من أجل فلسطينيي سوريا

بقلم: علي بدوان

أَطلقت وكالة الأونروا قبل أيام، نداء للعام 2015 للدول المانحة، داعية إياها للاستجابة الإقليمية للمُتطلبات المالية المُلقاة على عاتق الوكالة من أجل فلسطينيي سوريا. النداء يحث الدول المانحة على رفد ميزانية الوكالة بنحو (4154) مليون دولار من أجل تلبية الاحتياجات الدنيا للاجئي فلسطين الذين يعانون من صعوبات جسيمة نتيجة الأزمة السورية، خصوصاً لزاوية النزوح وتراجع المداخيل وبروز الأزمات المعيشية اليومية، وتوقف أعمال الناس وأعمال المنتجين من أرباب العائلات، وبالتالي في توقف الدورة الاقتصادية بشكلٍ كبير ومؤثر.

الأونروا، أعلنت في ندائها المشار إليه، أنه سيتم تخصيص (329) مليون دولار منها لدعم الاحتياجات الإنسانية للاجئي فلسطين داخل سوريا، فيما سيخصص لفلسطيني سوريا اللاجئين إلى لبنان مبلغ (63.5) مليون دولار، وكذا للأردن مبلغ (16.5) مليون دولار. ومبلغ (6.4) مليون دولار من أجل الاستجابة الطارئة خارج نطاق عمليات تلك الأقاليم، وذلك يشمل المعونة النقدية للعائلات الفلسطينية التي خرجت من سوريا ووصلت إلى قطاع غزة، وعمليات التنسيق والدعم وكسب التأييد والمساعدات الإقليمية.

وعليه، وكالة الأونروا، أوضحت وعلى لسان نائب المفوض العام (مارغوت إيليس) أنه «وفي خضم المآسي الإنسانية التي لا تعد والتي تتكشف في البلاد، فإن محنة مجتمع لاجئي فلسطين في سوريا لا ينبغي أن يتم التقليل من حجمها أو نسيانها». فمأساة فلسطينيي سوريا مازالت قائمة بتفعيلاتها الملموسة على الأرض، ومازالت نسبة عالية منهم تُقيم في مراكز إيواء جماعية أقامتها وكالة الأونروا على عجل منذ عامين تقريباً. هذا هو واقع سكان مخيم اليرموك عاصمة الشتات الفلسطيني، ومخيمات حندرات والسبينة والحسينية ومخيم درعا...

تبلغ أعداد لاجئي فلسطين في سوريا والمسجلين بسجلات وكالة الأونروا حتى بداية العام 2014 نحو (560.000) لاجئ فلسطيني، بات نحو (280.000) منهم مشردون داخل مناطق مختلفة فوق الأرض السورية، وهنالك ما يقارب من مائة ألف نسمة خرجوا من سوريا، ثم امتطوا قوارب الموت عبر البحار بالهجرة إلى أصقاع المعمورة الأربعة. بينما وصلت أعداد إضافية منهم إلى (لبنان والأردن ومصر) حيث يواجهون عوائق قانونية خطيرة تُفاقم من أوضاعهم المعيشية الصعبة للغاية، فباتوا يَشعرون بشكلٍ مُتزايد بأنهم محاصرون ومعزولون وغير مُرحب بهم في المنطقة على حد تعبير بيان سبق وأن أصدرته وكالة الأونروا قبل أيامٍ قليلة.

وعلى الرغم من التحديات العملياتية المتزايدة بالنسبة لعمليات وكالة الأونروا في سوريا نتيجة استعار الأزمة الداخلية، إلا أن الوكالة مازالت قادرة على توفير مساعدة طارئة بحدودها الدنيا إلى جانب برامجها في الصحة والتعليم والتنمية المجتمعية والتمويل الصغير والإغاثة وتدريب الشباب وتوظيفهم.


بقلم: علي بدوان