ثمة نضوج اصبح متوفرا لاستيعاب المرحلة وتعقيداتها وضروريات الوحدة الفتحاوية لدى الكادر والقاعدة الفتحاوية بعد سنوات من شرخ مصطنع وانقسام افقي وعمودي في هيكليات فتح ومؤسساتها واطرها من القمة للقاعدة ، لا نريد هنا ان ندخل في مسببات هذا الشرخ والانقسام والقرارات التي ادت لذلك بقدر ما نريد ان نؤكد بان الاجماع الفتحاوي نحو المصالحة هو المؤشر الحقيقي لمطلب اصبح ملحا وطنيا وحركيا وقوميا ، وبعيدا عن بعض الاصوات التي تحاول ان تفشل اي مساعي لرأب الصدع الداخلي في الحركة ، فجميع الاصوات الشريفة بدأت تتحرك وتضغط لانجاز فتحاوي سيسجله التاريخ في سجلات الحركة الوطنية الفلسطينية وان انجز .
ان سلوك التلكؤ وعدم الاستجابة للمطلب الوطني والمطلب الاقليمي وبالتحديد التي تقوم به جمهورية مصر العربية قد يعطل حركة الزمن في انجاز مصالحة على المستوى الفلسطيني الفلسطيني وعلى مستوى افق تحرك دول الاقليم لفك الحصار عن غزة وعلى قدرة دول الاقليم من وضع معالجات للمتغيرات التي تفرضها دولة الاحتلال على الارض في القدس والضفة الغربية.
ان ما يقوم به القائد الفتحاوي والوطني محمد دحلان ومنذ شهور ومتعاليا على الجراح واقاويل الناعقين من مواقف ايجابية البناء عنوانها والتسامح ووحدة فتح هو الاراك الفعلي لخطورة المرحلة ومؤثراتها على مستقبل فتح والحركة الوطنية الفلسطينية وبعدها وتشابكها مع معطيات الصراع مع الاحتلال ومستقبل ما تبقى من ارض الوطن ومستقبل السلطة ومنظمة التحرير التي فتح تمثل عمودها الفقري.
ينتظر الجميع ان تعلن مصر انجاز المصالحة وقبل انعقاد المؤتمر السابع لفتح لكي يمثل هذا المؤتمر كل ايقونات فتح وبعيدا عن لغة الاستفراد والاقصاء وعناوين الحسابات الضيقة لتخرج الحركة قوية تمكنها من حل شفرة معضلات ومأزق المشروع الوطني بشقيه على المستوى الوحدة المجتمعية وابعادها الثقافية او على مستوى البرنامج والمراجعات التي يجب ان تحدث له.
الوحدة الفتحاوية لفتح الموحدة مطلب لا تراجع عنه مهما حاولت بعض الاطراف التعليل والتبرير والتلفيق لعدم انجازها متمسكة بسلوك الماضي الذي يجب ان يغلق وينتهي فالمستهدف الان الكل الوطني بل الايقونة الفلسطينية جمعاء ، ان التهدئة مطلوبة الان بكل اوجهها الاعلامية والتحريضية وصياغة خطاب موحد يدعو للوحدة وانهاء الانقسام الداخلي ، ولكي لا يجد الانفصاليون ما يتغنوا به ولكشفهم باكثر وضوحا امام الشعب الفلسطيني والعربي .
ان محطة الانتظار مطلوبة الان وبشدة ، ولكن تلك المحطة ربما لن تطول امام المماطلة والتقوقع في خنادق الماضي وسلوكياته فربما تاتي المتغيرات التي قد يصنعها الانقساميون والانفصاليون من احداث وقرارات تكرس الماضي بنرجسياته وفشله قد تدعوا ابناء الحركة الى الاخذ بخيارات اخرى انقاذا لفتح وللبرنامج الوطني .
بلا شك ان الاعلام الحركي منقسم في خطابه ولهجته وهنا نؤكد على الايجابيات والمواقف الملتزمة والمنضبطة التي يقوم بها الاعلام المنحاز للغة المصالحة والاصلاح في فتح وغير متجاوبين مع لغة الاستفزاز والجمل الغير لائقة التي يستخدمها بعض الموتورين والذين يعانون من ازمة داخلية قبل ان تكون مع ازمة فتح وانقسامها الداخلي ، فقطار الوحدة الفتحاوية ماض للامام ولان فتح هي حركة الجماهير وارادتها وطموحاتها .
وهنا نحذر من استمرار الوضع كما هو عليه قالمتاح اليوم ربما لم يتاح غدا ويجب ان يدرك الجميع لغة العقلاء فحركة الزمن لا تتوقف عند نرجسيات او مطالب انفصالية او مجموعة من الافراد تحدد طريق وسلوك حركة فالمطلوب وطنيا اكبر من قدرات افراد بل هو ذاك الاجماع الفتحاوي التي تمتد جذوره لاجماع وطني لخوض مواجهة تحديات تفرضها المرحلة بكل ابجدياتها.
بقلم/ سميح خلف