غزة على هامش الحياة

بقلم: رمزي النجار

مع ازدياد معاناة الناس في غزة وانعدام الأفق وابتعاد الحلول بدأ الكثير منهم يفضل العيش على هامش الحياة، فالواقع المرير وانعدام أي بصيص أمل يفرض نفسه بنفسه، وساد الاعتقاد لدي بعض الناس ان لم يكن الأغلبية منهم أن خوض معركة الحياة في غزة أمر مزعج له نفسياً، وبالتالي يفضل العديد منهم أن يعيش على هامش الأحداث متفرجاً متأملاً لما يحدث حوله دون الخوض مع الآخرين في معترك الحياة، ويبقي حياديا ولا يتدخل لا من قريب أو بعيد في أمور البلد، يبتعد عن المشاكل وينأ بنفسه عن الدخول في مشادات ومشاجرات ومشاكل مع الآخرين لكي يسلك درب السلامة، وهو يعتقد بذلك أنه يعيش حياة هادئة يريح نفسه من تحمل المسؤوليات والمحاسبة والمعاتبة، ولكن في الحقيقة الحياة كلها في غزة تعب ولا يوجد راحة على الاطلاق وتفرض المسئوليات عليك بالقوة، فهناك مسئوليات على صعيد الأسرة الواحدة والعائلة والجماعة تلاحقك باستمرار، لذا لن تجد الراحة بغزة في ظل الأزمات المتعددة والمتجددة على صعيد الكهرباء والغاز واغلاق المعابر وفرض الضرائب وغيرها.

فالإنجازات التي تعزز ثقة الناس بأنفسهم في غزة غائبة وشبه معدومة، فهناك جمود في الحياة على كل المستويات، والكثيرين يخسرون تحقيق ذاتهم والوصول إلى درجة من النجاح في حياتهم وخاصة الخريجين الشباب مع انعدام فرص العمل، ونماذج كثيرة تطل عليك من كل صوب وحد ولا حياة لمن تنادي، ليصل في النهاية العديد من الناس الى عدم الرضا عن ذاتهم لعدم تحقيق الطموحات والتطلعات والاحلام المنشودة، فالسنوات تمر بسرعة البرق وكله يحسب من عمر الإنسان، والجميع أصبح رهينة الأوهام الفصائلية التي تغلب مصالحها الشخصية على العامة، وحياه الناس أصبحت في خوف على مستقبل الأبناء، فمرارة الواقع واستنزاف طاقات الناس خلال السنوات السابقة جعلت منهم متكاسلاً أو اتكاليا على الآخرين، ولا غراب أن يلتفت بعضهم إلى ما هو محتمل من الأفكار السلبية التي يتناقلها الناس والأمراض والمخاطر بدلاً من الانشغال بما هو ملموس في الحياة من مسؤوليات ومهام.

باعتقادي أن يقاء غزة على هامش الحياة خسارة دائمة ولن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن، ويصعب عليها أن تكون ايجابية في المستقبل، فالإيجابية أمر مهم في حياة الانسان الحقيقي، فحذارى من الفراغ وأن تبقى غزة في ذيل القائمة، يجب أن يشعر أبناء غزة بقيمة ذاتهم، فراحة أهل غزة من راحة الجميع في مختلف مواقعهم القيادية، فأمنحوها الحياة .

بقلم / رمزي النجار