بسم الله الرحمن الرحيم
منذ مطلع العام الماضي 2014 ، وحتى اللحظة ، ومع دخول ( ثورة وانتفاضة القدس ) شهرها الثالث ، فقد شهدت وتشهد القدس ، والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة تصاعداً تدريجياً واضحاً ، كبيراً ومستمراً في حجم ومستوى الهجمة العدوانية الصهيونية ضد شعبنا الفلسطيني الصامد ، بالتزامن مع التصاعد الخطير في مسلسل الاعتداءات والاقتحامات الصهيونية المنُتَظمة والمنهجية ضد المسجد الأقصى المبارك ، والحرم القدسي الشريف ، وكذلك تصعيد وتكثيف القمع الصهيوني ضد أبناء شعبنا المرابطين في القدس المحتلة وخصوصاً في البلدة القديمة ، وبالتزامن مع هذا التصعيد الصهيوني ضد حرمة وقداسة المسجد الأقصى المبارك ، والاقتحامات اليومية المتكررة من إرهابي ومجرمي قطعان المستوطنين بحماية ضباط مخابرات العدو ، ,اجهزة أمنه ، وجنوده وعناصر شرطته للحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك .
وفي ظل مثل هذه الانتهاكات اليومية لحرمة وطهارة مقدساتنا الإسلامية ، وتكثيف عمليات التهويد والاستيطان في القدس المحتلة ومحيطها ، وغالبية مناطق الضفة الغربية المحتلة ، وكذلك في ظل محاولات العدو المستميتة لتمرير وتكريس التطبيق العملي للتقسيم الزماني للحرم القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك بين المسلمين والمغتصبين اليهود الصهاينة المحتلين لأرضنا وقدسنا ووطننا ، والتهديد اليومي بهدم المسجد الأقصى المبارك ، وإقامة مكانه الهيكل اليهودي / الصهيوني المزعوم / المكذوب ، واستمرار العدوان الصهيوني بأشكالٍ مختلفة ضد قطاع غزة الصامد ، وخصوصاً استمرار الحصار عليه للعام الثامن على التوالي ، وتواصل عمليات القصف ضد العديد من المواقع والأهداف في القطاع ، واستمرار عمليات التوغل والاجتياحات البرية في العديد من المناطق الشرقية للقطاع ، والتي تكون مصحوبةً في الغالب بإطلاق النار من الرشاشات الثقيلة والمتوسطة اتجاه المزارعين والمواطنين ، وبعمليات لتجريف الأراضي الفلسطينية المحاذية للجدران الفاصلة والأسلاك الشائكة العازلة ، والتي تفصل ما تَبَّقَّى من قطاع غزة بمساحته الحالية ، وبين المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 كان من الطبيعي جداً أن ينفجر غضب الجماهير الفلسطينية داخل القدس المحتلة ، وفي الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل ، وكذلك في قطاع غزة المحاصر ، ضد الاحتلال الصهيوني ، ثأراً للكرامة الفلسطينية ، ودفاعاً عن العرض والشرف ، ودفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف ، وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة ، وفي كل فلسطين التاريخية ، من فلسطين المحتلة ، الطاهرة / المباركة / المقدسة ، ورغم كل محاولات الاحتلال الصهيوني الإرهابي / النازي لتدنيس طهارتها ، والمساس بقداستها ، وتغيير ملامحها الحضارية / العربية / الإسلامية / الشرقية / الفلسطينية ، وتحديداً من أقصى جنوبها الساحلي الغزي ، المشتعل ثورةً ، ومقاومةً ، وصموداً ، ورباطاً ، وصبراً ، وعزةً ، وشموخاً ، رغم كل أشكال المعاناة والحصار والأحزان ، والآلام التي يعيشها قطاع غزة الصامد الشامخ ، أتوجه لكم أحبتي أبناء شعبنا الفلسطيني العزيز الغالي ، داخل فلسطين المحتلة ، وفي مخيمات الشتات ، وفي المنافي القريبة والبعيدة ، وفي سجون العدو الغاصب ، وإلى جميع أبناء أمتنا الإسلامية والعربية باحر التهاني والتبريكات بانطلاقة انتفاضتنا الفلسطينية الثالثة الموعودة والمنتظرة ، الانتفاضة الشعبية الجماهيرية الشاملة ، ونرجو أن تنجح الانتفاضة المباركة وجماهير شعبنا في فرض تجسيد وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة على كافة الفصائل ، والتيارات ، والقوى ، والجماعات والمجموعات الكثيرة ، وأن ينتهي الانقسام المؤسف الأسود ، بالتماس مع الغضب الجماهيري والشعبي دفاعاً عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك من دنس الاحتلال الصهيوني الاستيطاني المجرم ، ودفاعاً عن الكرامة الفلسطينية والعرض والشرف ، والأرض والوطن ، والوجود الفلسطينية ، والكيانية الوطنية الفلسطينية ، ومن أجل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية ونرجو كذلك وبالتماس مع انتفاضة الكرامة الفلسطينية والعربية والإسلامية ، أن تتوقف كافة مخططات الفتنة في المنطقة العربية والإسلامية ، وأن ترتد إلى نحور جميع من أطلقها ، ومولها ، ودعمها ، وكل من كان له دور في اشعال فتيل نيرانها الملعونة ، وتسعير أوارها بين أبناء أمتنا العربية والإسلامية ، وأن يتوقف نزيف الدم العربي والإسلامي في كافة البلدان والمناطق العربية والإسلامية ، من العراق إلى سوريا ، ومصر فليبيا والسودان ، إلى اليمن وتونس والجزائر ، والصومال وتشاد والنيجر وغينيا ، ومن أفغانستان ، حتى الباكستان ، ومسلمي بورما ، وكل بقعة في العالم يسيل فيها الدم العربي والإسلامي ، لأننا ندرك تماماً أن إثارة الغرب وأميركا والكيان الصهيوني ، وأدواتهم المحلية والإقليمية في منطقتنا ، لهذه الفتن في صفوف وكيانات الأمة ، إنما الهدف الأساس منها ، هو إلهاء وإشغال جميع الشعوب والدول العربية والإسلامية عن التماس المباشر مع القدس والمسجد الأقصى المبارك ، وفلسطين ، والتي هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ، واستفراد العدو الصهيوني بالقدس والمسجد الأقصى المبارك وفلسطين والشعب الفلسطيني ، وهذا ما حدث بالفعل خلال السنوات الماضية ، ومازال مستمراً حتى اللحظة ، ولذلك كان لابد لجماهير شعبنا الفلسطيني البطل ، أن تتقدم صفوف الأمة كلها ، والإمساك بزمام المبادرة من جديد ، حتى تعيد للقضية الفلسطينية مركزية موقعها في قلب ، وسياسات ومواقف وأفعال وحركة الأمة شعوباً وأنظمة وحكام ، وأن يتقدم الفتية والشبان الفلسطينيين الأبطال ، والفتيات والحرائر الفلسطينيات الماجدات ، الصفوف للدفاع الفوري الأسطوري عن حرمة وقداسة وطهارة ومكانة وخصوصية المسجد الأقصى المبارك ، والحرم القدسي الشريف ، والقدس الشريف .
ونسأل الله تعالى أن يَمُن بالفرج العاجل على أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال ، وأن يفك أسرهم ، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل ، وأن يلقي نسائم رحمته على أرواح شهداء وشهيدات فلسطين الأبطال / الأطهار / الأنقياء .....يارب كن لفلسطين والفلسطينيين ، كن عوناً لهم يا الله ياعظيم ، في مواجهة أعتى أشكال الشر والظلم والإفساد والعدوان والتوحش ، اللهم ياناصر المستضعفين ، وقاصم الجبارين / المستكبرين / الظالمين / المفسدين / العتاة المجرمين ، إُنصر يارب عبادك المظلومين الصابرين المستضعفين المرابطين المجاهدين في فلسطين ....
بقلم د.محمدأبوسمره
مفكر ومؤرخ إسلامي / فلسطيني ـــــ فلسطين المحتلة / غزة
رئيس الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين ( الوسط ) ، ومركز القدس للدراسات والإعلام والنشر .
البريد الإليكتروني [email protected]