بسم الله الرحمن الرحيم
كان يوم الخميس الأول من أكتوبر / تشرين أول 2015 ، موعد فلسطين التاريخية مع اشتعال انتفاضتها الثالثة المباركة / الانتفاضة الثورة / انتفاضة القدس والأقصى ، حيث شهدت القدس المحتلة ، والمسجد الأقصى المبارك ، والعديد من مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة مظاهرات ومواجهات مع جنود العدو ، واستخدم الشبان والفتية والفتيات الفلسطينيين في مواجهة جيش العدو الحجارة والمقلاع والنقيفة ، و زجاجات المولوتوف ، واقاموا العديد من المتاريس ع الطرق الرئيسة وأشعلوا إطارات السيارات ، وهو تعبير فلسطيني رمزي متوارث ، دلالةً على الغضب الجماهيري ضد الاحتلال الصهيوني . أهم أسباب استمرار انتفاضة شعبنا العظيم ، هي تطور أدوات قمع المحتل المجرم ، وارتفاع منسوب ومستوى توحشه وإجرامه وإفساده وعلوه ، كل عملية إعدام لشاب او طفل او فتاة من ابناء شعبنا ، وكل عملية اعتقال ، وكل هدم لمنزل ، أو إصابة جريح ، وكل إهانة أو استفزاز ، أو انتهاك للأعراض والحرمات ، وكل اعتداء على وجه الخصوص على فتاة أو امرأة فلسطينية ، فقد كان كل ذلك يمثل الوقود الحيوي الأساس والرئيس ، والدافع الموضوعي لاستمرار الانتفاضة / الثورة ....
والرسالة الأهم التي كتبها شعبنا البطل بلحمه الحي ، وبدماء أطهر وأروع وأشرف وأعظم أبنائه وبناته وأطفاله ونساءه وشيوخه ، ووجهها للعدو الصهيوني المجرم ، بمنتهى القوة والصلابة والبطولة والصمود والتحدي : على هذا العدو المجرم ، المغتصب لأرضنا ووطننا ومقدساتنا ، أن يعرف وأن يفهم ويعي جيداً أن شعبنا الفلسطيني الصابر البطل لا ، ولن ، ولايمكنه أن يخاف ، أو يتردد ، أو يتراجع ، أو يتوقف عن الإستمرار في ثورته ومقاومته البطولية ، حتى إستعادة كافة الحقوق الوطنية الفلسطينية المسلوبة ، ولذلك فقد أطلق المقدسيون الأبطال ( حملة إحنا مش خايفين ) للتصدي لإجرام جنود العدو وشرطته وأجهزته الأمنية وقطعان مستوطنيه ، وفي مقدمة العوامل والدوافع الرئيسة لاستمرار الانتفاضة ، هي تلك الاقتحامات والاعتداءات المجنونة ضد حرمة وقداسة وطهارة وخصوصية الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك ...
وإن أية وعود صهيونية بتخفيف إجراءات القمع الصهيوني أو وقفها ، وتخفيف أو وقف الانتهاكات اليومية ضد الحرم القدسي الشريف ، فلن توقف الانتفاضة ، لأن فتيل إشعالها الرئيس هو وجود الاحتلال الغاصب لأرضنا ووطننا ، فلقد بات تحرير فلسطين ، كل فلسطين من بحرها حتى نهرها ، وإزالة الكيان السرطاني الصهيوني من الوجود أمراً واقعياً وممكن التحقيق ، لأن الاستثناء / المستحيل هو استمرار وجود هذه ( الغدة السرطانية ) في قلب الأمة الإسلامية ، وكوكبها الدُّرِي فلسطين ... وانتفاضتنا / الثورة ستستمر ــــــ بإذن الله تعالى ـــــــ وستتصاعد وتتطور وتتواصل وتنتصر .... وموعدنا القدس والأقصى والنصر بمشيئة الله تعالى.
لذلك فإننا نقول لكل المراهنين على إمكانية وقف الإنتفاضة / الثورة ، ولكل اللاهثين وراء محاولات وقف انتفاضة وثورة شعبنا ، ولكل المرعوبين ، الخائفين الذين ترتعد فرائصهم من إستمرار الإنتفاضة / الثورة ...
نقول لهم بكل الثقة والأمل ، والإعتزاز العظيم بجماهير شعبنا الباسلة ، وبالجيل الفلسطيني الجديد / الفريد / المتميز : لن يستطيع أحد وقف هذه الإنتفاضة الثورة ، المتصاعدة يوماً بعد يوم ...
وستستمر ــــــ بإذن الله ـــــ إنتفاضة وثورة شعبنا المباركة ، وهي ثورة ذات سمات وملامح وأدوات جديدة ، لاتشبه سابقاتها ، وإنتفاضة لم يعرفها العدو من قبل ...
وهاهو شعبنا العظيم ، الأصيل ، الرائع ، الطيب ، الثائر ، المجاهد ، المرابط ، الصابر ، يعيد كتابة التاريخ من جديد ، وشبان وفتيات وأطفال وشيوخ ورجال ونساء الإنتفاضة المباركة يعلنون مطلبهم الأساس والرئيس ، وهو في غاية الوضوح ، إذ يقولون للاحتلال الصهيوني المجرم :
أغرب عن وجوهنا ، وارحل عن أرضنا المباركة ووطننا المقدس ، ارحل عن كل شبرٍ في أرضنا ووطننا ، وإن فلسطين لنا وحدنا ... وحدنا ، والمسجد الآقصى المبارك والحرم القدسي الشريف لنا وحدنا ، وليس للاحتلال الصهيوني البغيض ، أو لأي أحد حقٌ في شبرٍ منه ، ولن يكون لأحد غيرنا ...
بينما يقول أبطال الانتفاضة لكل المراهنين على إمكانية وقفها أو تراجعها :
إن قرار استمرار الانتفاضة / الثورة ، هو بيد المنتفضين والمرابطين والثوار ، بيد الشهداء ، الجرحى ، الأسرى ، وكل المتواجدين فعلياً في الميدان ، ووحدهم هؤلاء الأبطال هم مَنْ يقرر .... فلينتبه الجميع .... هي مرحلة جديدة يكتبها هؤلاء الأبطال بدمائهم الزكية الطاهرة المباركة ... فتاريخنا الفلسطيني لايكتبه إلا الدم ، والدم وحده بوابة الإنتصار .
وأمام شلال الدماء الفلسطيني الذي يسيل في مواجهة التوحش والإجرام الصهيوني ، فإننا نؤكد أن قداسة دمنا الفلسطيني هي بنفس درجة قداسة أرضنا ، ومساجدنا ، ومسجدنا الآقصى المبارك ، ولن يكون دمنا الفلسطيني مستباحاً لقطعان المستوطنين وجنود العدو المجرم ، دمنا الفلسطيني مقدس بنفس درجة قداسة كل مقدسات المسلمين ، فالشهيد الفلسطيني يسقط نيابة عن المليار ونصف المليار مسلم ، وفي المكان والموقع الصواب للمعركة ، ولايسقط شهداء فلسطين ، إلا في مواجهة العدو المركزي للأمة الاسلامية والعربية ـــــ العدو الصهيوني المجرم المتوحش ـــــــ ، بينما تورط بعض العرب والمسلمين في ذبح بعضهم بعضاً ، تنفيذاً لمخططات أعداء الأمة وأعداء فلسطين ـــــ بوعيٍ أو بدون وعي ـــــ.
وجميعنا يعلم ويدرك ويفهم أن : فلسطين هي ( القضية المركزية للأمة الإسلامية والعربية ) ، وبالتالي فإن العدو الصهيوني هو العدو المركزي للأمة ، ومن يبتعد عن قتال العدو الصهيوني وأدواته ، يبتعد عن جوهر المعركة ، ويبتعد عن جوهر حقيقة الصراع الكوني ، ويبتعد عن الإسلام الحق ، ومن يريد الدفاع عن الإسلام فليتقدم نحو بيت المقدس وفلسطين لنصرة أهلها وتحرير مقدساتها ، ومن يريد إعلاء راية الاسلام فليتقدم بجحافله وقواته ومقاتليه نحو المسجد الاقصى الأسير ، ونحو القدس الشريف ....
ياكل مسلمي العالم ، ويا كل أحرار العالم إن فلسطين العزيزة تناديكم ، ودماء شهدائها الأطهار البواسل تناديكم ... ونتوجه بالتحية للسواعد الأبية التي ترشق وجه المحتل الغاصب الآن في القدس والضفة الغربية المحتلة ، شورق قطاع غزة بالحجارة الفلسطينية المباركة ، وكل التحية لسواعد المقاومين الأبطال التي قصفت من قبل المحتل الغاصب ومستوطناته من غزة بالصواريخ وقذائف الهاون ، ونسأل الله تعالى أن يكن مع غزة ، والضفة والقدس ومع فلسطين وكل الفلسطينيين ....
يارب إرحم اهلها ، يارب اشفِ مرضاها وجرحاها ، يارب سدد رمي وطعن ودهس بواسل مقاوميها ، يارب انصرهم على عدوك وعدوهم ، وعدونا وعدو الأمة ، يارب شعب فلسطين الابية الباسلة ليس لهم أحد سواك ، انهم عبادك وجندك واولياءك ، وأتباع دينك ونبيك ، وهم يدافعون عن مسرى حبيبك وحبيبنا النبي الأكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) ، وينفذون تعاليمك بقتال بني صهيون / بني اسرائيل ، ويتصدُّون كما أمرتهم وامرتنا لافساد بني اسرائيل ، يارب .... القدس والاقصى والضفة وغزة وكل فلسطين تستنجد بك ، فليس لها من ينجدها وينصرها سواك ، ولا راد لكيد الأعداء عنها سواك .....
يارب نحن شعب فلسطين الضعيف / المستضعف / المسكين ، المُبتلى الأعزل ليس لنا سواك ، فكن معنا ، ولن نبالي أبداً مهما حدث لنا أو بنا أو معنا ....
اللهم يارب المستضعفين المظلومين وناصرهم ، اللهم ياقاصم الجبارين .... نسألك نصرك الذي وعدت ، يارب انتقم لدماء أطفال ونساء وشيوخ وعجائز وبنات ورجال وفتيات وفتيان فلسطين ، يارب انتقم من أحفاد القردة والخنازير ومن يدعمهم ويساندهم ويقف الى جانبهم ....
اللهم اننا مظلومون فانتصر ... يارب .... يارب
بقلم د.محمدأبوسمره
مفكر ومؤرخ إسلامي / فلسطيني ـــــ فلسطين المحتلة / غزة
رئيس الحركة الإسلامية الوطنية في فلسطين ( الوسط ) ، ومركز القدس للدراسات والإعلام والنشر .
البريد الإليكتروني [email protected]