بسم الله الرحمن الرحيم
كأنه القدر يأبي إلا أن ينتزع منا كل شئ جميل ، كأنه الحزن يلازمنا قدر مكتوب علينا يأبي أن يتركنا ، نودع حزن ونستقبل حزن ، حياتنا كلها أحزان ووداع وفراق ،
صُعقنا برحيلك يا صديقي ، إنه الموت يأخذ منا أعز الناس ويزرع الألم في قلوبنا ،
رحل أخانا الغالي القائد المعطاء الخلوق رائد أبو حسين " أبو العبد " ، عاش بيننا بهدوئه الشامخ ، فأحببناه لأننا نحب الفتح ونعشق العطاء وصدق الانتماء ، فكان مثالا للمناضل الأصيل الصادق ، والقائد المتواضع القريب من قلوب الجميع ،
عاش بهدوء وتواضع ، ورحل بهدوء وإيمان ، رحل كنسمة هواء ربيعية مرت علينا فأمتعتنا وأسعدتنا ورحلت تاركة خلفها حزنا عميق علي الفراق ،
لو تجدي دموعنا وتفيدك لبكيناك العمر والدهر كله يا صديقي ، لو كان الأمر بأيدينا لقاتلنا الموت وما تركناه ينتزعك منا ، لكنه القدر يا صديقي يعاندنا وينتزع منا حكاياتنا الرائعة قبل أن تكتمل ليختم فصولها الأخيرة بحزن وفراق وآلام ، هي كذلك حكايتنا دوما نهايتها حزينة وهذا قدرنا يا صديقي ،
عشت رائدا فارسا فتحاويا متمسكا بالمبادئ والقيم الوطنية ، عنوانا لصدق الانتماء والوفاء للوطن ، أزقة المخيم تشهد لك بالعطاء ، فمخيم جباليا وشوارعه وحاراته سيفتقد فارسا من فرسان المخيم ، سنفتقدك أيها القائد المعطاء الأصيل ، رحلت قبل الأوان ، فأوجعت قلوبنا برحيلك يا صديقي ، بكتك العيون ونزف القلب ألما ووجعا ،
رحلت شامخا صابرا ، وتركت لنا سيرة عطرة نورثها الأجيال ، ونعتز ونفتخر بها ، رحلت ومازالت كلماتك باقية ، ومازال زرعك راسخا ينبت مزيدا من العطاء والانتماء ، رحلت وتركت خافك جيلا من الشباب علي العهد باقون ، متمسكون بالأخلاق الحركية والوطنية ولا لن يحيدوا عن الدرب ،
هذه الجماهير الغفيرة التي جاءت حشودا لتوديعك وإلقاء النظرة الأخيرة علي جثمانك الطاهر المسجي ، هي نتاج زرعك الطيب التي زرعته من محبة واحترام فنلت محبة وتقدير ووفاء الجميع ،
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا علي فراقك لمحزونون يا رائد ،
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]