إلى الرئيس والمسؤولين: سيبوا المرأة في حالها!

بقلم: بثينة حمدان

سأنكش اليوم دائرة القانون وساحات المحكمة التي تحترم "جنون" الرجل، فتخيلوا أن المرأة العاقلة البعيدة عن صفات "النق" و"الشكاء" و"البكاء"، واللطيفة الأنثى بكل تفاصيلها الحلوة والبشعة، القادمة من كوكب الزهرة لا تستطيع الانفكاك من رجل "مجنون"؟ فالقانون يفصل الأمراض النفسية على هواه فهناك "المجنون" و"نصف المجنون" وهو تصنيف غير موجود في علم الأمراض النفسية... "الجنون" يا عالم، الجنون يا "بشر" الجنون يا سيدي الرئيس ويا حضرات القانونيين؛ حبة دواء في نظر القانون تكفي لتمنع المرأة من الطلاق وتعيش مع زوجها و"رجلها فوق راسها"، حبة لنضمن جيل قادم أكثر جنوناً، ولعله يجن أولاً في وجه الساسة وينكش شعرهم نكشاً.. لعلكم تعقلون تحت شعار "مجتمع إلى الهاوية".

أيها النكّاش؛ السياسي والعادي، الدجال والحق، رجلاً كان أو امرأة، أخاطبكم في عيدنا العالمي، لأذكركم ببيانات التهنئة وهي نسخ مستنسخة عن بعضها، كلها وهمية منكوشة من رأسها حتى قدميها، الصدق فيها يكمن في تاريخ نشرها!

سيدي الرئيس، دولة رئيس الوزراء، حضرات الوزراء ورجالات السياسة من اليمين إلى اليسار، أرجوكم "سيبوا المرأة في حالها"، فلا هي أختك ولا أمك ولا ابنتك ولا شريكة نضال ولا "بطيخ"، أرجوكم راجعوا وعودكم على مدى سنوات و"حِسًّوا" شوي بالأوهام التي تكررونها في كل عيد. وأعدكم "باسم النساء" أن نمنح جائزة لمن يأتي "بالجديد" في خطابه.

في كل عيد تنكشون رؤوسنا بكلمات الحب والافتخار بالمرأة، ولم تكونوا "رجالاً" في الفعل والعمل ولا حتى احترام حقها في الحياة في بلد يريد الحياة، فكانت برامجكم الانتخابية كلاماً في الهواء من الرئيس وجر... أما الذين يصطادون في الماء العكرة والرافضين لهذا العيد كونه: عيد غربي علماني منشق بدعة وووو فأقول لكم: بعد الجر والنكش والقص واللصق والبروزة والانفعالات الزايدة من الساسة، لا تقلقوا فيبقى العيد "شكلاً" أما المضمون فسيظل "متخلفاً" كما تريدون.

وبرجع للساسة: كفاكم غشّاً، وتسلقاً لقلب المرأة عبر كلمة ووردة، ففي هذا اليوم من عام 1856 خرجت آلاف النساء العاملات في شوارع نيويورك ووزعن الخبز اليابس والورود احتجاجاً على ظروف العمل.. ومن هذا المنبر و"باسم النساء" الي عاجبهم أو مو عاجبهم، فإنني اطرح مبادرة ألف حبة شوكولاطة للزلمة الجريء الفهمان الذي يعلن عن اقراره قانون مشرف وعادل للمرأة سواء قانون الأحوال الشخصية أو قانون العقوبات القديم المنكوش المعفن المعيوب.. وهذه هي بعض نكشات القانون:

-       مازال القانون وهيئة المحكمة ووكلاء النيابة "المنكوشين" يقدمون الحماية للقاتل على خلفية "شرف العائلة"، مع ان كلمة "ِشرف" مش موجودة بالقانون! عجيبة

-       المرأة غير المنكوشة ليست وصية على ابنائها فلا تستطيع اصدار جواز سفر لهم، والرجَّال "يقبرني شو رجال" هو بس الوصي!

-       المرأة غير المنكوشة لا تستطيع فتح حساب لأبناءها القاصرين، المرأة المنكوشة والتي تعمل –تحديدا- تساعد الرجل في تكاليف المعيشة لكن في البنك هو أحسن منها وخليه يتمصرف بحسابات الأولاد مثل ما بدو.. بستاهل!

-       المرأة تبقى امرأة قاصر في القانون حتى لو بلغ الشيب ما بلغ وصارت بالستين، وفقط الرجل أي الزوج هو من يرفعها لمكانة أكثر قدراً وقيمة! حِكَم فلسطينية بحتة.

-       حضانة الأبناء الذكور هي سن البلوغ مع والدتهم بعدها يُخَيّرون، أما الإناث فعند البلوغ تصبح الحضانة للأب تلقائياً... يا عيني يا عيني شو هالعز في التمييز!

-       أما الميراث فالقانون بريء من حرمان المرأة منه، وهذه المرة المجتمع كله ضد المرأة وضد حصولها على هذا الحق، و"قال شو نحن مجتمع متدين ومحافظ"!

-       أما النفقة فيكفي المرأة 500 شيكل كحد أقصى ومثلهم للطفل حسب تقدير لجنة تدرس الظروف، وإذا كان المحامي شاطر ممكن توصل "بشق الأنفس" لـثلاثة آلاف شيكل –موت يا حمار-!

-       أما الطلاق.. فلا تحلمي كثيراً عزيزتي المرأة، فربع ساعة كافية لانجاز معاملة الطلاق، أما أنتِ "فعَيبٌ عليك" أن تطلبي أبغض الحلال عند الله، وإذا سجن زوجك في جناية فلازم تكون كبيرة أكثر من ثلاث سنوات كي تنفكي منه بعد عام من السجن.. طبعا طبعاً لازم يحافظوا على الأسرة بلكي راجعتي حالك ورجعتي عن الطلاق من رجل "مجرم".. حرام بضل رجل!

-       والقانون لا يعالج العنف الأسري ولا الاعتداءات الجنسية ولا التحرش ولا الجرائم الإلكترونية بحق المرأة... بل يفترض حتى سفاح القربى أن العلاقة "رضائية"..

وما خفي أعظم... مجتمع مسموح النكش فيه إلى الهاوية..

(ملاحظة شكراً للمحامية لونا عريقات-مركز المرأة للارشاد القانوني على المعلومات)

من سلسلة: #بلد_عايشة_ع_نكشة

#بثينة_حمدان