كي لا تغرق السفينة ، دردشات متجنح للحق (14)

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أشخاص كنا نراهم قادة وكبار ، ومع التجربة اتضح لنا أنهم صغار ، صغار جدا أكثر مما تتخيلون ، وهناك أشخاص كنا نراهم صادقين ، ومع التجربة اتضح لنا أنهم كاذبين وشلة من المنافقين والسحيجة ، وهناك أشخاص وثقنا بهم وأعطيناهم كل الوفاء ، ومع التجربة اتضح لنا أنهم ليس أهلاً للثقة ولا الوفاء ، هي أقنعة تتساقط ، ومع التجربة ينكشف الزيف والخداع ،

ورغم سقوط الأقنعة كلها عن وجوههم إلا أنهم مازالوا مصرين علي الخداع والكذب وتبديل الأقنعة ، ما أوقحهم ، ولي عهد الصمت ، ولا لن تخدعوا أحد بعد اليوم إلا أنفسكم وقليل من المضللين والأرزقية أيها الواهمون ، كفي ، كفي ، فهذا وطن وليس شركة استثمارية أو عزبة خاصة لكم ، كفي

قاتلنا لأجل حلمنا ، حلم الوطن ، حلم البسطاء ، حلم العاشقين للحرية ، تعرضنا للإحباطات ، للاعتراضات ،
آمنا بالفكرة ، عملنا بكل طاقتنا ، لكي يصبح الحلم حقيقة ، كل هذا لنصنع الأمل ،
ولم ننته بعد ، نستطيع أن نحقق الحلم ، مؤمنين حد الثقة بأن الحق حتما ينتصر مهما كثرت العقبات ، ومهما حاول الموتورين والمنافقين أن يقفوا ضد هذا الحلم ويحاربوه ، فان الحق قدر الله المحتوم ، ومهما حاول المرجفون إطفاء نور الحقيقة فلا ولن يستطيعوا أبدا ،

فهذه قضية وطن دفع لأجلها دماء الشهداء ونزيف الجرحى وآلام الأسري ، إنها قضية وطنية ثمنها دماء طاهرة خضبت هذا الثري لينبت حرية وانتصار ويعيد الحقوق للوطن والشعب ، وليس شركة خاصة لكم تتاجرون بها كيفما شئتم ، وليس عزبة ملكا لكم ولأزلامكم وخاصاتكم ، هذا وطن لا يجوز أن تتقاسموه كأنه سلعة ، فالوطن بحاجة لمناضلين وليس سماسرة ، كفي خداعا ونفاقا ، كفي ،
إنها فتح ، إنها فكرة وطنية طاهرة آمنا بها حد اليقين للانتصار للوطن وللبسطاء والمقهورين والفقراء ، وليس انتصار لشخوصكم وأطماعكم وطموحاتكم الواهمة ،

من تاجر بمعاناة الناس سيجد نفسه يوما ما سلعة رخيصة ، ومن استهان بكرامة الناس سيجد نفسه يوماً ما ذليلاً مكسوراً ، فالقائد الوطني الثائر هو من يردد كما تشي جيفارا : إن تقدمت فاتبعوني وإن توقفت فادفعوني وإن تأخرت فقد خنت فاقتلوني ، علموا أولادكم أن الوطن هو الشرف ، هو البيت ، هو الحياة ، علموهم أنكم كنتم جبناء ، وأن يكونوا هم الأقوياء ، علموهم أن الحضارة هي الأم ، والأنثى هي الرفيقة ، علموا أولادكم أننا بشر ،

شعبنا الفلسطيني بسيط ، والبسطاء لا ينافسونكم علي المناصب ولا المراتب ولا المكاسب ، فلا ترهقوهم بفسادكم وخلافاتكم وكوتاتكم وتركيباتكم ، هم طموحهم بسيط كبساطتهم ، يحلمون بحياة كريمة وحرية وعدالة وأمان ، يريدون لأطفالهم مستقبل أفضل ، يريدون قيادة تفهمهم وتعاملهم أنهم بشر ،
فكفي ، فشعبنا دفع ثمن كل مراحل تخاذلكم وفسادكم وتجبركم وتكبركم ، ويحلم بمرحلة جديدة طاهرة نقية بعيدا عنكم وعن أطماعكم ، الوطن ليس سلعة ولن يكون ، فكفي أيها التجار والسماسرة كفي ... فجرحنا النازف ما عاد يحتمل ، فقد انتهت مسرحية الكذب والنفاق وأُسدل الستار ، وحان وقت الحق والحقيقة ، فأفيقوا قبل فوات الأوان ،
فالسفينة مازالت في عرض البحر الهائج تلاطمها الأمواج فعودوا إلي صوابكم كي لا تغرق السفينة ،
وانتظرونا في دردشات متجنح للحق (15)

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]