كيف يمكن لفريق رام الله طرد الخوف مما قاله دحلان وهذه الكلمات المقتضبة التي صعقتهم وقامت قردتهم ولم تقعد في ذاك الفريق التطبيلي المرتبك والضعيف اعلاميا وسياسيا والذي لم يتحمل كلام منطقي وطني حريص على الوحدة الفتحاوية والوحدة الوطنية في وقت بات الانكشاف السياسي التفاوضى الفاشل عشرين عاما يضرب أعماق فريقهم ويضرب أعماق القضية الوطنية تحت إدارتهم في مقتل سكين الشباب المنتفضين الذين ما انفكوا يرسلون رسائلهم قبل التوجه لعملياتهم بأنهم لا يمثلون أحزابا ولا جهات السلطة.
الخوف غريزة كامنة في النفس الانسانية تنمو لظروف معينة من ضمنها فوبيا الاتهام الباطل او شهادة الزور بحق شخص قوي العزيمة قادر على الردع السياسي والدبلوماسي والقضائي لمناوئيه.
هذه الحالة من الخوف التي نمت لدى هؤلاء القلقين المعدودين على أصابع اليد الواحدة في رام الله بسبب الشك الدائم والخيال المتفاعل لدى هؤلاء مما فعلوه ويفعلوه بحق دحلان والشك والخيال هما ظرفان ملائمان للخوف الدائم.
والبديهية العلمية تقول إن "المفاجأة" هي أخطر أسباب الاثارة لهؤلاء الخائفين والخوف ليس أمرا معيبا بل العيب هو في استمرار الخيال المريض الرافض لتصديق التسامح من العنصر المتسبب في حالة الخوف التي تجتاحهم وكثيرين مثلهم من أصحاب المصالح التي تتفاوت عندهم الاثارة تبعا للعوامل البيئية والجسمية والنفسية ولذلك هم لم يصدقوا ولا يريدوا أن يصدقوا الأمان الذي منحهم إياه دحلان لما قاله بأنه متسامح مع كل من أساء إليه فداء للقدس وياسر عرفات.
هل هذا الكلام الذي قاله هو الذي تسبب بالمفاجأة وأشعل بركان فريق رام الله ليعيدوا الهجوم على دحلان ؟ فماذا به من إساءة لهؤلاء سوى الحالة المرضية التي يعيشونها ويذكرهم بتسامحه معهم بفشلهم فكيف يقرأ هؤلاء الخائفين كلام من ذهب جاء في وقته لكنهم على ضلال فلا يصدقون !!
هذا خلاصة ما قال دحلان :
"كل من اساء لي انا متسامح معه و أرجو ان نكون على كلمة رجل واحد من اجل الاستمرار ومن اجل تسليم الاجيال القادمة الحد الادنى من المنجزات بدل من ان يتم تسليمهم ركام و وبقايا سلطة وبقايا منظمة و بقايا نظام سياسي"
هذا الرفض الاعمى المتعصب بطريقة غريبة يدعو للشفقة فالمهزوم والخائف لا يؤجل مؤتمر تنتظره قواعد فتح ويؤجل المجلس الوطني بعد انكشاف التلاعب في صلاحياته ولا يتشنج عندما تتاح فرصة المصالحة إلا الخائفين من التغيير.
أشفقت على من يتحدثون عبر فضائياتهم وليس لديهم إلا اجترار ما قالوه سابقا فازدادت شعبية دحلان وحزنت على مفردات ليس هي مفردات فتح التيار الوطني المركزي في منظمة التحرير القوية الهادرة المحفوظة غيبا عند المناضلين الحقيقيين الذين لا يتلعثمون بتركيب الجمل وأمامهم ما كتبوه ولكنهم غير متمكنين من ادعاءاتهم فيبهتون ويضيفون لخسارتهم ومن يتقمصون دور الدفاع عنهم خسارة جديدة فيسيئون لهم أكثر ..
الكرة مازالت في ملعب الرئيس في المصالحة الداخلية في فتح والمصالحة الوطنية مع حماس وهو المسئول الأول عن ما جرى ويجري وسيجري .. أما الخائفون المتفاجئون من تسامح دحلان فعليهم طرد الشك الدائم والخيال المتفاعل بالخوف فالنوايا للتسامح صادقة وعليهم رؤية الغد بعين ثاقبة قبلما يفاجئهم المخاض.
د. طلال الشريف
20/11/2015م