إرهاصات الحرب الرابعة على غزة

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

بات من المدركات الأساسية وفى ضوء خبرات سابقة لنا في غزة ، انه لا حرب بدون مقدمات أو أسباب، وبتنا نحلل بشكل واقعى ارهاصات الحرب على غزة، من خلال معارك اسرائيل التي تنطلق أولا من وسائل الاعلام الموجهة للجمهور الصهيوني لتهيئته نفسياً، وتبرير الموازنات العسكرية وتضخيم الخصم لإيحاد حالة من الطوارئ الوقائية، ومن ناحية اخرى التلويح الدائم بالحرب ونشر صور التدريبات العسكرية للجيش الصهيوني لمحاكاة التجمعات الفلسطينية في قطاع غزة من منطلق "كي الوعي" والحرب النفسية التي يمارسها الاحتلال .

مقدمات اعلامية كمدخلات للحرب :

- تقدم اسرائيل سلسلة تقارير اعلامية تحدثت عن تطوير قدرات المقاومة العسكرية ، وعن أنفاق هجومية تجاوزت الحدود نحو الكيبوتسات الاسرائيلية المحاذية لقطاع غزة..

- ترويج امتلاك المقاومة الفلسطينية قدرات صاروخية متقدمة تطلقها الأذرع العسكرية تجريبًا نحو البحر.

- ادعاء اسرائيل ان المقاومة رممت قوتها وانفاقها الهجومية

- تكثيف الاعلام الصهيوني لمصطلح "الحرب المقبلة" اشار له العديد من كتاب الرأي الاسرائيليين واعتبروه مؤشر للعدوان الجديد

- ترويج الجيش الإسرائيلي لصور تدريبات في مدينة على غرار مناطق في القطاع أو الضفة، والكشف عن وسائل أمنية متخصصة في التجسس في الجانبين.

- اعلان الأجهزة الأمنية بشكل متقطع عن اكتشاف مجموعات عسكرية تحت التجهيز في الضفة والقدس بانتظار تعليمات من المقاومة في غزة بشأن عمليات هجومية في الضفة ، أو أسر جنود أو تحويل الانتفاضة من شعبية الى عسكرية أو لتخفيف الضغط في حال نشوب حرب ضد غزة..

- تم تشكيل فرقة طوارئ من المدنيين المستوطنين المسلحين الصهاينة لمواجهة أي خطر قادم من تسلل محتمل من غزة ، إلى حين وصول أفراد الجيش للمكان.

- متابعة الصهاينة لمجريات الأمور بغزة، وتصريحات قادة المقاومة بدقة, بل ومتابعة الحركات والسكنات والانفاس لكل فلسطيني وخاصة تلك التصريحات الفلسطينية التي تصدر من غزة بما يخص الصواريخ ومدى امتلاك المقاومة لها ، وتعبر اسرائيل ان ذلك يمس بأمنها ، وحسب بنيتها وعقيدتها الامنية باعتقادي ان اسرائيل لن تقف صامتة إزاء ذلك التطور. وسوف تسوق ذلك المشهد إلى أصدقائها وحُلفاءها، وتظهر لهم خوفها المزعوم من ذلك التطور, الأمر الذي يُحتم علي الاحتلال القيام بضربة استباقية ...

قادة الاحتلال وتهيئة الرأي العام الصهيوني والعالمي للعدوان على غزة :

- تصريح عضو لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست" عوفر شيلح، إنه لا يوجد أي سبب أو شيء موجود حاليا سيمنع أي حرب أو مواجهة جديدة في غزة. قال "أن المقاومة في غزة باتت مستعدة لتلك المواجهة وأنها تملك كل العناصر اللازمة للدخول في معركة قوية مع الجيش الإسرائيلي"

- تصريح الضابط الإسرائيلي رفيوبين ، أنه يمتلك معلومات أكيدة أن المقاومة في غزة حفرت أنفاقا جديدة تجاه إسرائيل ، ورممت قدراتها العسكرية التي فقدتها في المواجهة الأخيرة. وزعم إن هناك تخوفات لدى الجيش من إمكانية اقتحام المقاومين لمستوطنة "سديروت" في أي حرب قادمة على خلاف السابق المتمثل في إطلاق الصواريخ فقط. وزعم ان المقاومة استطاعت بعد مرور سنة ونصف على انتهاء الحرب الأخيرة من تأهيل نفسها عسكريا، فهي انتهت من حفر الانفاق الهجومية وتأهيلها وتزودت بمزيد من الصواريخ، وجمعت المعلومات الأمنية المختلفة وأهلت مجموعات عسكرية متعددة انتظارا لاندلاع المواجهة القادمة، واليوم هي جاهزة لجولة جديدة من الحرب في حال اندلاعها

مخرجات التعبئة الاعلامية الصهيونية

تأسيسا للمعطيات السابقة نرى نيه اسرائيل في استعجال الحرب قبل أن تتمكن المقاومة في غزة من استكمال استعداداتها من ناحية ـ، ومن ناحية اخرى مع بداية التحرك الفلسطيني لتشكيل حكومة وحدة وطنية ، ولذا ستحاول القيام بعمل استفزازي ، يجر المقاومة للاشتباك الجبري ، تتخذه اسرائيل ذريعة امام الرأي العالمي للعدوان على غزة ، و ربما – باعتقادي - ان الحرب ستكون على جبهتين ( غزة – وجنوب لبنان ، ومن المؤسف اننا سنرى ان هذا العدوان سيكون بغطاء دولي ، وصمت عربي واقليمي ، لأن المناخ الدولي والعربي اصبح مهيأ لقيام اسرائيل بعدوانها حتى دون التنديد والاستنكار المعهود ..

بقلم/ د. ناصر اليافاوي