لقد ابدعت حركة فتح ومنذ انطلاقتها بوضع افكارها وادبياتها ونظامها ولمعالجة كافة القضايا المتعلقة بطبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني وعلى المستوى الذاتي والاقليمي والدولي ، ومن منطق انها حركة تحرر وطني ،وتناولت وبكل موضوعية ووطنية وانسانية كل الابعاد التي ادت لتفاقم المشكلة والمأساة الى قضية احتلال الارض بكاملها وتهجير وابعاد 80% من الشعب الفلسطيني خارج وطنه، واضيف الى ذلك احتلال باقي الارض الفلسطينية منذ عام النكسة والى وقتنا هذا....
يبدو العض يغيب عن ذهنه امام عصف من المبادرات والاطروحات والاتفاقيات السابقة التي لم تحقق شيئا اننا ما زلنا حركة تحرر وطني بكل ابعادها وسلوكياتها والتي تفرض انه لا يمكن التخلي عن ادبيات حركة فتح تحت اي مسبب وتحت اي ذرائع او مبررات ، فالشعب الفلسطيني مازال لم يحرر شبرا او مترا من السيادة على اراضيه المحتلة حتى في حلمه المختزل والمبتور دولة في الضفة وغزة .
وبالتالي اي قضية خلافية في الساحة الفلسطينية يجب ان لا تخرج عن ابعاد تحديد الموقف من الانتماء او اللاانتماء لحركة التحرر الوطني ، فالحاضنة الشعبية هي ذات التكيف مع الفكر التحرري وليست باي حال من الاحوال تميل لانجازات فاشلة وهمية كانت هي اهم المسببات في انهيار المشروع الوطني والتي مازلت شريحة كبيرة في الشعب الفلسطيني تؤمن بالفكر التحرري كوسيلة للخلاص من الاحتلال وفرض السيادة ونيل الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه.
بالتاكيد ان الفكر الاصلاحي التحرري الديموقراطي انطلق من عمق المخيم والقرية والمدينة ومن قلب الديمومة الحركية عبر تاريخ التجربة واي انفصال عن هذا التاريخ هو مجازفة وتدوير وتحوير لا يحمد عقباه ليس على حركة التحرر بل على المسيرة الوطنية والبرنامج الوطني .
ان تغييب عامل السياسة وارتباطها بالفكرة هو ايضا ثغرة كبرى قد تفشل منطق الاصلاح وبسقف مفهوم العدالة والحقوق والتحرير .
ان الارتكاز على البناء المؤسساتي البيروقراطي يخرج عن النصوص والنظام والادبيات ، فاعتقد ان المؤسسة الثورية التحررية تختلف تماما عن بناء المؤسسة على ارض ذات سيادة ومحررة ، وفي توصيف كل الادوات فان المنظمات الشعبية عمال ومرأة ومعلمين وكاديميين ومهندسين واطباء وكل المنظمات الشعبية هي قوة حاشدة للخط التحرري والثوري وهي لا تنفصل عن احدى النشاطات وليس كلها للنشاط التنظيمي والفكري لاطارية حركة التحرر الوطني وقد اجملها النظام الاساسي في المكاتب الحرية التي هي تدير امور الحركة نقابيا وليس تنظيميا اما العمق التنظيمي فكل فرد في تلك الفئات له دور تنظيمي من خلال الاطار المقر في النظام وبمستوياته التنظيمية .
ان القفز عن مستوجبات المرحلة وما تمليه من تعبئة فكرية ممنهجة ترتكز على الاصول والتجربة وعمقها التاريخي هو كمن يصعد متوهما للقمة فيقع ويتحطم كل شيء في اركانه ، فلبنة البناء ان لم تاتي من القاعدة للقمة وفي توازن واتزان ستعطي ظاهرة الانفلاش والسطو البيروقراطي على ارادة ورأي القاعدة وهذا ما اوضحته حركة فتح في مبدأ الديموقراطية المركزية .
الفهم الحقيقي لبناء الاطار وبكل الحذر من الانسلاخ عن القاعدة الفكرية والتنظيميةوالبرامجية هو من يحافظ على ديمومة الفعل الحركي والانتشار والاستيعاب والتاثير وصناعة القرار من مصدر له ارتكازاته من عوامل القوة ..... فتذكروا يا مناضلين اننا ما زلنا حركة تحرر وطني ولسنا بصدد ان نكون جزئية من الظهور في مرحلة تستوجب ان نكون فيها ن بل مازلنا حركة تحرر تواجه الخطأ من اجل التصويب حتى تحقيق الاهداف والتصحيح من اجل الاستمرارية ولان الاستمرارية امانة تركها لنا الشهداء وكل من مضوا في هذا الطريق، فلا تبتعدوا يا مناضلين عن عمق التجربة فهي التريخ والحاضر والمستقبل للشعب.
بقلم/ سميح خلف