الأسير محمد القيق يصارع الموت وأقرب إلى الشهادة

بقلم: سامي إبراهيم فودة

بعيداً عن الغلو المقيت في إضفاء الصبغة التنظيمية للأحزاب والتنظيمات والتعصب الأعمى لأصحاب الأجندات تعالوا نترفع فوق كل الخلافات والانتماءات الحزبية,ونكون رافعة وطنية بالنهوض بقضية الأسرى ورافداً مهماً من روافد الفكر والثقافة والتحضر الراقي في دعم وإسناد أسرانا البواسل في قضاياهم الوطنية العادلة التي تجمعنا ولا تفرقنا في مواجهة الكيان المسخ.....

حتى لا يفكر ولا يتدبر ولا ينطق ولا يتكلم ولا يكتب ولا ينشر ولا يصور ولا يتحرك أغلقوا الكاميرا,وعصبوا عينيه عن رؤية الحقيقة,وكشف الجريمة وأدواتها اللعينة,واعتقلوا وزجوه في غياهب السجون,ومزقوا له أوراقه وصادروا أجهزته,وعذبوا في أقبية التحقيق,ومارسوا معه كل أشكال التعذيب,من الترهيب حتى التهديد بالاعتقال الطويل والاغتصاب الجنسي,لينالوا من عزيمته ويكسروا شوكته,لأنه هو الكاتب والمصور والناشر صور الشهداء الذين قتلوا بدم بارد على أيدي القناصة الإسرائيليين المقنعين على الحواجز,لأنه هو الكاتب والمصور والناشر صور المستعربين الذين اقتحموا مشفى الأهلي بالخليل وأعدموا عبد الله الشلالذة واختطفوا الجرحى هم ينزفون دماً من أجسادهم الممزقة من الرصاص......

لأنه هو الكاتب والمصور والناشر صور الدم النازف على الأرض من أجساد الجرحى الذين اعدموا بالشوارع وظلوا ينزفوا حتى الموت دون إسعاف,ومنهم هديل الهشلمون,لأنه هو الكاتب والمصور والناشر عن أطفال فلسطين بأنهم مستهدفون من قبل قوات الاحتلال ويستبيحون دمهم, ويشنون حملات اعتقال تعسفية بحقهم ويعذبهم,لأنه هو القلم الحر والكلمة الصادقة والشجاعة والعين الراصدة والضمير النابض والصوت الهادر المزلزل في وجه الأعداء الصهاينة .....

فما أنا بصددة اليوم هو تسليط الضوء على حياة الأسير البطل الصحفي الناشط الإعلامي المضرب عن الطعام....

محمد أديب احمد سليمان القيق...

من سكان مدينة// رام الله..

من مواليد// 21/4/ 1982م

متزوج // من السيدة فيحاء شلش وتعمل مراسلة صحفية ولدية منها لطفلين هما إسلام (3سنوات) (ونور سنة واحدة)

مؤهلة العلمي// ماجستير من جامعة بيرزيت في الدراسات العربية المعاصرة

مهنته// مراسلاً صحفياً لقناة المجد الإخبارية السعودية...

جرى اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات الجماعية المسعورة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني منذ الأول من أكتوبر 2015 تزامناً مع الهبة الشعبية....

وقد دعى القاضي العسكري"شمعون أشوال"في محكمة عوفر العسكرية بأن محمد القيق ناشط في حركة حماس وبالكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت وله نشاط عسكري مرتبط بأشخاص آخرين وشبهات تتعلق بالتحريض ضمن عمله كصحفي دون الإفصاح عن طبيعة النشاط ومواقعهم, ولعدم وجود اعترافات تدين محمد لمحاكمته اكتفى بالاعتقال الإداري....

جرى اعتقال الصحفي محمد القيق أربع مرات فقد تم اعتقاله عام 2003 لمدة شهر واحد,وفي عام 2004 م تم اعتقاله لمدة 13 شهراً وحكم عليه عام ,وفي عام 2008 حكم علية 18 شهراً بتهمة ممارسة نشاطه الطلابي عبر مجلس الطلبة داخل حرم الجامعي في بيرزيت وجرى اعتقاله بأمر عسكري في 21/11/2015,ويقضي الصحفي محمد القيق 6 شهور إداري وهو الآن مضرب عن الطعام من تاريخ 24/11/2015م لليوم 63 على التوالي ويخضع لمعاملة غير آدمية في مستشفى العفولة ومقيد في السرير باليد اليمين والأرجل ويبقى على هذا الوضع طوال الوقت وعلية حراسة 8 جنود إسرائيليين....

وحتى تاريخ اليوم الاثنين الموافق 24/1/2016م يواجه الأسير محمد القيق احتمالية الموت المحقق,وقد دخل في غيبوبة وعلامات خطورة بدأت تظهر على صحته أكثر من الأيام التي مضت مع مواصلة إضرابه عن الطعام دون أخذ أي مدعمات,حيث يعتمد على الماء فقط وأنه يعاني من عدم القدرة على الحديث وثقل في لسانه،وضعف في عضلات الجفون وأوجاع شديدة في أطرافه ودوخة دائمة,والجانب الصهيوني لا يبدي أي استعداد من اجل التوصل لأي حل ينقد حياة الأسير محمد في ظل انشغال الساحة الفلسطينية والعالم العربي في همومهم الداخلية,وقد تأتي الساعات ويستغل الكيان المسخ الوضع العربي الرذي ليفضي إلى نهاية تراجيدية بحق الأسير محمد....

ومن على السطو مقالي أوجه ندائي إلى أصحاب العقول المضمحلة والنفوس المريضة التي تقف وراء تصنيف قضية الأسرى,وقتما شاءوا ويحلوا لهم الأمر,ولا يعيروا أي اهتمام إنساني لباقي الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون والمضربين عن الطعام,وإذا اضرب أحد الأسرى عن الطعام وكان أمره يهمهم تقوم الدنيا ولا تقعد,ويطلبوا الجهات الرسمية والشعبية والمؤسسات الحكومية والأهلية والدولية,بالوقوف إلى جانب الأسير المعني بأمره,في حين هؤلاء المتسلقين الذين يظهرون كمواسم فصول السنة لا يكثرتون إلى باقي الأسرى بهذه الروح الحماسية عندما يخوضوا إضرابهم عن الطعام في معركتهم مع إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية...

المجد كل المجد للأسير البطل محمد القيق

والحرية لأسرانا البواسل

والشفاء لجرحانا الأوفياء

والله من وراء القصد

بقلم/ سامي إبراهيم فودة