بعد ايام قلائل لا يمر حدثها وتاريخها في حركة النضال الوطني الفلسطيني مرورا عابرا فهو رقم 11 يا وحدنا يا وحدنا ، وهو القرار الصعب والعودة للاصول النضالية والكفاحية لحركة النضال الوطني الفلسطسني، رقم 11 في التاريخ الفلسطيني ليس فقط في تعداد الايام والاشهر والسنوات بل هي ارقام تتجدد فقد فيها الشعب الفلسطيني مؤسس حركة التحرر الوطني الفلسطيني، الجامع لا المفرق ، والخلاف على قاعدة الاتفاق، هذا هو ابو عمار والتي يترقب كل افراد الشعب الفلسطيني يوما للكشف عن من تامروا عليه وانقشاع سر اغتياله بمؤامرة اقليمية دولية اشترك فيها ضعاف النفوس لينهوا مرحلة ولتبدأ مرحلة من الفشل والترهل والانقسام.
الاب الروحي لحركة التحرر والنضال الوطني، وعلى قاعدة الجمع لا الطرح والتي يقرها الجميع وطنيا واسلاميا، يجب ان لا يكون محل مناكفة واللعب في المياه العكرة، فهد ابو عمارالذي يجب ان لا تعكر ذكراه ، وخاصة ان شعبنا سئم التشرذم والملاطشات والحجج والمبررات لتكون ذكراه وعلى اوسع قاعدة للتفاعل على المستوى الشعبي والرسمي لكل القوى الوطنية والاسلامية.
لنفهم سلوك ابو عمار من حيث بدأ ومن حيث انتهى ورحل ، فهو لم يقبل الفشل ولم يذعن لليأٍس ولم يركع للاملاءات الخارجية ، وعندما شعر ان طموحات شعبه محل تامر " صرخ صرخة مدوية اهتزت لها مأذن وكنائس القدس "" عالقدس رايحين شهداء بالملايين"
لم يكن الشعار الذي طرحه ابو عمار مجرد شعار فقط للاستهلاك، او لكسب شعبية ، وخاصة ان هذا الشعار كان يعني لابو عمار الشهادة التي تمناها واستجاب الله له في امنياته.
كان الشعار شعارا مقاوما بامتياز ، ونضوجا لحاجيات المرحلة ، امام خداع اسرائيلي واستطيان وتامر على منطق الدولة الفلسطينية والحقوق الفلسطينية، ويعتبر بمثابة برنامج عمل لثورة ومقاومة على مستوى كل القولى الفلسطينية وطنييها باسلامييها.
نعم بعد 11 عام فعلا اهتزت ماذن القدس تجاوبا مع النداء وللمرة الثانية بعد الانتفاضة الثانية ليخرج شباب فلسطين وبدون حسابات سياسية وارتباطات امنية او اتفاقيات مع الاحتلال ، خرجوا بالسكين وبصدور عارية ، ولبوصلوا رسالة لابو عمار : ها نحن شباب فلسطين نلبي النداء رغم المعوقات الجمة ولنكسر كل الحواجز ولنذهب شهداء من اجل القدس وحلم الدولة والاستقلال والحرية .
لقد توحد شباب فلسطين وبدون اعباء سياسية وفصائلية في القدس والخليل ونابلس وطول كرم وجنين ورام الله والمخيمات وغزة من شمالها الى جنوبها وفي الجليل المحتل والنقب لمواجهة الاحتلال وليعيدوا من جديد صناعة الرافعة للمؤسسة السياسية الفلسطينية على المستوى الدولي والاقليمي ، وفي انتظار ان تصنع تضحياتهم وحدة وطنية وبرنامج سياسي واحد، ولمقاومة شعبية ليكون سقفها السياسي دحر الاحتلال وكنس الموستوطنات واقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.
في هذه الذكرى التي تحمل معها كل معاني التضحية واستشعار الخطر الذي اصبح حقيقة ماثلة امام الانقسام والمنفسمين واضمحلال في تناول بدائل ناجعة توحد الشعب وتوحد فصائله وتوفر كل الطاقات ، يجب ان تكون تلك الذكرى ليس مهرجانا ينتهي بوقت زمني بل يجب ان تكون تلك الذكرى بداية سلوك انضباطي لكل الاطر الوطنية ونسيان الخلافات والمصالح الذاتية ، فابو عمار وتحت رايته وصرخته من شرفة المقاطعة يجب ان تبقى مدوية ومستمرة تستنهض فينا كل معاني العطاء والوحدة والانسجام الداخلي وبجب ان تكون قاعدة ثقافية لمرحلة ، يهدد فيها الاحتلال كل ثقافتنا وتجربتنا وتاريخنا وشهدائنا واسرانا وحقوقنا.
يجب النزول عن الكرسي العاجي الذي زهده ابو عمار ..... فعندها نتقدم فلماذا لا تكون تلك الذكرى حافزا لمشاركة فصائلية من القوى الوطنية والاسلامية جمعاء لاحياء تلك الذكرى، وعندها سيحترمنا الجميع اقليميا ودوليا ، وسيعرف العدو ان الفلسطينيين جبهة واحدة موحدة ، وسيفرض هذا الواقع اوراق سياسية جديدة ومعطيات سياسية جديدة وبالتاكيد نتائج جديدة.
ولتكن صرخة ابو عمار"" عالقدس رايحين شهداء بالملايين هي سلوكنا ونهجنا مستقبليا ، وهكذا يكون الوفاء لابو عمار ولفلسطين ولقضيته العادلة.
سميح خلف