غريبة هي الساحة الفلسطينية بما يفيض فيها من تناقضات تختلط فيها كل ما يخطر في البال ، خصوصاً ما هو متصل بالسياسة . تطالعك بهذه المشهدية المضحكة والمبكية في آن وسائل الإعلام المختلفة ، فتارة تجد حماوة في التقاذق السياسي والإعلامي حد الإتهام والتشهير والتخوين ، ليصل معها السخط والتذمر الشعبي إذا لم نقل القرف ، مستويات مرتفعة جداً . وفجأة ومن دون مقدمات تبدأ أخبار اللقاءات والاجتماعات بين المتقاذفين للاتهامات بحق بعضهما البعض ، وأن هناك انفراجات على طريق المصالحة ، وهي أيضاً قد حددت لها مواعيد متتالية بينهما في عواصم في الأساس كانت لوقت ليس ببعيد متهمة بوضع العراقيل في طريق المصالحة التي لا زالت في عالم الافتراض حتى يشاء الرعاة المتهمين . ولا أحد منا متيقن إلى أين ستفضي تلك اللقاءات التي أقرّ بحصولها الطرفين المتهمين بعدم حصول المصالحة لصالح إبقاء الإنقسام ، لأن هذه اللقاءات المستجدة والقادمة بداية شباط القادم ، كان قد سبقتها عشرات اللقاءات والكثير من الاتفاقات سرعان ما تبخر حبرها قد أن يجف .
من موقع المتابع كما الكثيرين ، ما يُقال عن بعض تلك اللقاءات أنها غير رسمية ، ليتبادر للذهن أن اللقاءات الرسمية معلومة ، ولكن اللقاءات الغير رسمية ، ماذا تمثل وهي لا تحمل صفة التفويض الرسمي ؟ . مع تقديري العالي لها ، ماذا تحمل في جعبتها ؟ ، وبماذا ستلتزم ؟ ، أم أنها تلتقي وتتحرك من خلفية أنها تحمل أفكاراً من شأنها تقريب وجهات النظر بين حماس وفتح . وأسف إن قلت أن غيركم سلك كل الدروب من أجل تحقيق ذلك ، ولكن اكتشفوا في نهاية المطاف أنهم قد وقعوا في شرك متاهة لا تنتهي ، على وقع المتناقضات بين ما هو خاص ومراعاة الواقعين الإقليمي والدولي ، وأخشى أن تكون " إسرائيل " في منتصف هؤلاء ، إن لم تكن قبلهم جميعاً .
وهنا لا يعني أننا لا نرى في تلك اللقاءات أهمية ، على العكس تماماً ، نحن نشجع الجميع على اللقاء والتلاقي ، ولكن ألم يحن وقت الرسو بأمان على بر المصالحة ، والتلاقي على عناوين قضيتنا التي تُنحر في وضح النهار جهاراً .
رامز مصطفى