الرد الروسي على إسقاط الطائرة الروسية في سيناء هل يغير من موازين القوى الدولية والاقليميه

بقلم: علي ابوحبله

فرضيات إسقاط الطائرة الروسية من قبل داعش أثار تكهنات حول نوع الرد الروسي خاصة وان التكهنات تفترض قيام احد عناصر داعش بوقع قنبلة شديدة الانفجار في أمتعة ركاب الطائرة ، ضابط أمريكي سابق في وحدات المشاة ل سي إن إن وحدات المشاة الامريكيه في سيناء لا يملكون ما يصدون به هجوما منسقا وقويا .الرقيب المتقاعد في الجيش الأمريكي ريتشارد غرين ، إن وحدات المشاة في ضمن القوات المتعددة الجنسيات العاملة في سيناء لمراقبة الأوضاع بين مصر وإسرائيل مسلحه بشكل خفيف .

وتابع غرين في مقابلة مع CNN على خلفية سقوط الطائرة الروسية في سيناء ووجود احتمال بأن تنظيم داعش له صلة بما جرى: "عندما سمعت بهذا الهجوم شعرت وكأنني رجعت إلى هناك، وتذكرت القاعدة حيث كنت وكيف كان الوضع ومخاوف الأشخاص هناك.. وحدات المشاة التي كانت هناك غير معقدة وليس بحوزتهم أي أسلحة بإمكانها صد هجوم منسق وكبير."وبين غرين إن أثقل الأسلحة التي كانت بحوزة الأمريكيين في تلك المنطقة كانت الأسلحة الرشاشة المثبتة على قاعدة ثلاثية .

وكان المحلل العسكري بـCNN، مارك هيترلينغ قال في تصريح سابق إن القوات الأمريكية المتواجدة في تلك المنطقة ينقصهم العتاد والعدة، في حين بين خبير بشؤون الأوضاع الأمنية في سيناء، مهند صبري أن التنظيم بالطبع يريد تبني عمليات تصب في حملته الدعائية مثل استهداف قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات والتي من بينها 700 جندي أمريكي في تلك المنطقة.

وبحسب مسئول استخباراتي في تصريح لـCNN فإن الجماعة الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" في سيناء والتي تطلق على نفسها اسم "ولاية سيناء" تعتبر أحد أكثر الجماعات التابعة للتنظيم من ناحية نمو قوتها وقدرتها على تنفيذ عمليات بعد مبايعتها للتنظيم العام الماضي .

التحليلات والتصريحات الامريكيه وآخرها تلك التي تدلل على فرضية قيام داعش بإسقاط الطائرة الروسية من خلال رصد مكالمة بين داعش في سوريا وولاية سيناء ترجح فرضية إسقاط الطائرة من خلال عملية التفجير بوضع قنبلة في أمتعة ركاب الطائرة واستبعاد فرضية إسقاطها بصاروخ مضاد للطائرات .

هذه الفرضية تؤكد على وجود خلل امني في مطار شرم الشيخ وهذا ما دفع السلطات الروسية تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ ودفع السلطات البريطانية إلى إجلاء رعاياها من شرم الشيخ ودول أخرى حذت حذو تلك الدول وهذا ينعكس على السياحة في مصر وتشكل ضربه للاقتصاد المصري .

يزور شرم الشيخ سنوياً أربعة ملايين سائح أجنبي ليأتوا إلى أجمل شاطئ على البحر الأحمر في شرم الشيخ ويبدو أن أمن مطار شرم الشيخ كان ضعيفاً جدا فالرئيس السيسي أعلن أن الجيش المصري سيطر على منطقة سيناء كلها وإذا به يتلقى الضربة من قلب المنطقة في شرم الشيخ إذ أن السياح يريدون الذهاب إلى مطار القاهرة والعودة من مطار

القاهرة إلى دولهم وتبين أن الأمن المصري ضعيف للغاية ويتلقى رشاوى من المسافرين وغيرهم لعدم تفتيش حقائبهم كما أن آلات كشف الحقائب لا تعمل جيدا وعلى الأرجح خرق تنظيم داعش عمال الحقائب أو احد التابعين للشرطة المصرية كي تمر الحقيبة التي تحتوي القنبلة دون تفتيش ومرت الحقيبة دون التفتيش وذهبت إلى طائرة الموت الروسية.

إذا كان الرئيس السيسي تلقى ضربة موجعة فإن بوتين يشعر بألم كبير بكيفية خرق داعش لمطار شرم الشيخ وتدمير الطائرة الروسية وقتل 224 روسيا في الجو ويشعر بوتين أنه وضع ثقته بجهاز الأمن المصري أكثر من اللزوم فلم يضع ضباط روس ليفتشوا الحقائب ويكونوا في صالة المسافرين والوجع يعتصر قلب بوتين بمرارة وحزن وحقد كبير للانتقام من داعش وإذا كانت أميركا بعد 11 أيلول شنت حرب أفغانستان لضرب طالبان فإن روسيا ستشن الحرب على داعش كما فعلت الولايات المتحدة ومن الآن وحتى انتهاء الجنازة المليونية في سانت بطرسبرغ ستكون روسيا جاهزة لبدء حرب من نوع جديد مع داعش وهي حظرت السفر إلى مطار شرم الشيخ وطلبت من المواطنين الروس أن لا يعودوا إلا بعد أن تكون بعثة أمنية روسية وصلت إلى شرم الشيخ وبدأت بتفتيش الحقائب وأشرفت على الحقائب الروسية وألغى ثلاثة ملايين سائح رحلاتهم إلى شرم الشيخ بعد حادثة الطائرة الروسية وتلقت مصر ضربة اقتصادية كبرى وهبطت عائداتها من 15 مليار دولار إلى 10 مليارات دولار والآن هبطت العائدات إلى 6 مليارات دولار كلها حيث ثلثها يأتي من شرم الشيخ.

ضمن الاحتياطات الامنيه الروسية أمر الرئيس الروسي بوتن أن يكون على كل طائرة روسية رجلا أمن مسلحين لقتل أي شخص يحاول خطف الطائرة الروسية ووضع رجال أمن في صالات السفر التي تستعملها الطائرات الروسية .

يبدوا أن بداية عام 2016 ستشهد صراعا ساخن وعنيف بين روسيا وداعش وغيرها من التنظيمات الاسلاميه المصنفة بالمتطرفة ، روسيا قد تقدم على خطوات غير استباقيه في ردها على إسقاط الطائرة الروسية ولن تكون داعش في مقدمة الأهداف ولربما يطال الرد الروسي دول تدعم التنظيمات الاسلاميه لان روسيا تعتبر إسقاط الطائرة الروسية اختبارا لموقف روسيا وهو ضمن عملية صراع تشهده المنطقة ردا على التدخل العسكري الروسي في سوريا واخل بتوازن القوى والحق خسائر في الدول الداعمة للصراع على سوريا .

الرئيس الروسي بوتن أعلن عن عدة مواقف توعد من خلالها استهداف أي دوله تقف مع داعش والتنظيمات الاسلاميه المتطرفة ودعمت عملية استهداف الطائرة الروسية .

اختراق الطائرة الروسية لحظر الطيران في اليمن والهبوط في مطار صنعاء بدون اعتراض من أي طائرة للتحالف السعودي وتحمل أدويه ومساعدات إنسانيه قد تكون ضمن الردود الروسية الاوليه على إسقاط الطائرة الروسية وهي تحمل رسالة تحدي للتحالف السعودي والأمريكي ضمن عملية الاستعداد الروسي للرد على إسقاط الطائرة الروسية .وقد أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن إحدى طائراتها نقلت، اليوم الخميس، إلى صنعاء شحنة بوزن 20 طنا من المساعدات الإنسانية المخصصة لسكان اليمن.وأفادت وزارة الطوارئ الروسية بأن نفس الطائرة ستنقل في طريق عودتها إلى موسكو عددا من رعايا روسيا والدول الأجنبية ممن أعربوا عن رغبتهم في مغادرة اليمن في ظروف النزاع الحالي.

الحرب بين بوتين وداعش أصبحت حرب مفتوحة وهنالك في النهاية طرف سينتصر وطرف سيخسر والخطورة في الأمور أن روسيا لا تعرف أين ستختار داعش هدفها هذه المرة وأين سيكون الهدف الروسي الذي ستضربه فيما المخابرات الروسية انتشرت في مصر وليبيا وتونس والجزائر وسوريا والعراق ولبنان لإحصاء كل المعلومات واستباق الأمور ولكن النظرية السائدة لدى بوتين هو وجوب قطع رأس داعش أي ضرب قيادتها وكل مراكزها وأن تتولى الطائرات الروسية ضربها ليل نهار حتى إنهاء داعش ولا يستبعد البعض أن تقوم روسيا بإنزال 10 آلاف جندي روسي مع دبابات تي 50 مدعومة بطائرات سوخوي 34 في الرقة وقتل واعتقال ما تستطيع من داعش في الرقة ولكن عنوان 2016 هي الحرب بين بوتين وداعش.

أما داعش فقد أخلت مدينة الرقة وانتقلت إلى الريف والى القرى الصغيرة والجبال والوديان ومع ذلك تقوم الطائرات الروسية بتصويرها لقصفها فور كبسة الزر من بوتين للانتقام.

بالنتيجة تلقت مصر ضربة موجعة جدا في اختراق أمنها في مطار شرم الشيخ وبوتين أصيب بصدمة أرسلته للحقد والمرارة والشعب الروسي زاد حبه لبوتين ومطالبا أياه بالانتقام دون هوادة وإرسال جيش روسي إلى سوريا قوامه 60 الف جندي إلى سوريا وإنهاء داعش فهل يقدم بوتين على الحرب البرية أم يبقى يقصف جوياً.

في الاجتماع الذي حصل برئاسة بوتين وحضور وزير دفاعه مع كبار القادة العسكريين تم بحث كل السبل في كيفية الانتقام من داعش وتبين ان داعش موجودة بقوة في سوريا وخاصة في منطقة الرقة إضافة إلى ريف حمص الشمالي والشرقي، وسيقوم الطيران الروسي بضرب مراكز داعش يوميا ما بين 500 غارة الى 1000 غارة ولكن بعد استقدام الطائرات من روسيا ليصل إلى مستوى تقطيع أوصال وأعصاب حركة داعش في سوريا، وعندها سيقوم الجيش العربي السوري بالاتفاق مع حلفائه حزب الله والإيرانيين بهجوم على مراكز داعش لاحتلالها ويكون بوتين قد انتقم من داعش انتقاما رهيبا.

فوروبس المجلة الدولية للرجال العظماء صنفت الرئيس بوتين كأقوى رجل في العالم ثم صنفت ميركل القوة الثانية في العالم ثم أوباما الرجل الثالث في العالم ووصفت بوتين انه الرجل الأقوى في العالم لأنه يفعل ما يريد ويتخذ القرار الذي يريد وينفذ كما يريد وبوتين متأخر بهذه النظرية وله فلسفته الكاملة في هذا الموضوع وهو قادر على الانتقام من منظمة مثل داعش ولن يترك لها اثر.

داعش تستعد وهي تقوم بحفر تحصينات تحت الأرض وإقامة مراكز حماية لها كي تحتمي من الغارات الجوية الروسية الدقيقة التي تصيب بدقة بالغة مراكز داعش، وداعش خسرت من طاقتها 30 في المائة في سوريا نتيجة الغارات الروسية لكن إذا بوتين بدأ بالغارات الجديدة ستخسر 30 بالمائة وتصبح قوة ضعيفة أمام الجيش العربي السوري وحزب الله والإيرانيين، وان الطيران الروسي سيتم تزويده بقنابل ثقيلة للغاية يصل وزنها الى طن او الف كيلوغرام والى قنابل 500 كيلو او نصف طن لتضرب بها تحصينات داعش والان تقوم الطائرات الروسية بانتظار قرار بوتين بالتصوير الجوي لكل مراكز داعش واماكنها كما انها تضرب كل قوافل داعش التي تسير على الطريق رباعية الدفع ولا تتركها تتحرك في منطقة الرقة ولا في ريف حمص ولا في ريف حماة.

ويريد بوتين الانتقام من هزيمة روسيا امام طالبان في أفغانستان فهو لا يقبل ان ينهزم الاتحاد الروسي امام داعش في سوريا لذلك فهو يرسل دبابات ت 90 الحديثة والجبارة الى مرفأ اللاذقية بكثافة كما ارسل صواريخ ارض – جو لتحمي القاعدة الجوية ومراكز الجيش الروسي الذي وصل عدده الى 4 الاف جندي روسي حتى الان.

وفي الوقت الذي تقوم فيه الطائرات الروسية بالتصوير وتحضير أماكن الغارات وتحضّر بنك الأهداف الذي ستقصفه فان روسيا أصبحت الان تملك حوالي 4 الاف هدف للقصف الجوي وهي تريد الوصول الى 10 الاف هدف لداعش من اصل 12 الف هدف لها في سوريا، وتدمر الـ 10 الاف هدف داعشي في سوريا تدميرا كاملا.

الولايات المتحدة تخشى ان تشن روسيا هذه الحرب الشعواء وتظهر أن الجيش الروسي وطائراته استطاعا تدمير داعش فيما التحالف الدولي بـ 68 دولة برئاسة أميركا لم يستطيعوا تدمير داعش خلال سنة ونصف وهي تمنت على بوتين ان لا يشن هذه الحرب على داعش وتمنت عليه أن لا يقوم بحرب شاملة في سوريا ضد داعش وضد جبهة النصرة لكن بوتين ابلغ أميركا انه سيقوم بحربه ولن يتراجع عن ذلك وهو من اجل هذا الأمر أرسل 25 جنرالا إلى سوريا ليقودوا المعارك من غرف عمليات 4 غرف عمليات في دمشق وفي حمص وقرب حلب وفي الحسكة وفي القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية،

الحملة الروسية قد تبدأ بمجرد إعلان التقرير الرسمي عن سقوط طائرة روسية. وقد وصل حتى الآن من أصل 50 طائرة روسية 20 طائرة ويتوقع بوتين أن يصلوا الـ 50 طائرة إلى القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية خلال شهر لكنه استباقا للأمور أرسل حاملتي طائرات قبالة الشاطئ الروسي تحملان حوالي 80 طائرة جوية من سوخوي 34 للبدء بقصف مراكز داعش، وإذا استطاع بوتين تدمير داعش في سوريا يعني ذلك أن كل الموازين قد انقلبت ويعني ذلك أن الأسطورة التي اسمها داعش دمرها بوتين وهذا ما لا تريده الولايات أن تبديه إلى روسيا وبوتين أن يكون الزعيم العالمي الذي دمر داعش

بوتن في كلامه للقادة العسكريين لا تعودوا من سوريا إلى روسيا إذا لم تدمرا حركة داعش وتنظيم الدولة وجبهة النصرة لكن أريد منكم رأس داعش مقطوعا وابلغهم أن كل القوى العسكرية موضوعة في تصرفهم خاصة الصواريخ العابرة للقارات التي يمكن أن يطلقها من روسيا على سوريا وتعبر البحر الأسود ثم إيران ثم العراق فسوريا.

ولدى بوتين حوالي 35 ألف صاروخ بالستي يحملون 3 طن متفجرات كل صاروخ يمكنه أن يطلق منهم حوالي 100 صاروخ على مراكز داعش لتدمير مراكزها والمعركة اليوم تقف أمام مفصل أساسي وعلى خط الزلازل فإما داعش تستطيع تدمير طائرة روسية وتسقطها وأما روسيا دولة كبيرة قادرة على الانتقام وقادرة على الرد بعنف بشكل ينهي داعش.

المعركة واضحة، إما بوتين وروسيا يقفان بقوة ضد داعش وينتهي الامر مع داعش الى تدمير كل مراكزها وإما أن تبقى داعش قوية في سوريا وتهزم الجيش الروسي وهذا هو عنوان المعركة القادمة، بوتين او داعش وسنشهد خلال الشهرين القادمين معارك عنيفة وقصف جوي وصواريخ بالستية لم يشهد مثلها الشرق الأوسط في تاريخه كله.

إن الآتي أعظم وان الحرب بين روسيا وداعش مفتوحة وسيضرب بوتين في ليبيا داعش وحتى الآن الولايات المتحدة ترفض أن تأتي الطائرات الروسية إلى العراق لضرب داعش لكن أميركا ترفض كليا دخول الطائرات الروسية العراق لذلك ستكون المعركة محصورة في سوريا وجرود القلمون ولأول مرة سنرى الطائرات الروسية تدخل الأجواء السورية وتقصف كل المناطق التي فيها داعش.

إسقاط الطائرة الروسية قد تغير من موازين القوى ألاستراتجيه الدولية والاقليميه لان روسيا ستلقي بثقلها العسكري في سوريا والمنطقة وتقود حربا يخشى أن تتحول لحرب عالميه ثالثه بفعل انعكاس الحرب على داعش لتطال دول إقليميه في المنطقة تغير من الخريطة السياسية ومن طبيعة التحالفات ألقائمه وهذا ما يجعل أمريكا وحلفائها في حالة استعداد وتيقظ من خطورة ما قد تشهده المنطقة من صراعات هي في طريقها للحسم مما ينعكس على منطقة الشرق الأوسط وأمنها الإقليمي.

بقلم/ علي ابوحبله