لا تحتاج المقاومة أن تصبح في السلطة أو تمارس الحكم مادامت تتبنى المقاومة المسلحة كحرب عصابات وغير الحرب النظامية بالجيوش والأجهزة الأمنية العلنية
عندما تصارع المقاومة المسلحة على الحكم هذا يعني أن تتخلى عن أهم شروط نجاحها واستمرار الشعب من حولها لأنها وشعبها تتحول لأهداف سهلة للانقضاض عليها من الاحتلال ويدفع الشعب ثمنا باهظا نتيجة أي عمل تقوم به المقاومة الجالسة في الحكم وهذا الخلط بين حرب العصابات والجيش النظامي فشل في فلسطين بعد التجارب الأخيرة ويجب الاقلاع عن هذ الخلط فإما حرب عصابات لا تتدخل في السلطة وإما سلطة تدير شؤون الناس دون المقاومة
حماس بوجودها في الحكم وتحولها لأجهزة أمنية خسرت وخسرت شعبها ونتائج ذلك ما نحن فيه من معاناة شديدة
عباس بمفاوضات العقدين الماضيين فشل في الانجاز وتحقيق الاهداف لأنه ربط مصير برنامجه بالتزام وقف المقاومة المسلحة والتزم بمسؤولية التنسيق الأمني بمعنى الوقوف في وجه المقاومة ولذلك دفع شعبنا ثمنا باهظا على الارض وفي تراجع المد الثوري نحو انهاء الاحتلال وأحبط شعب كامل ولازال يرفض المقاومة ويمارس التنظير ضدها وعدم فائدتها طوال العقدين الماضيين
حالنا الفلسطيني وليس عيبا المراجعة واستخلاص العبر حيث لا يفيد فيه مزج المقاومة والسلطة لحزب أو لتنظيم وهذا سبب فشل حكم عباس وحماس وممارسة المقاومة هنا بالساب والعمل ضدها كما عباس أو بالايجاب بالحكم والعمل العسكري كما حماس
حماس تحكم وتقاوم فتدفع ثمنين ثمن تعرض الاجهزة الامنية والمؤسسات الحاكمة للدمار وخسائر إمكانيات تنظيمها العسكرية وثمن معاناة الناس الواسعة نتيجة عدم تمكنها من ادارة مناحي حياة الناس وحركتهم وكانت سببا في حصارهم وخسائرهم ولذلك فشلت في المزج بين المقاومة المسلحة وحكم الناس
عباس دفع ثمنين ثمن عقدين من الزمن مفاوضات عقيمة زاد فيها الاستيطان والتهويد وثمن افشال المقاومة بالالتزام بالتنسيق الأمني المناوئ والمضاد للمقاومة المسلحة وأخيرا ترك الانتفاضة دون دعم
يعني شعبنا دفع أربع أثمان من خلال المقاومة العسكرية لحماس وانخراطها في الحكم وفشل عشرين عام مفاوضات عباس دون مقاومة والالتزام للمحتل بمنع العمل المقاوم
النتيجة
الحزب أو الحركة أو الجماعة العسكرية المقاتلة والمقاومة يجب عليها الابتعاد عن الحكم ومشاكله وتبقي عملها تحت الأرض
الحزب أو الحركة أو الجماعة التي تريد أن تكون في الحكم يجب عليها تسهيل حياة الناس دون اتفاقيات أمنية والتزام بتسيق امني في مواجهة من يريد المقاومة العسكرية
ناهيك عما دفع شعبنا من أثمان باهظة نتيجة للقمع وانتهاك حقوقه من الطرفين الحاكمين
وعليه يجب مغادرة الحالتين والتوجه للانتفاضة ودون الاستيلاء عليها لتأخذ مداها بشبابها الجديد وآلية عملها الذاتية وأدواتها فلكل ظاهرة خصوصياتها وكفاية تجارب فاشلة ودعوا شعبنا يجترع أدواته دون وصايات فشلت وأفشلت شعبنا وقضيته
بقلم/ د. طلال الشريف