السعودية وتركيا تخسر رهانها في سوريا بفعل تغير التحالفات الدولية والاقليميه

بقلم: علي ابوحبله

صمود سوريا في وجه المؤامرة التي استهدف إسقاط ألدوله السورية أربك المتآمرين على سوريا وبخاصة السعودية وتركيا وقطر في رهانهم على اخراج الرئيس السوري بشار الاسد من الحكم او اجباره على التنحي ،

تصريحات وزير الخارجيه السعودي والرئيس التركي ومساندة الرئيس اوباما والفرنسي بان لا مكان للاسد في سوريا هذه التصريحات كمن يطحن الماء بالماء اصبحت بلا فائده ولا قيمة لها بفعل تغير موازين القوى على الارض في سوريا وتمكن القوات السوريه من استعادة مساحة واسعه من الجغرافيا السوريه والحاق الهزيمه في المجموعات المسلحه والنجاح الذي حققته القوات السوريه بقتل زهران علوش وقيادات الصف الاول في جيش الاسلام وجيش الفتح مما اربك السعوديه التي سبق لها وان احتضنت مؤتمر للمعارضه لاختيار من يمثل المعارضه في فينا المنوي عقدها نهاية الشهر الحالي ،

اصيبت السعوديه وتركيا بهزيمه في سوريا بفعل التدخل الروسي ودعمها للدوله السوريه مما اخل بموازين القوى وتغيير في قواعد اللعبه في عملية الصراع في سوريا والذي اصبح يميل لصالح النظام في سوريا ،

مراكز الدراسات الاستراتجيه ومحللين سياسيين يطالبوا الاداره الامريكيه لتغيير سياستها في سوريا ،فقد نشرت صحيفة "ناشيونال ريفيو" الأميركية مقالا أكد أن واشنطن بحاجة إلى نهج جديد مع استمرار الحرب الأهلية السورية واستفحال أزمة اللاجئين.

وأشارت إلى إنه حتى الآن، جلست إدارة الرئيس باراك أوباما في الغالب على الهامش، وذلك لفشلها في إيجاد ممثلين جيدين عن المعارضة السورية لدعمهم، لأنهم في الغالب مزيج مزدحم من الفصائل المتقاتلة في سوريا.

وبعد اعتراف البنتاغون المحرج بأن 500 مليون دولار نجحت فقط في "وضع أربعة أو خمسة من مقاتلي المعارضة السورية على الأرض، فمن الواضح أنه من الخيال التفكير بإمكانية إيجاد حلفاء سوريين موثوقين مستعدين لمكافحة تنظيم "داعش" وقتال نظام الرئيس بشار الأسد على حد سواء".

وتابعت المقالة أنه مع افتراض "أننا (الأميركيون) يمكننا أن نعلم وندرب ومن ثم نسلح المتمردين الذين قد يدعون الولاء للولايات المتحدة في يوم ما، ولكنهم سيلجئون إلى عمليات الثأر الطائفية والقبلية في الأيام القادمة", و"حتى في حال إيجاد مثل هذه المجموعة التي قد تفرض السيطرة، لا يزال أمامنا طريق طويل نقطعه قبل توطيد السلطة ونضمن الانتقال إلى سلام نسبي".

ورأت أن الواقعية السياسية هي الخيار الوحيد، وأن دعم الولايات المتحدة للرئيس بشار الأسد هو ببساطة قد يكون أفضل خيار، أو الأقل سوءا.

هذا التغير في التحليل لمراكز القرار الأمريكي ومراكز التحليلات ومطالبة للاداره الامريكيه من تغير في مواقفها يربك السعودية وحلفائها في المنطقة ، وان الذي دفع السعودية لإعدام نمر النمر وعدد من أفراد القاعدة هو تحدي للسياسة الامريكيه وضمن محاولات حلفاء السعودية لإرباك الاداره الامريكيه في سياستها في الشرق الأوسط .

وبحسب رؤيا هالين الذي شدد بالقول "إذا كان تنظيم داعش يمثل السيناريو الأسوأ، فالأسد هو الأفضل", وأشارت إلى أن الأسد هو مصدر لاستقرار المنطقة أيضا بسبب دعمه غير المشروط من قبل إيران التي تخشى وتمقت "داعش" للتهديد الذي يشكله التنظيم .

ولفتت إلى رعاية طهران لحزب الله في جنوب لبنان والمهدد لإسرائيل، ولكن منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله فقد أبقى الحزب في الغالب طموحاته جانبا وبذل جهودا لاكتساب شرعية سياسية.

وختمت بالقول إن "دعم الأسد يتطلب منا أن نواجه الحقيقة غير المريحة وهي أن: فلاديمير بوتين، مع جميع أخطائه، ينتهج الإستراتيجية الصحيحة. ورغم صعوبة تفهم الإدارة الأمريكية لذلك، ولكن أقل ما يمكننا القيام به هو تقديم الدعم الضمني. هذا يعني أن علينا التوقف عن الاعتراض على أنشطة روسيا في سوريا، والكف عن التحركات المعرقلة مثل إقناع اليونان وبلغاريا بإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية".

قبل فترة نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية رسالتين شديدتي اللهجة نسبتهما إلى أمير سعودي يطالب بإطاحة العرش الحالي. وقد اتصل به اغناتيوس نفسه وفهم أنه يرغب بإيصال الأمير أحمد بن عبد العزيز (73 عاماً) الى الحكم. أي عودة الحكم الى أبناء عبد العزيز. (لنتذكر قصة السديريين وغيرهم).

ـ حرب اليمن التي تكلف السعودية مليار دولار شهرياً، باتت عبئاً على المملكة والغرب معاً. كلما مرّ يوم جديد تضاعفت انتقادات منظمات حقوق الإنسان لسقوط أبرياء. ازداد انتشار «القاعدة» وتفاقمت محاولات الحوثيين اختراق الحدود السعودية. تضاعفت معها الضغوط على الغرب لوقف تلك الحرب التي لم تمنع الحوثيين، وفق الناطق السعودي، من اختراق او محاولة اختراق الحدود السعودية أكثر من 1000 مرة (راجع «السفير»).

ـ عززت إدارة أوباما علاقاتها مع العراق وإيران بغية تسريع وتيرة السيطرة على الرمادي وغيره. منح هذا التعاون الجيش العراقي معنويات عالية وصار وزير الدفاع يتحدث عن معارك «لا مثيل لها». لم يبق أمام السعودية في العراق سوى الاعتماد على بعثيين سابقين (أي الذين ساهمت في إسقاطهم سابقاً) أو متشددين وتكفيريين لمواجهة «التمدد الإيراني». هذا ما عاد على الأرجح مقبولاً أميركياً.

وهكذا، فمع الإقرار الدولي ببقاء الأسد لأجل مسمى رسمياً وغير مسمى في الكواليس، تكون المملكة العربية السعودية قد خسرت، ولو مؤقتاً، أبرز ساحات التنافس مع إيران. زاد في خسارتها أيضاً، مقتل رجلها العسكري في سوريا قائد «جيش الإسلام» زهران علوش. اغتيالات كبيرة كهذه تتم عادة حين يبدأ تفاهم الكبار.

ثمة احتمالان في الأمر: فإما أن أميركا قابلة بإضعاف السعودية (من سوريا إلى اليمن فالعراق ولبنان) بغية تطويع الجيل الجديد من الحكام في السعودية وإنتاج عرش جديد أكثر ملائمة لها (هذا ممكن)، أو أنها باتت مغلوبة على أمرها (وهذا مستبعد). لكنها في الحالتين لن تترك السعودية تنهار.

ان خسارة السعوديه وتركيا لمراهنتهم على اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد له انعكاساته على السعوديه وتركيا ، لان هناك اتفاق دولي لكيفية انهاء الصراع في المنطقه واعادة تقسيم المنطقه ومناطق النفوذ والخشية هو في ان اغراق السعوديه وتركيا بالصراعات هو استهداف لهذه الدول التي تعيش مازق صراعاتها وازماتها في المنطقه ،

ـلقد سارعت أميركا الى الاتصال بإيران بعد إعدام الشيخ نمر النمر، ودعت الطرفين الى التهدئة، لكن الناطق باسم البيت الأبيض قال حرفياً: «إن أميركا عبّرت بشكل متكرر عن قلقها إزاء وضع حقوق الإنسان في السعودية، وحذرت الرياض في الآونة الأخيرة من عمليات الإعدام».

ـ حاول الأمير محمد بن سلمان تهدئة المخاوف. أجرى مقابلة صحافية استبعد فيها كلياً الحرب مع إيران. بدت المقابلة كأنها محاولة لطمأنة عواصم الغرب التي أجمعت على القول إن إعدام النمر قد يزيد التوتر والتدهور. يقال إن المقابلة جاءت بناءً على طلب أميركي لتخفيف المخاوف. هذا ممكن ولكن ليس مؤكداً. يقال أيضاً إنها بدت كمحاولة لتحميل الأمير محمد بن نايف مسؤولية الإعدام كونه وزير الداخلية.

ـ الآن الاتجاه الدولي هو لإدارة الحرب السورية بالتوازي مع بعض الانفراجات السياسية التي لا شك انها ستتعثر عشرات المرات قبل ان تستقر على شيء. والشيء الذي ستستقر عليه، هو في أفضل الأحوال توسيع الحكومة لضم بعض المعارضة، وإدخال فصائل مسلحة في الجيش السوري، وانتخابات برلمانية تؤدي الى دخول وجوه معارضة. أما صلاحيات الرئيس وبقاؤه أو رحيله، فلم تعد مطروحة. على الأقل لن تطرح سوى بالشعارات والتصريحات حتى رحيل أوباما. بعده لكل حادث حديث مع الإدارة المقبلة.

لا شك، أن كل الحرائق في المنطقة قد تمت برغبة او غض طرف أو تخبط غربي أضيف الى التفكك العربي والغباء الداخلي الذي أوصلنا الى مرحلة الفتن. لكن بعد الاتفاق الإيراني الغربي، ثمة اتجاه جدي لإشراك إيران الجديدة، أي المراقبة نووياً والمرغوب فيها بتيارها الإصلاحي، في الحلول السياسية.

لا شك أيضاً، أن محاولات السعودية لتبوء دور قيادي عبر الاستنهاض العربي السني، لم تلقَ صدى حقيقياً كبيراً عند الدول المركزية ولا حتى عند بعض الجوار الخليجي. صحيح أن مصر قريبة وتركيا تتقرب، لكن السعودية تعرف قبل غيرها أن هذه مجاملات لن يطول أمرها، وتعرف أيضاً أن دولاً أخرى مثل السودان وجيبوتي وجزر القمر والصومال تحركها حاجاتها الاقتصادية أكثر من أي شيء آخر، فهي الحاجات نفسها التي جعلتها أقرب الى إيران وتركيا في لحظة معينة.

وهكذا، فمع الإقرار الدولي ببقاء الأسد لأجل مسمى رسمياً وغير مسمى في الكواليس، تكون المملكة العربية السعودية قد خسرت، ولو مؤقتاً، أبرز ساحات التنافس مع إيران. زاد في خسارتها أيضاً، مقتل رجلها العسكري في سوريا قائد «جيش الإسلام» زهران علوش. وثمة احتمالان في الأمر: فإما أن أميركا قابلة بإضعاف السعودية (من سوريا الى اليمن فالعراق ولبنان) بغية تطويع الجيل الجديد من الحكام في السعودية وإنتاج عرش جديد أكثر ملاءمة لها (هذا ممكن)، أو أنها باتت مغلوبة على أمرها (وهذا مستبعد). لكن في جميع الاحوال فان السعوديه هي الخاسر الاكبر في غمرة الصراعات التي تشهدها المنطقه بفعل السياسات الخاطئه بخوض حرب اليمن والتوغل في الصراع على سوريا وفتح جبهة ايران وهذه تشكل عبئ وثقل على السعوديه لا قدرة لها على تحملها في ظل الوضع العربي الراهن والعجز العربي بفعل حجم الصراعات والتي تلعب فيه محور روسيا ايران وسوريا وحزب الله مع الصين ومنظمة شنغهاي دور كبير ونجاح روسيا في اوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم ، وان دل النجاح الروسي في تجاوز الحصار وتثبيت اقدام وجودها في الشرق الاوسط لتحل محل امريكا واوربا في الشرق الاوسط مما ينبئ فعلا بتغير في موازين التحالفات الاقليميه في المنطقه.

بقلم/ علي ابوحبله