ذكرى ابو عمار ووحدة حركة فتح والمصالحة الفتحاوية

بقلم: سميح خلف


مع اقتراب ذكرى الرمز ابو عمار ومع ما اوردته وكالات الانباء عن جهود مصرية لرأب الصدع الداخلي في حركة فتح، ومحاولة جمع قطبي الحركة محمد دحلان وابو مازن، وبتوصيات مصرية قادها الرئيس السيسي وجهاز المخابرات العامة في مصر ، استبشر الفلسطينيون بهذا اللقاء الهام التي نتائجه ستنعكس على الوضع الداخلي الفتحاوي بل على الايقونة الوطنية وسيكولوجيا الشارع الفلسطيني من طموحات وامال تنفرج فيها الازمات الوطنية والاقتصادية وبالتحديد على قطاع غزة المحاصر الذي يعاني من مشاكل وتعقيدات مركبة.
حضر القائد الفتحاوي دحلان على متن طائرة خاصة من الامارات تجاوبا مع النداء الوحدوي والذي له عمق في ادارة الازمات وطنيا واقليميا وما طرحه الرئيس السيسي بوجوب انهاء العبث في المصلحة العليا للشعب الفلسطيني ، هذه المصلحة التي تترجمها انهاء الخلافات بين عباس ومحمد دحلان والتي نتجت عن عدة قرارات اصدرها الرئيس بحق عضو اللجنة المركزية والنائب عن كتلة فتح محمد دحلان، ووقف الحملات الاعلامية من الجانبين.
انعكست تلك المبادرة المصرية على نفسية الشارع الفلسطيني وبدأت القلوب تخفق منتظرة اعلان المصالحة التي بالتاكيد سيكون لها وبوجود محمد دحلان من جديد في دائرة القرار الوطني الفتحاوي من رؤيا شابه لاصلاحات حقيقية على المستوى الحركي والوطني التي قد تستبعد كل من يروق له تعكير التوجه للوحدة الوطنية واعادة الحياة للمؤسسات التشريعية للشعب الفلسطيني والذي بادر قبلها بايام باصدار بيان من كتلة فتح البرلمانية تناشد "" فخامة الرئيس "" بعقد جلسة للمجلس التشريعي.
تجاوب السيد محمد دحلان مع الطرح المصري وبلا شروط ولادراكه بخطورة المرحلة وما توجهه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وفتح باعتبارها طليعة الشعب الفلسطيني واكبر تنظيم وتجربة في تجربة الشعب الفلسطيني المعاصرة ، لم يطلب السيد محمد دحلان موقع او الرجوع للمركزية بل قبل باي دور يخدم فيه ابناء شعبه وقضيته في وقت تتغول فيه اسرائيل على كل شيء في الحياة الفلسطينية وعلى الارض الفلسطينية .
اتت ذكرى ابو عمار وكالعادة تم استثمارها عاطفيا وبدون ادراك المؤشرات الوطنية التي يتبغي ان يؤخذ بها واسترشادا بالظروف السياسية والامنية الوطنية التي استشهد من اجلها عرفات.
مرت ذكرى ابو عمار وما زال الجمبع ينتظر ان يخرج المتحدث الرسمي باسم فتح او المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية ليعلن اتمام المصالحة بين القائدين، وما انسبها بالزمان والمكان والظرف والذكرى لينجز نصر داخلي له ابعاد وطنية في هذا اليوم العظيم .
كثير من الاتصال من شباب فلسطين الذي يتوق للوحدة وانهاء مظاهر الانقسام تسأل عن ما وصلت اليه المصالحة ، ولكن مع مرور الذكرى بدأت القلوب تحمل نوعا من اليأس وخاصة ان الانسب ان تعلن المصالحة في ذكرى رحيل القائد والرمز عرفات فكانت لتؤتي مواقعها الاعتبارية والمعنوية لدى الشعب الفلسطيني.
اعتقد وما اوضحته بعض الانباء بان فريق الرئيس قال سيدرس الامر مبدئيا ، ونعتقد ان تلك المطوحة والتردد لا ينبغي ان يكون وخاصة ان القائد محمد دحلان لم ياتي بمظلة على حركة فتح كبعض الاخرين ولم ياتي من جزر الهنولولو ، فدحلان رجل حركي ووطني بامتياز وهو يعبر عن قاعدة عريضة في الحقل الفتحاوي والوطني لا يتمتع بها الاخرين.
مرة اخرى عندما ياتي دحلان تجاوبا وبدون شروط تعني ان الكرة في ملعب الاخرين وسيتحملون المسؤلية التاريخية في اي تباطؤ او تلكؤ او اي مبررات وتعليلات ، فاصبح الظرف لا يسمح بالتلاعب ولان سيف الاحتلال وطغيانه تجاوز كل حدود بالاضافة الى ان هناك معضلات امام الشعب الفلسطيني وازمات قد تعيق صموده امام الة الاحتلال.
ما زلنا ننتظر رأب الصدع بين القطبين والقائدين ، لتعود وحدة فتح واقعا وليس شعارا ، فالجميع في الانتظار
سميح خلف