قراءه في مقالة الدكتور سلام فياض "بعنوان بكائيات "

بقلم: علي ابوحبله

ما تطرق إليه الدكتور سلام فياض في مقالته بعنوان " بكائيات " يستحق منا جميعا التمعن فيما تم طرحه خاصة وأننا أحوج ما نكون لاستراتجيه وطنيه شامله تتضمن إعادة تقييم للوضع الفلسطيني على ضوء الإخفاقات السياسية التي أدت إلى فشل المفاوضات السياسية ، بفعل السياسات الاسرائيليه الرافضة لرؤيا الدولتين وإصرار الحكومات الاسرائيليه المتعاقبة على المشروع الاستيطاني والتوسع الاستيطاني من خلال استغلال مناطق سي ضمن محاولات إسرائيل لضم تلك المناطق لإسرائيل والتي تشكل 60 % من الأراضي الفلسطينية ، وكذلك العمل على تهويد القدس ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى ألزماني والمكاني ضمن إستراتجية إسرائيل التي حولت الصراع مع الفلسطينيين من صراع على حقوق إلى تنازع على الأراضي .
برؤيا الدكتور سلام الذي تناول موضوعه الكل الفلسطيني وتناول المراحل التي مرت فيها القضية الفلسطينية بمراجعه دقيقه تتطلب إعادة تقييم وتقويم للسياسة الفلسطينية من خلال استثمار للهبة الجماهيرية الفلسطينية أو كما يطلق عليها البعض انتفاضه ثالثه للشعب الفلسطيني .
أطلق الدكتور سلام فياض في " مقالته بعنوان " بكائيات " وهي خارطة طريق تضمنت معالجه موضوعيه لكيفية الخروج من المأزق الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية وتتطلب موقف فلسطيني موحد ينهي الانقسام ويعيد توحيد الجغرافية الفلسطينية وتوحيد مؤسسات ألدوله الفلسطينية بين غزه والضفة وبضرورة إنهاء تقسيم الجغرافية الفلسطينية بإنهاء تقسيم المناطق إلى ا، وب ، وجيم ،
رؤية الدكتور سلام فياض منتج لفكر سياسي متقدم في الرؤية يستند للمنهج الواقعي البعيد عن النظريات والسلبيات التي تشوب الحالة الفلسطينية ،
المفروض في النخب السياسية الفلسطينية أن تخرج من حالة الترهل والجمود الفكري والسياسي إلى حالة حراك سياسي مثمر وفكر سياسي يفهم طبيعة المرحلة التي بمقتضاها يمكن البناء للمستقبل وهذا ما تضمنته وثيقة الدكتور سلام فياض بتشخيص علمي ومنهجي وواقعي يجب ترجمته لواقع سياسي ومنهجية عمل ضمن استراتجيه وطنيه جامعه ،
ووفق المرحلة التي تمر فيها القضية الفلسطينية في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة والتي راهنت إسرائيل عليها لجهة تصفية القضية الفلسطينية ومحاولات تمرير استكمال مشروعها الاستيطاني وتقسيم المسجد الأقصى واستكمال تهويد القدس ضمن سياسة تقود لتجسيد يهودية ألدوله .
جاء ت الهبة الشعبية الفلسطينية التي تتفاعل يوميا لتعيد خلط الأوراق وتعيد القضية الفلسطينية لتتصدر أولويات السياسة الامريكيه والاوروبيه حيث تجري المحاولات للاستحواذ على هبة الشعب الفلسطيني ضمن مشروع تصفية القضية الفلسطينية .
وأصبح من اللازم على القيادة الفلسطينية استثمار الهبة الشعبية الفلسطينية وتوظيفها لتحقيق نتائج سياسيه تخدم الهدف الفلسطيني وتقودنا للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي وتتطلب البناء على الهبة الجماهيرية الشعبيه الفلسطينيه استراتجيه فلسطينيه جامعه تضمنها مقالة الدكتور سلام فياض في بكائيات .
الهبّة الجماهيرية الشعبية بما أحدثته من تفاعلات داخلية واسعة وعميقة على مختلف المستويات، ابتداء من (إسرائيل) مروراً بالمحيط العربي والإقليمي إلى الساحة الدولية، هذه الهبّة لم تترك بعد، تأثيراتها المطلوبة على الصعيد الفلسطيني، إن كان على مستوى العلاقات الداخلية أو كان على مستوى الخيارات، والإستراتيجية السياسية.
إن مقياس التأثر الإسرائيلي بتداعيات الهبة الشعبية لا يقاس بمدى استعداد حكومة المستوطنين المتطرفة التي يرئسها نتنياهو ، لتعديل أو تغيير مخططاتها التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهذه مسألة مغلقة، حتى لو افترضنا أن الجهد الدولي سيؤدي إلى عودة المفاوضات بهذا الشكل أو ذاك، علما أن نتنياهو ومن خلال اجتماعه مع كيري وزير الخارجية الأمريكي والإعلان عن التوصل لاتفاق مع الأردن عمل نتنياهو على استغلال ذلك وتجييره لصالح السياسة الاسرائيليه ومحاولات الإيقاع بالعلاقة بين الأردن وفلسطين لإظهار أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الأردن هو لصالح إسرائيل وان نتنياهو أعلن انه لم يتم التعهد بتجميد الاستيطان .
إن المواقف الاسرائيليه والتعنت الإسرائيلي ينبئ بتواصل الهبة الجماهيرية الفلسطينية لمواجهة إجراءات الاحتلال ولربما تتطور فعاليات الهبة الجماهيرية إلى انتفاضه ثالثه من شأنها أن تهزّ من الأعماق المجتمع الإسرائيلي، لإظهار طبيعتها العنصرية التمييزية والإقصائية ضد الفلسطينيين وحقوقهم.
إن المعيار الأهم والاستثمار الأهم في الوضع الداخلي الذي يحقق لهذه «الانتفاضة» الشبابية أهدافها يتجلى في أمرين: الأول، إنهاء الانقسام الفلسطيني والامتثال للوحدة الميدانية التي تظهر في ساحات المواجهة. والثاني، في الاتفاق على إستراتيجية وطنية موحدة تفتح الآفاق على مرحلة جديدة كبديل عن استراتيجيات المرحلة السابقة التي كانت أحد الأسباب الأساسية في اندلاع هذه «الانتفاضة .
وهنا تكمن أهمية المقالة للدكتور سلام فياض بحكم خبرته وتجربته وانخراطه بالعمل السياسي الفلسطيني من خلال شغله لمنصب وزير الماليه ورئيس للوزراء توصل لحقائق يضعها الآن بعنوان وداعا للبكائيات وتعني وداعا لمرحلة الضياع التي عاشها الشعب الفلسطيني طيلة السنوات السابقة والتي تعرف بمرحلة أوسلو والتي جعلتنا نعيش الفراغ بحكم المفاوضات العبثية والتي لن تؤدي بنا لتحقيق ما كان يصبو لتحقيقه الشعب الفلسطيني
وبحسب الرؤيا للدكتور سلام فياض بموضوعه الشامل برؤيته بحكم تجربته التي يرى من انه لا بد للبناء لمرحله جديدة بموقف فلسطيني جديد من خلال رؤية تستند إلى البناء لهذه المرحلة الجديدة من خلال استراتجيه وطنيه فلسطينيه جامعه تنهي الخلافات الفلسطينية وتقود لوحدة الموقف الفلسطيني لتحقيق الرؤيا للشباب الفلسطيني الذي هب لنصرة قضيته معبرا عن رفضه للأسلوب الذي تتم بموجبه طريقة الحكم في فلسطين ،
وان دعوة الدكتور سلام فياض لاجتماع الإطار القيادي الموحد والذي بموجبه يدعو إلى توحيد كافة الأطر القيادية لتضم كافة الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني لتضع الأسس الكفيلة للوصول للحق الفلسطيني المهدور والتوصل إلى استراتجيه وطنيه محكومة بمطالب الشعب الفلسطيني الذي هب لنصرة الأقصى بعيدا عن توجيهات الفصائل الفلسطينية وتعبيرا عن حالة الغضب للحالة التي وصل إليه الحال الفلسطيني
الدكتور سلام فياض يدعو إلى رؤيا وطنيه واستراتجيه جامعه تقود إلى تحرير ألدوله الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي مع الأخذ بعين الاعتبار للتغيرات الاقليميه والدولية وضرورة إعادة الاعتبار والاهميه للقضية الفلسطينية من خلال الاستثمار السياسي للهبة الجماهيرية الفلسطينية لتعود القضية الفلسطينية لتتصدر الاولويه في الصراعات التي تشهدها المنطقة .
وهذه المرحلة تتطلب توحيد الأطر الفلسطينية والعمل الفلسطيني بما يخدم البرنامج الوطني الفلسطيني .
هناك تشخيص دقيق وتوصيف دقيق للحالة التي عليها الوضع الفلسطيني ولا بد من الأخذ بكافة الأبعاد التي تضمنتها مقالة الدكتور سلام فياض بضرورة توحيد الجغرافيا الفلسطيني وإنهاء المرحلة السابقة مرحلة الانقسام وتراكماتها بتوحيد مؤسسات ألدوله الفلسطينية ورفض التقسيمات للجغرافية الفلسطينية استنادا لقرارات الشرعية الدولية والتي تؤسس لبناء مؤسسات دولة فلسطين ومدخلها إنهاء الانقسام وتوحيد مؤسسات ألدوله الفلسطينية بجناحيها للمحافظات الشمالية والجنوبية ،
وحقيقة القول أن الموضوع شامل في رؤيته وهو بحق يصلح لان يكون وثيقة أو خارطة طريق يستنار بها
والبناء عليها والعمل بما جاء فيها من افكار تعالج الواقع الفلسطيني وتضع الحلول من اجل الخروج من الوضع الراهن الفلسطيني .
المطلوب من جميع القوى والفصائل استنهاض القوى ومراجعه معمقه للحالة التي وصلت إليه القضية الفلسطينية والارتقاء لمستوى المسؤولية والأخذ لكافة الجوانب التي تم التطرق إليها وتضمنها الموضوع الذي طرحه الدكتور سلام فياض بجوانبه السياسية ووضع رؤية تقودنا لكيفية التعامل مع الواقع الفلسطيني ومستجدات التغيرات الاقليميه والدولية وتجاوز المرحلة السابقة للبناء للمستقبل بإطار سياسي يتجاوز أوسلو وبناء دولة


المحامي علي ابوحبله