دردشات متجنح للحق ( 13)
أعلن تضامني مع النائب نجاة أبو بكر ، أعلن تضامني مع القائد جمال أبو الليل ، أعلن تضامني مع اللواء فؤاد الشوبكي ، أعلن تضامني مع القائد مروان البرغوثي ، أعلن تضامني مع الأسير محمد القيق ، أعلن تضامني مع الخريجين والعاطلين عن العمل ومع العمال والفلاحين ،
أعلن تضامني مع الأسري والمعتقلين ، أعلن تضامني مع أهالي الشهداء ، أعلن تضامني مع الجرحى البواسل والمعاقين ، أعلن تضامني مع المعتقلين السياسيين ، أعلن تضامني مع القدس والمسجد الأقصى ، أعلن تضامني مع هبة الاقصي وصرخة القدس والانتفاضة ، أعلن تضامني مع الشعب العراقي الجريح ، أعلن تضامني مع الشعب الليبي والشعب السوري والشعب اللبناني والشعب اليمني ، أعلن تضامني مع الأمة العربية جمعاء ، أعلن تضامني مع مسلمي بورما ، أعلن تضامني مع أهل السنة في الأهواز ، أعلن تضامني مع الأمة الإسلامية وشعوبها المضطهدة المظلومة ،
أنا الفلسطيني الجريح المقهور أعلن تضامني مع كل المظلومين وكل الأحرار بالعالم ، أنا الفلسطيني المذبوح البسيط الفقير متضامن مع الكل ، وأبحث عن من يتضامن معي ، فهل من متضامن معي أو متعاطف مع قضيتي الفلسطينية ؟؟؟
نحن شعوب الهاشتاقات والتضامنات والاعتصامات ، لا نتقن سوي التضامن والخطابات ، كل قضية تحدث نسارع لعمل لها هاشتاج معلنين تضامننا ومساندتنا ، وتنقضي الأيام لننتقل لقضية أخري وهاشتاج جديد !!!
هل هذا ما نستطيعه ؟؟؟ هل هذه مقاومتنا للظلم بمجرد هاشتاج مؤقت وفزعة تضامن ، وموسم كلام وخطابات وشعارات ، ومن ثم تنتهي الفزعة تحضيرا لفزعة جديدة ؟؟؟
أنا كمواطن فلسطيني بسيط ومقهور مللت من كل الخطابات والشعارات والهشتاجات ، واخترت الصمت المقهور أمام هذا الظلم والفساد المتجذر والمنتشر في كل مكان ،
فما عاد يجدي الكلام ، وما عاد الصراخ نافع أمام هذا التغول من الفساد وذبح القانون واغتيال الإنسانية ،
فنحن أمام ظلم وفساد كبير متجذر ومتمكن من كل المؤسسات ومنتشر في كل مكان ، انه كشجرة تجذرت جذورها فسادا في الأرض وامتدت أغصانها وأفرعها في كل مكان فانبتت فسادا وظلم حتي امتلأ البستان ، ويحتاج إلي جرافات إصلاح لتستطيع اجتثاثه وإنهاؤه من جذوره وتنظيف البستان وزراعة أمل ومستقبل وغد أفضل ،
فهل نملك القدرة علي اجتثاث هذا الفساد ؟؟؟ وهل مجرد خطابات وشعارات وإعلان تضامن ينفع في ظل هذا الفساد القائم ؟؟؟
هل من ينادون بالإصلاح ومحاربة الفساد هم بريئين من الفساد ؟؟؟ هل هم أهلا لإنهاء الظلم والفساد ؟؟؟
الفساد لا يجابه بالفساد ، المال لا يصنع النجاح ولا يبني تنظيم ، والشعارات لا تبني وطن ، والاحتجاجات والتضامن لا يوقف ظلم ولا ينهي فساد ،
ابدأوا بأنفسكم ، وأقيموا الإصلاح في قلوبكم يقم علي الأرض وينتصر ، فجسد الوطن ممزق ولم يعد يحتمل أي طعنات ،
أنا لاجئ فلسطيني بسيط فقير مقهور مجروح ، أنا الإنسان ، أعلن تضامني مع كل المظلومين بالعالم أي كانت ديانتهم أو جنسيتهم ، إذا فرضت على الإنسان ظروف غير إنسانية ولم يتمرد سيفقد إنسانيته شيئا فشيئا ، فتمردوا ، وقاتلوا لأجل الإنسانية والانتصار للمظلومين ،
على يميني مارد اسمه الفقر ، وعلى يساري سفاح اسمه الاستبداد ، وخلفي نظام يعذبني ويستعبدني منذ قرون خلت ، وفي الأمام أرى تمرد شعب .. ثورة شعب ،
وكان الله بالعون ،
بقلم/ حازم عبد الله سلامة