القلادة الكبرى لدولة فلسطين وساماً لخادم الحرمين الشريفين ...

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

ندرك أن المملكة العربية السعودية لم تتخذ يوماً من الأيام موقفاً مؤيداً وداعماً للقضية الفلسطينية من أجل أن يأتيها الشكر والتثمين من أي كان على هذه المواقف المبدئية، لأن القضية الفلسطينية بالنسبة لها ليست مجرد قضية إقليمية أو دولية عابرة، إنما هي بالفعل قضيتها الأساسية والمركزية، ولذا كانت دائماً مواقفها منها معبرة بحق عن مواقف الأمة العربية ومصوبة ومقومة لما يجب أن تكون عليه الرؤيا العربية تجاه فلسطين الشعب والقضية، والتي تأتي في سياق رؤيا سعودية إستراتيجية راسخة وليست عابرة لذر الرماد في العيون، هكذا تقرأ مواقف المملكة العربية السعودية من فلسطين، واليوم بقيادة المليك الحكيم والحاسم والحازم سلمان بن عبد العزيز الذي ما هو إلا إمتداد لسياسة والده المؤسس وإخوانه الملوك من قبله في الإلتزام بقضية فلسطين والدفاع عن شعبها، والتي عبر عنها دائماً منذ أيام شبابه الأولى تعبيراً عملياً واضحاً وموضوعياً في شتى المواقف والمناسبات، وكان دائم التواصل مع الشعب الفلسطيني من خلال قياداته التاريخيين ورجال الفكر والثقافة ورجال الأعمال ومختلف الشرائح وبشكل مباشر، فأدرك حفظه الله منذ البدايات الأولى أدق التفاصيل الخاصة بالشعب الفلسطيني وقضيته وبقي دائماً الداعم والمساند لهم في كل ما يخدم الشعب الفلسطيني ويخفف معاناته وينتصر لقضيته.

من هنا كان الإستحقاق لتقليد مقامه الكريم القلادة الكبرى لوسام دولة فلسطين يوم الأربعاء 30/12/2015م من قبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس "أبومازن"، خلال إستقباله لفخامته في قصره بالرياض، تقديراً وعرفاناً لمواقفه النبيلة والشجاعة تجاه قضايا أمته العربية والإسلامية، وتثميناً لجهوده الكبيرة دفاعاً عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف.

وهنا لابد أن نشير أيضاً إلى تقليد الرئيس ياسر عرفات رحمه الله للملك سلمان وسام نجمة القدس تقديراً لجهوده الإستثنائية الخاصة في دعم الشعب الفلسطيني وذلك في حفل مهيب في قصر الحكم بالرياض سنة 1997م، فالمملكة العربية السعودية بما لها من موقع الريادة في عالمنا العربي والإسلامي قد أدركت واجباتها نحو القضية الفلسطينية منذ بداياتها الأولى، وواكبتها في مراحلها كافة متفاعلة مع تداعياتها بأشكال وأساليب مختلفة لم تتوقف في يوم من الأيام عند التأييد المعنوي أو اللفظي، بل تعدته إلى مستويات عملية أكثر تقدماً في التجاوب مع ضرورات القضية والدفاع عنها في مراحلها كافة سياسياً ودبلوماسياً، واليوم تؤكد المملكة من جديد إستمرار هذه المواقف وهذه السياسات وهذه الجهود المتواصلة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز من أجل أن يتمكن الشعب الفلسطيني من تحقيق حقوقه المشروعة، وإنهاء الإحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فالشكر كل الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولحكومته الرشيدة وشعب المملكة الكريم على هذا الدور البناء والعطاء الدائم والمستمر والموقف الواضح والثابت من فلسطين الشعب والقضية والمصير، خصوصاً في هذه الظروف العاصفة التي تمر بها المنطقة.

بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس