشعبية السلمية والمقاطعة للمنتجات الاستيطانية وتعمل على استقطاب المتضامنين الأجانب حول العالم وليس لها نشاطات عسكرية ولا تستخدم العنف وتدعو للخلاص من الاحتلال فلماذا تستهدف ويستهدف أمينها العام في هذا الوقت بالذات وهو الاهم؟ وأين مكان الاستهداف؟ وهنا أيضا المكان يحمل أهمية سلبية .. الزمان هو مساعي وقف الانتفاضة والمكان هو رام الله التي أصبحت ساحة منفلتة " انفلات محسوب" لأنه بعيد عن الجمهور فعلى مدار العامين الماضيين كان من ينفذ الانفلات المحسوب يرسل رسائل ضد قادة وأعضاء مجلس تشريعي كلما اختلفت هذه الجهة مع سياسيين ومناضلين أيا كانوا.
وهنا تطرح التساؤلات من المستفيد في رام الله من السعي لوقف الانتفاضة؟
لعل آخر أحداث العنف الداخلي في رام الله كانت على قرابة من خلفية الاعتداء على البرغوثي في معركة الزجاجات والكؤوس الفارغة ولكن هنا كان قاذف الزجاجات كما روت الأخبار أقرب لموقف المعتدى عليه مصطفى البرغوثي من الانتفاضة وهنا لابد من التوقف والتفكير والتساؤل لماذا سجلت الأحداث السابقة في رام الله ضد مجهول؟ وسنرى مع الأيام أن حادثة مصطفى البرغوثي ستسجل ضد مجهول ولكن من هنا نقول لكل السياسيين والقادة الوطنيين في رام الله يجب عليكم كشف الحقائق والسعي المكثف هذه المرة لأنه خرج عن قاعدة التازم المحسوب لبيان الحقيقة لأن غياب الحقيقة ينذر بما هو أخطر ولكي لا تصلوا إلى ترديد المقولة الشهيرة "أكلت يوم اكل الدب الابيض".
نتمنى أن يكون المعتدي على مصطفى البرغوثي هو المحتل الاسرائيلي فهذا يزيد لحمتنا الوطنية ويصنع أبطالا لشعبنا لكن إذا لم يكن المحتل وأعوانه فهذا سيزيد ضعفنا ويصنع مزيدا من الترهل والخسائر ويثبت أن النظام خشخيشة سواء الاحتلال وأعوانه من يقوم بتصفية الحسابات أوهو لم يلجم من يقوم بها دون علمه وهذا يؤدي إلى الشرذمة والانقسام ويخدم الاحتلال وحتما من يفعل هذه الأحداث لا يدرك الحكمة القائلة "من يحكم بالسيف يموت به"
بقلم/ د. طلال الشريف