الأسير محمد القيق يحتضر فماذا أنتم فاعلون ؟؟؟

بقلم: حازم عبد الله سلامة

هو حكاية فلسطينية ... حكاية وطن عشق الحرية وقهر الجلاد ، هو حكاية من آلاف الحكايات التي تنتهي دوما بالفخر والاعتزاز لوطنه وشعبه ،

هي حكاية وقضية تنهي دوما إما بالنصر أو الشهادة ، لتستمر الحكاية وفصولها ترسم خارطة وطن إسمه فلسطين ، من بحره إلي نهره يمتد جرحنا النازف عشقا وحنين ،

الأسير البطل الصحفي محمد القيق ، أبي أن يستسلم لأغلال السجان ورفض الانكسار لقيود الجلاد ، وصرخ ... الجوع ولا الركوع ، إما الحرية وإما الشهادة ، فروحي فداءا لشعبي وقضيتي ،

ما يزيد عن شهرين ومازال أسيرنا الباسل محمد القيق مضربا عن الطعام ، صارخا بالسجان أن طعم الحرية هي حياتنا ، ولا حياة بلا حرية ،

اعتقلوك يا محمد وظنوا أن يكتموا صوت الحق ، وان يكسروا عدسة الحقيقة ، وأن يحجبوا النور بظلامهم الدامس ، فقهرتهم بصمودك وإرادتك ، وكشفت زيف الاحتلال وأسقط كل الأقنعة عن إنسانيتهم الحاقدة ، وديمقراطيتهم الكاذبة ،

محمد القيق ... أسير من ألاف الأسري الفلسطينيين ، الذين يصارعون الموت خلف قضبان الإجرام الصهيوني ، في ظل الصمت الجبان لعالم ظالم ، يدعي الحرية والإنسانية ، فإذا كانت الجريمة ضد الفلسطيني يغضوا أبصارهم عن الجاني ، كأن الفلسطيني مستباح ،

أكثر من شهرين من الإضراب عن الطعام ومصارعة الموت وكتابة وصيته انتظارا لتُحلق روحه في عنان السماء ، والعالم صامت ،

أكثر من شهرين مضربا عن الطعام وفصائلنا الفلسطينية تهدد وتتوعد ، كأنها تنتظر موت الأسير كي ترد علي جرائم العدو ، فالأسير القيق يحتضر فماذا أنتم فاعلون ؟؟؟ وماذا تنتظرون ؟؟؟

هل تنتظرون سماع خبر استشهاد الأسير القيق ؟؟؟

لإصدار بيانات النعي والخطابات والشعارات والرثاء !!! وفروا ميكروفوناتكم وتهديداتكم وأصواتكم فإنها لا تساوي شيئا أمام صمود وتضحية الأسير ، وما عادت تجدي كل خطاباتكم أمام صرخة ألم يعانيها الأسير المنتظر للموت مبتسما شامخا بشموخ العشق للوطن ،

الأسير محمد القيق ... إصبر وكابر علي ألامك ، ولا تنتظر منا سوي الخطابات والكلمات والبيانات ، فأنت الحر خلف القضبان ، ونحن المقيدون بقيد الصمت ، وسلاسل الشعارات ، وسجن اللامبالاة ، فلا شعاراتنا ولا كلماتنا ولا بياناتنا تساوي نظرة من عينيَك المتعبتين وهي تنظر إلي السماء تشكو إلي بارئها ظلم الاحتلال وصمت العالم الجبان ، وجسدك المنهك وهو ممدد ينتظر الشهادة ،

أخي ... أنت حر خلف السدود ... أخي ، أنت حر رغم القيود ،

فاصبر وما صبرك إلا بالله ، فواالله إنها فلسطين تستحق أن نموت لأجلها ، فإما حياة تسر الصديق ، وإما ممات يغيظ العدا ، وإنها شمس الحرية حتما ستشرق علي الوطن لتنير درب الأحرار للانتصار والمجد ،

بقلم/ حازم سلامة