من اغرب الغرائب في قيادة حركة الشعوب ان تتوه القيادات في زحمة المؤثر الاقليمي والدولي وان تذوب الذات القيادية في مفاهيم الرؤية الذولية وتابعها الاقليمية لتقرر ماذا يجب ان يكون مستقبل الشعوب ، وهذا ينطبق تماما على قيادة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، وقد تكون قيادة منظمة التحرير والفصائل الاخرى واقعة تماما تحت منطق التجاذبات الاقليمية والدولية ... ويقف الشعب الفلسطيني في طريق التيه السياسي بين البلادة من مؤثرات الظرف وبين طفرات ليس لها حاضنة شعبية او رسمية تلك الطفرات من شباب وشابات فلسطين في صرخة الاقصى تلك الصرخة التي لم تجد لها مجيب عربيا واسلاميا وعالميا بل تكاثفت قوى ذاتية على لجمها ومطاردت نشطائها تحت مبرر الهدوء والنظام والقانون المعمول به بين السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال.
الفلسطينيون وبشكل مبكر قلموا اظافر الثورة اقصد هنا قيادة الشعب الفلسطيني ، واصبحت قوى الثورة وبرنامجها واهدافها في طي النسيان السياسي والنضالي وبقيت تلك القوى بمثابة تجمعات هلامية فارغة مفرغة من اي برنامج يسعى للتحرير بل قوى تحريكية لاثبات وجود قيادة ومؤسسة وليس تحريك ملف قضية بثوابتها الوطنية ، نسي الفدائي او الكثير منهم مواقع النضال تحت هواية المكاسب الشخصية حتى لو كانت في ظل الاحتلال وتحت وصايته ومشاريعه ، بل كان التكيف تحت ذريعة المقاومة السلمية ، هل سمعتم بهذا المصطلح من قبل لشعوب ترزح تحت نير الاحتلال ...؟؟؟؟؟ اصبحت الامور اكثر تعقيدا ثقافيا وسياسيا وامنيا التملص من ثوابت صنعتها القيادة الفلسطينية والقيادة فقط عن طبيعة العلاقة مع الاحتلال المتشابكة فكل من الاخر محتاج للاخر ايضا .......
تجاوز تلك العلاقة ليس بالشكل الهين فالرجوع للخلف في وجه نظر السلطة كارثة والتقدم للامام نحو تثبيت كيانية معلنة لدولة فلسطينية لا تتجرأ بل لا تملكه قيادة السلطة .
بل كيف يمكن ان تتقدم السلطة او منظمة التحرير او القوى الاسلامية بمشاريع تخص الكيانية الفلسطينية ولو في ظل الاحتلال وقوانينة وفي حركة تمرد سياسية امنية تأخذ العمق الوطني وانقساما حادا اعطى اجهزة سيادية مؤدلجة في غزة وفي الضفة ...؟؟؟ الفلسطينيون مكسحي الاقدام بين مشروع منهزم في الضفة الغربية ومشروع مكبل ايضا بتجاذبات اقليمية ودولية في غزة وبين مفهوم المقاومة ومفهوم الارادة الاقليمية التي تمثله تركيا وقطر من جانب وايران من جانب اخر ..... تيقظت ايران بان هناك شهداء في غزة بعد سنتين وليتوافق عطائها ب 7الالاف دولار لكل شهيد و30الف دولار لكل بيت مهدم ويتوافق ذلك مع اجتماعات ومناكفات المصالحة في قطر ..... ولتعلن قيادات في حماس عن تقدم في المفاوضات التركية الاسرائيلية التي احد شروطها لتحقيق المصالحة بين تركيا واسرائيل فك الحصار عن غزة واقامة ميناء في غزة ...
مشاريع اقليمية لا تريد المصالحة بل اصبحت غزة محل صراع استراتيجي بين القوى وفي النهاية ضد وحدة الشعب اللفلسطيني وضد مشروع حل الدولتين على ارض الضفة وغزة .. وتدخلات لفصل غزة عن الضفة والعكس صحيح ايضا.
مشروع المقاومة يحتاج لتعريف اشمل من مصطلح المقاومة "" وهو مشروع" الثورة " فمشروع المقاومة قد لا يكون له هدف استراتيجي جامع بل مشروع الثورة هو اشمل وطنيا حيث يلملم كل قوى الشعب المشتتة وله وضوح استراتيجي ، اجمالا لم نستطيع وضع مشروع ثورة ناجح وان وجدت النظرية والبرنامج التي وضعتها فتح في انطلاقتها ، ولم ننجح في تطوير الاداء السياسي والدبلوماسي الذي يقتنع فيه السيد عباس من تحقيق الدولة بعد قرار الجمعية العامة بالاعتراف بفلسطين كدولة مراقب.
اذا يقع الفلسطينيين بين حالتين فاشلتين وطنيا في ادارة ملف القضية الفلسطينية وهو مشروع عباس الذي مكن اسرائيل زمنيا من سيطرتها على ما يسمى يهودا والسامرى وبين مشروع المقاومة المحجم لذي يخضع للمساومة والتجاذبات الاقليمية ..ويبقى الشعب الفلسطيني منقسما بلا عنوان رئيسي لحركته الوطنية ، وفي صراعات على السلطة والرئاسة وغيره من المواقع في حين ان اسرائيل والعالم الخارجي له القول في مستقبل الشعب الفلسطيني ، وكما قال الاخ والقائد الفتحاوي محمد دحلان عندما سؤل عن نيته في الترشح للرئاسة : اجاب قائلا :: هو في شيء اصبح لدينا لكي ارشح نفسي رئيسا عليه...؟؟؟؟؟؟ والباقي عنكم ياسادة فنحن لم نسلك طريق الثورة ولم نستطيع تحقيق حلم الدولة ..... ما العمل ..؟؟!!
بقلم/ سميح خلف