مدلولات الشعار الرسمي للذكرى الـ11 لاستشهاد الشهيد ياسر عرفات ...

بقلم: مازن صافي

الشهيد ياسر عرفات ، بكل المحطات والمسميات والألقاب التي رافقته في مسيرته الثورية، ظهر بعيون تنظر الى القدس وأراها بين عينية، ملامح وجهه تأسرك تجذبك تشدك كما كان دوما، تعتقد انه حزين وكأنه يعيش اللحظة معنا في ملحمة فلسطينية مقدسة، وتعتقد أنه يفكر بعمق في كل خطوة منذ عيلبون وتستمر الثورة،  ثورة المخيمات، ثورة اللاجئين، ثورة تحمل رايات التحرير والعودة لتقضي على التشرد والشتات ، وملامحه كل ذلك، وقاد أبو عمار مسيرة الفعل الميداني، و كل المراحل التي عاشها النضال الفلسطيني، وناضل معه الآلاف من السائرون حتى التحرر والحرية.

 شعار إحياء الذكرى السنوية الحادية عشر لاستشهاد القائد المؤسس ياسر عرفات " أبو عمار" له مدلولات عديدة، قبة الأقصى في أعلى الشعار تحتضن مدينة القدس، وهي المكان المقدس الذي يربط كل العالم الإسلامي والعربي بهذه البقعة الجغرافية العزيزة على قلب كل من يشهد بأن لا اله إلا الله محمدا رسول الله، ولأنها  قلب  القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، القدس التي حوصر من أجلها، وتم اغتياله بعد حصار  ظالم،  ولازالت وصيته حاضرة أمام كل فلسطيني بأن يدفن في ثرى القدس، وسوف تتحقق هذه الوصية الأمنية إن شاء الله.

وعلى اليمين يظهر في الشعار علم فلسطين،  وتظهر ألوانه التي تعبر عن الطموح الفلسطيني فظهر اللون الأبيض ، والأسود والأحمر والأخضر، والجدير بالذكر أنه في 15 نوفمبر 1988، تبنت منظمة التحرير الفلسطينية العلم ليكون علم الدولة الفلسطينية التي أعلنها الشهيد القائد الرمز ابوعمار في الجزائر عام 1988،  وليرتفع شامخا خفاقا فوق الأمم المتحدة في عهد الرئيس القائد محمود عباس في الانتصار التاريخي في 29/11/2012، وتتويجها لجهود الرئيس أبومازن والقيادة الفلسطينية وللتضحيات الجسام لشعبنا الفلسطيني رفرف علمنا الفلسطيني خفاقا عالياً في الأمم المتحدة بجانب أعلام دول العالم وذلك في 30/9/2015.

وعلى الجانب الأيسر وكأنه القمر المضيء كان شعار العاصفة على امتداد علم فلسطين بحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح"، ولأنها فتح التي رفعت صوتها ببندقيتها دائما وهتفت نادي فلاسفة السلاح ورددي عاشت رجال الفتح عاصفة القتال فكانت البندقية حاضرة في قلب شعار العاصفة الشعار، وكطائر الفينيق واسفل الشعار، ظهر الفلسطيني الملثم بالكوفية الفلسطينية  كرمز وطني لجميع الفلسطينيين، وكما قالها عنها دائما أبوعمار ( هذه كوفية العرب  ان سقطت سقط العرب ) وصورة الشاب الملثم بالكوفية، هو من كان  في عمر الأشبال والزهرات حين قالها عنه أبوعمار واثقا: "سيرفع شبل من أشبالنا ,او زهرة من زهراتنا , علم فلسطين , فوق أسوار القدس , ومآذن القدس , وكنائس القدس"، فها هو الشبل أصبح اليوم مقاوما للاحتلال ويتقدم الصفوف ولا يهاب الموت، ويحمل "الشُديدة" المقلاع في يده دلالة على استمرار المقاومة الشعبية الفلسطينية، فلا مكان للاستسلام. وان بزوغ الفجر قادم ان شاء الله، ولهذا فإن #غضبة_القدس، حاضرة مستمرة اليوم بعنفوان الشباب.

ويظهر الرقم الحزن (11) ليأخذنا الى ذلك اليوم الحزين، يوم 11/11/2004 يوم أعلن استشهاد قائد فلسطين وختيارها، وفي ذلك اليوم الحزين جدا بكاه الكبار والقادة وكل شعبنا الفلسطيني والعربي وخيَّم الحزن عميقا في العيون والقلوب، وهنا تحضرني كلمات الشاعر الراحل محمود درويش وهو يكتب عن الشهيد الخالد في قلوبنا أبوعمار (قد يحتاج التاريخ الى وقت طويل لترتيب أوراق هذا الرجل - الظاهرة. لكنه سيمنحه رتبة الشرف في علم القدرة على البقاء منذ الآن ).

شعار في الذكرى الأليمة الحادية عشر لاستشهاد الرمز أبوعمار نعترف أنه من الصعب أن تفارقنا تفاصيله، و أن يرحل عنا وعن ثورتنا وحركتنا وجماهيرنا ووحدتنا وقوتنا وعزمنا الأكيد على مواصلة النضال ضد الاحتلال حتى انسحابه الكامل من أرضنا المحتلة وقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتنا القدس.

 وفي النهاية لا يسعني إلا ان أقول لمن صمم الشعار ومن قام على وضع زواياه والقضايا التي بني عليها شكرا جزيلا من القلب، شكرا لكم من كل فلسطيني وفتحاوي لهذا الشعار شعار الذكرى الــ11 لاستشهاد الرمز ياسر عرفات.
--

د.مازن صافي